“لو كان هناك تجنيد أو تمويل، لوجدت أكثر من نصف شباب طرابلس، صاروا بالرقة (سوريا)، هناك حالة عاطفية، شباب يسألون بعضهم البعض عن الطريق”، هكذا يختزل الداعية السلفي الشيخ حسن الشهال، حال بعض الشبان في طرابلس لبنان، ومن بين هؤلاء ابن شقيقه شاكر الذي التحق بتنظيم داعش في الرقة بعد أن ضاقت به سبل المعيشة في لبنان.

الشهال اعتبر أن التحاق شاكر بالتنظيم جاء كرد فعل على المجتمع، قائلاً إن قريبه كان مخطوبا لفتاة من طرابلس، واختلف مع أهل الفتاة وفسخ الارتباط.

وتابع: “هذا الشاب ابن 21 عاما، يتيم الأب، وجد نفسه وحيدا أمام التحديات الاجتماعية الضاغطة، فوجد في تنظيم داعش المزعوم الخلاص”، مضيفا أن هؤلاء الشبان يغرر بهم وتجذبهم الشعارات الدينية والدعوة الى تحكيم الشريعة التي تؤسس كما يفترض الى دولة عادلة حيث يعم السلام الاجتماعي والازدهار الاقتصادي.

شاكر ظهر في تسجيلات من الرقة يكشف فيها أن تنظيم داعش عينه قاضياً، رغم أن تحصيله الشرعي في المهد في طرابلس لا يؤهله بنيل هذا المنصب.

ويؤكد الشيخ الشهال أن ابن أخيه شاكر تلميذ في المعهد الذي يديره إلا أنه لا يتبع منهجه، ولطالما شهدت معاهد التعليم الشرعي في طرابلس والشمال حالات انشقاق طلاب عن المنهج السلمي الذي يعتمده أصحاب المعاهد من شيوخ السلفية العلمية، وذلك من أجل الالتحاق بمذهب السلفية القتالية ونماذجها، على حد قوله.

هذه الحالات نشأت بفعل الإهمال والتهميش لأهالي المدينة بحسب الشيخ. فمن رحم الأحزمة الفقيرة في المدينة، التحق عشرات الشبان بالتنظيم استجابة لنداء الخليفة الداعشي المزعوم أبا بكر البغدادي.

وغادر من سوق العطارين لوحده بحسب معلومات صحافية أكثر من 20 شاباً وفتى، للالتحاق بالتنظيم، راسمين ملامح جديدة لجيل جهادي جديد، هو بمعظمه خارج المراقبة الأمنية والاجتماعية. فهؤلاء يغادرون همسا من دون أن يظهر على ملامحهم علامات تطرف.

ويقول الخبير في الشؤون الإسلامية حازم الأمين أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي، إضافة الى التضييق الأمني خلال المرحلة الماضية، وسط احتقان طائفي، نتج عنه الإعجاب بإنجازات داعش العسكرية، ما ساهم بارتفاع عدد الشبان المتحمسين للجهاد العسكري مع التنظيم في كل من العراق وسوريا.

وعلى الرغم من إقفال الحدود في الشمال، استمر خروج الجهاديين برا عن طريق عرسال أو بحرا عبر تركيا انطلاقا من مرفأ طرابلس. أحمد شيخ ابن منطقة وادي خالد الحدودية، استطاع أن يمنع اثنين من أبناء بلدته من التسلل عبر تركيا الى سوريا.

وتتفاوت التقديرات لأعداد الشبان الذين غادروا طرابلس منذ شهر أبريل الماضي وحتى اليوم.

وتشير المعلومات إلى التحاق عشرات الشبان من طرابلس والشمال بتنظيم داعش في الأشهر الأخيرة، ما أدخل المدينة ومحيطها في مرحلة جديدة غير مسبوقة على صعيد الجهاد العالمي، بحسب الصحافي حازم الأمين.

وجاء ظهور بعض الفتية الطرابلسيين وهم ينفذون مهاما داعشية من عمليات انتحار وذبح وإفتاء بالذبح بدوره ليزيد من تعقيد الصورة في المدينة التي لم تنجح حتى الآن في تحرير صورتها من إغراء الخليفة المزعوم.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *