(CNN) — يدور الجدل هذه الأيام حول الهجمات التي ينفذها سلاح الجو الأمريكي باستخدام الطائرات العاملة بدون طيار لاستهداف عناصر تنظيم القاعدة والحركات المتحالفة معه حول العالم، بعد انتقادات منظمة العفو الدولية لهذه الهجمات، ولكن ما ينساه البعض هو أن هذه الطائرات يحركها بشر مسؤولون عن إطلاق الصواريخ.
براين براينت كان أحد أولئك الذين يعملون على تشغيل تلك الطائرات وتسديد الصواريخ نحو أهدافها، ولكن تلك التجربة تركته رجلا محطما، كما يروي في مقابلة مع مجلة GQ، تحدث فيها عن أول عملية له والضحية الأولى التي سقطت فيها.
ذكريات القتيل الأول
وذكر براينت أنه أطلق صواريخ من طائرة كان يديرها للمرة الأولى عام 2007، وأدى الصاروخ إلى مقتل ثلاثة أشخاص كانوا يسيرون في شارع بأفغانستان، بينما كان هو يراقبهم من مقره في نيفادا الأمريكية. وهو يتذكر تلك الواقعة بالقول: “بعد انجلاء الدخان ظهرت أشلاء لشخصين، أما الثالث فبترت ساقه من فوق الركبة.”
وأضاف: “كان يمسك برجله ويتقلّب بينما تندفع الدماء منها.. دمه كان ساخنا، ولكنه برد عندما لامس الأرض.. لقد استغرق موته وقتا طويلا، وأنا كنت أراقبه.. كنت أراقب كيف تحول لونه ليصبح مماثلا للون الأرض التي كانت تحته.”
وقدم براينت في مقابلته مع المجلة تقريرا مفصلا عن عمله خلال السنوات التي أمضاها ضمن برنامج الطائرات العاملة دون طيار، وشرح كيفية استقالته عام 2011 والاضطرابات النفسية التي عانى منها لاحقا، مضيفا أنه خلال الأعوام الطويلة التي قضاها وهو يطلق الصواريخ نحو الأهداف البشرية بات يعمل دون مشاعر مثل الرجل الألي.
حالة “الزومبي” والاضطرابات النفسية
وتحدث براينت عن دخوله في ما وصفها بـ”حالة الزومبي” خلال مهام قصف المستهدفين، مؤكدا أنه رفض عرضا لمنحه مكافأة تبلغ قيمتها 109 آلاف دولار لقاء عدم الاستقالة، كما قال إنه تلقى عند انتهاء عمله مذكرة بحصيلة قتلى عملياته، والذين وصلوا إلى 1626 قتيلا، مضيفا أن ذلك أشعره بالغثيان.
وفي المقابلة، أشار براينت أيضا إلى المهام التي نفذها من أجل حماية القوات الأمريكية على الأرض، كما أشار إلى الفظائع التي شاهدها ترتكب عبر كاميرات الطائرات من قبل رجال المليشيات المسلحة قائلا: “في إحدى المرات رأيت أحد قادة المليشيات وهو يقتاد فتاتين إلى سوق مزدحمة بالعراق ثم يقوم بإعدامهما وسط الشارع.. الناس اكتفوا بالنظر ولم يحاول أحد منهم فعل شيء.”
ويعاني براينت منذ تركته العمل في برنامج الطائرات العاملة دون طيار من التوتر والاكتئاب، وقد انغمس في الإدمان على الكحول، وعلى غرار الكثير ممن عملوا في هذه المهمات قال الأطباء إنه يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة، مضيفا أنه قرر التحدث كي يعرف العالم بأن الرجال الذين يقومون بتوجيه تلك الطائرات وأخذ قرار استخدام الصواريخ ليسوا مجرد هواة ألعاب فيديو.
كما أشار إلى الفظائع التي شاهدها ترتكب عبر كاميرات الطائرات من قبل رجال المليشيات المسلحة قائلا: “في إحدى المرات رأيت أحد قادة المليشيات وهو يقتاد فتاتين إلى سوق مزدحمة بالعراق ثم يقوم بإعدامهما وسط الشارع.. الناس اكتفوا بالنظر ولم يحاول أحد منهم فعل شيء.——–
************* ومن يقدر يساعدهم والارهابيين مدججين بالسلاح ياسيد