منذ أن خرج تنظيم «داعش» إلى النور، لم يختف يوما دور النساء في عملياته والأحاديث عن جرائمه وسياساته، بدءً من استقطاب الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي للانضمام للتنظيم، وأدوار مخابراتية للإيقاع بالمنشقين والخصوم، وأدوار قتالية وتفتيشية ودعوية في بعض الأحيان، والمسؤولية عن نشر أخبار التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
المرأة في «داعش» ليس كما يتصور البعض أنهن فقط لجهاد النكاح ونزوات مقاتلي التنظيم، فهذا الدور لا يمكن إنكاره بشهادة المراهقات اللاتي تم استقطابهن للانضمام للقتال مع التنظيم ليكتشفن على أرض المعركة أنهن للمتعة، وليس لنصرة الإسلام كما خيل لهن، ولكن منذ قيام التنظيم، بدأ في تكوين كتائب نسائية مثل كتبية «الخنساء» وكتيبة «أم الريحان» في سوريا، ومهمتها مراقبة السلوك العام وتطبيق الشريعة الإسلامية، وتفتيش النساء المنتقبات على نقاط التفتيش، للتأكد من أنهن لسن من العدو، وتشمل مهام كتيبة الخنساء تسيير دوريات في شوارع الرقة من أجل مراقبة حركة الناس، والتأكد من عدم وجود اختلاط بين الجنسين.

ووضع التنظيم حينها شروطا للاتحاق بكتائبه النسائية ومن ضمنها أن تكون الفتاة عزباء وألا يقل عمرها عن 18 عاماً، ولا يزيد عن 25، وتترواح أجورهن كل شهر بمبلغ لا يتجاوز 200 دولار، وذلك حسب تقرير لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية في سبتمبر الماضي.
تقرير «سي إن إن» عن كتيبة «الخنساء» النسائية في أغسطس الماضي
تحدثت إحدى الفتيات المنشقات عن هذه الكتيبة لـ سي إن إن» كاشفة أسرار من قلب كتائب «داعش»النسائية، التي تحدثت بصوت تم تغييره خوفا من كشف التنظيم لهويتها، كانت مسؤولة عن تنفيذ عقوبة الجلد التي تقيمها «داعش» على المذنبين، قائلة إنها وجدت التنظيم يقوم بعمليات قتل عشوائية وإن ما يحدث ليس لنصرة الإسلام كما يدعون.
أما المهمة الأكثر إثارة للجدل في استخدام النساء في الايقاع بالخصوم والمنشقين، فقد كشف أمير منشق عن تنظيم «داعش»، يدعي أبودجانة الليبي، في تصريحات لقناة «الآن» اللبنانية، أن التنظيم يستخدم النساء للإيقاع بخصومه، الذين يصعب الوصول إليهم بالطرق التقليدية.

وتابع «الليبي»: «يمتلك التنظيم كتيبة خاصة للاغتيالات وتصفية خصومه داخل وخارج سوريا، خاصة المتواجدين في تركيا عن طريق المسدسات الكاتمة للصوت وتسميمهم»، وأضاف أنه رغم كونه أميرا في التنظيم لم يكن يعرف أسماء المكلفين بهذه المهمات، ووصل الأمر بتسميم هؤلاء الخصوم بتجنيد المقربين من أي شخص يريدون قتله ويضع له السم في الطعام.
وأوضح أن الوحدة الثانية هي من النساء لاستدراج شباب الجيش الحر المعارض، حيث تتعرف الفتاة على الشاب من عناصره حتى يصبحا صديقين، ويبدآ في الحديث عن بطولاته كمقاتل ضد «داعش»، ثم تقوم الفتاة بإرسال اسمه للتنظيم ويتم تصفيته، كذلك يتم تجنيد بعض الفتيات داخل الرقة عن طريق لبس الزي العادي ويتركون شعورهن، ويجلسون في المقاهي، حتى إنك لا تظن أنهن من «داعش» لجمع المعلومات عن خصوم ومعارضي «الدولة الإسلامية» في المدينة.
وتحدث «الليبي» عن انضمامه للتنظيم قائلا: «لحقت بـ(داعش) لأنها كانت تتحدث عن قيام دولة إسلامية ولكن ما رأيته من تعذيب وقتل واستباحة للدماء جعلني، أنشق عنهم»، وأضاف كنت أتقاضي 3000 دولار شهريا وعملي كان مخابراتيا، لجمع معلومات تفيد التنظيم.
ودورا جديدا أوكلته «داعش» للنساء من معتنقي فكرها داخل الأراضي التي استولت عليها، أو خارج الحدود، حيث وظف التنظيم هؤلاء النساء، للعمل كمتحدثات إعلاميات باسم التنظيم أو لرصد كل ما يكتب عن التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكتابة تقرير به لأمراء التنظيم، تضم مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الأسماء لـ «سرية الخنساء الإعلامية» الإلكترونية، فتحولت أسماء الفتيات منهن إلى أسماء مستعارة مثل «أم أبي بكر»، كما استبدلت صور العرض الوردية، بصور دماء، ورؤوس معلقة، أو شعار التنظيم الأسود، حتى أصبح لا يُفرق بين مُعرف الرجل منهم أو المرأة.

https://www.youtube.com/watch?v=K2ppaU6lEe4

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *