تتعرض الأغلبية الساحقة من النساء للتحرش في الطرقات؛ وتأكيداً لذلك فقد سجلت فتاة اسمها “شوشانا روبرتس” فيديو من عشر ساعات جالت فيها طرقات “نيويورك”، وتعرضت خلالها لـ108 حالات تحرش لخصتها بدقيقتين اقتربتا من عشرة ملايين مشاهدة خلال أقل من يومين على “يوتيوب”.

ارتدت “سوشانا” ثياباً عادية غير لافتة، مكونة من “جينز” و”تي شيرت”، ووضعت مسجلات صوتٍ في يديها لالتقاط تعليقات المارة وتحرشاتهم، من دون أن تظهر أية ردة فعل، وجالت طرقات “نيويورك”، بينما كان صديقها “روب بليس” يمشي أمامها ويصورها بكاميرا أخفاها في حقيبة ظهره، التقط خلالها صوراً لرجالٍ تبعوها وحاولوا استدراجها، وآخرين اكتفوا بتحرشات لفظية من قبيل “جميلة”، “كيف حالك يا فتاة”، “ملاك أميركي مثير”، وغيرها من التعليقات التي تظهر في الفيديو الذي تعرضه “العربية.نت” على موقعها.

يأتي هذا الفيديو ضمن حملات مناصرة تقوم بها منظمة تنشط في مجال الحد من ظاهرة التحرش ضد النساء، اسمهاHollaback وأسستها امرأة تُدعى “إميلي ماي”، دائماً ما تبرر غيظها من ظاهرة التحرش بترجمتها للمصطلح الهندي في وصف الظاهرة، والذي يعني حرفياً “إغاظة النساء”، وتعتبر أن المشكلة لا تقتصر على التحرش اللفظي بالنساء، بل في كون المرأة لا تدري غالباً أي المتحرشين يكتفي بالتعليقات الكلامية، وأيهم قد يلاحقها ويمارس عنفاً جسدياً تجاهها.

وتشير الإحصاءات أن كل النساء الأميركيات تقريباً سبق أن تعرضن للتحرش اللفظي في الطرقات، وتصل النسبة في أكثر الدراسات تفاؤلاً إلى حوالي 90% من النساء، بحيث يقول 84% من نساء أميركا إنهن يضطررن للحذر، ولتغيير سلوكهن في الطرقات حتى يتجنبن التحرش، ولا يختلف الأمر كثيراً في بقية أنحاء العالم بحيث إن النسبة تتراوح بين 70% كما في الصين، لـ80% كما في كندا مثلاً، لتصل إلى 96% من النساء كما في باكستان.
أرقام مرعبة عن التحرش في الوطن العربي

ليس الأمر أفضل حالاً في البلدان العربية حينما يتعلق الأمر بالتحرش ضد النساء، فبعيداً عن الحوادث المشهورة والمصورة للاعتداءات الجنسية التي حدثت في “ميدان التحرير” خلال الأعوام الأخيرة، تصنف مصر كأسوأ دولة في العالم في نسب التحرش بالنساء بعد أفغانستان، بحسب “واشنطن بوست”، بحيث إن83% من المصريات تعرضن سابقاً للتحرش، ويمتد الأمر ليصبح يومياً بالنسبة لأكثر من نصفهن، بحسب إحصاءات المركز المصري لحقوق الإنسان، في حين أن 98% من النساء اللواتي يزرن مصر يتعرضن للتحرش لمرة على الأقل، في دولة يُسجل فيها سنوياً حوالي 20 ألف جريمة اعتداء جنسي أو تحرش.

وفي تقرير صدر عن وكالة رويترز عام 2010 شمل 24 دولة، جاءت السعودية في المركز الثالث من حيث معدلات التحرش بالنساء في أماكن العمل، إذ وجد التقرير أن 16% من العاملات بالسعودية يتعرضن للتحرش من رؤسائهن في العمل، في حين احتلت الهند المركز الأول بـ26%، والصين المرتبة الثانية بنسبة 18%، علماً أن القانون السعودي يعاقب المتحرشين بالسجن لخمس سنوات وبغرامة تصل لـ500 ألف ريال.

وفي اليمن، يقول إحصاء نشرته “يمن تايمز” عام 2009 إن 90% من النساء في صنعاء تعرضن للتحرش الجنسي في الأماكن العامة، من دون أن يقتصر الأمر على التعليقات اللفظية وليمتد ليشمل على التحرش الجسدي عند أكثر من ثلثهن.

ولا يبدو الأمر أفضل بكثير في بلدان كالعراق وسوريا، إذ تشملها مؤسسة “تومسون رويترز” مع البلدان السابقة كأسوأ البلاد التي تعيش فيها المرأة العربية، ضمن دراسة أجرتها عام 2013، بعدما أخذت عدة عوامل بعين الاعتبار منها التحرش والعنف ضد المرأة وحقوق الإنجاب ودور المرأة في السياسة والاقتصاد.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫5 تعليقات

  1. كذب كذب الارقام و الاحصاءيات كلها كذب و تضليل اعلامي!!!

    لا يوجد تحرش في اوربا الا نسبة ضئيلة جداً! لان البنات او النساء هنا مثل الرجال يقضون اشياءهم بسرعة، بمعنى نادراً ما تراى بنات مثل بنات العرب يتمشون بالاسواق على مهلهم و ينظرون يمين و شمال و نادراً ما تراى بنت لوحدها!! عندما تكون هناك شلة من البنات و يتمايلون و يمشون على مهلهم و ينظرون يمين و شمال و يضحكون فترى الناس تنظر اليهم و ربما التحرش بهم!! و اذا البنت تكون لوحدها و تمشي في السوق على مهلها و يبدو عليها انها فقط اتت لتتمشى و في الاسواق بدون ان تبحث عن شئ معين، فاكيد سوف يتحرش بها الشباب، و خاصتاً لو كانت ملفتة شوي بملابسها او جمالها الجسماني!!! هنا عالم السرعة، عندما تراى الناس في الاسواق، كانهم كقطار المسرع كل واحد ماشي بخطه للبيت او العمل!!

    و ثاني شي اوربا لا تجد بها التحرش بمعناه، لان لو البنت حست بانها اتحرشت بيها و تضايقت بامكانها اتصال الشرطة، يعني الكلام و الالفاض لا تزعلها، بل تفرح عندما شاب يحمد بجمالها او اي شئ اخر، مثلاً لو قالت انت سك…ية او فلان من مناطق بجسمك مثير او كبير و حلو او او او ، بل سوف تشكره!!! لا تسغربوا من معرفتي بهذا الاشياء و لكن كل شاب اول حياته مرة بها… الاشياء…

  2. بعد ما كتبت التعليق الاول بعدين شفت الفيديو…..

    بخصوص الفيديو، في شيئين، الاول يا ماشية بمكان روف rough و لو تلاحضو هناك الكثير من الناس من ويست انديا west India على فكرة بس حتى اعلمكم دائماً ابو اصحاب البشرة السوداء بالنكليزي لازم تناديهم بي ويست انديان پيپل.. المهم او هذا الفيديو متفق عليه!!! لان البنت ليس بهذا الجمال و اكثر الشباب اللي يتحرشون بها كما تدعي شباب وسيمين الى حداً ما و ليس من المعقول يتحرشوا بها بهذه السهولة!! بس لاقولكم اوربا او بريطانيا اللتي اعيش فيها ليست هكذا، و اقدر ان اثبت لكم، لان عندي صديق مخرج و كاميرة مان، و سجلنا فيديوهات وثائقية كثيرة بس ليس من هذه النوعية!! يعني اقدر اسأله و يعملها و بدون اي شئ!!!

  3. المشكله أن النساء لا يستوعبن فكرة أن مثل هذا اللباس سوقي و مغري جدا للرجال، وبالتالي ردة فعل الرجال ستكون سوقيه بالمثل. فليس جميع الرجال يستطيعون كبح ردة فعلهم الغريزيه، وحتى الرجال الذين يستطيعون كبح ردة فعلهم سيعانون من الكبت الجنسي على المدى البعيد سواء كانوا متزوجين أم لا.

  4. هذا الفيديو انا و صديقي المخرج صورنا في برمنكهام قبل سنتين و بس نموضج كيف الناس رايحة و جاية و بدون اي التفاف!!

  5. الدولة الاسلامية هي الدولة الوحيدة في العالم تخلو فيها من حالات تحرش ضد المرأة
    خلافة على منهاج النبوة
    باقية وتتمدد ان شاء الله

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *