بقلم محمد سيف المفتي

ماذا يقرأ الناس في الصين؟ ألا يزالون متعلقين بقراءة مفاهيم ماو؟
نحن نتحدث عن ثاني أكبر إقتصاد في العالم وربما بعد وقت قصير سيكون الأول. أكثر بلدان العالم تلويثا بثاني اوكسيد الكربون.
يا ترى ما هي طبيعة الحياة الفكرية لمثل هذا الشعب.
دار الادب في اوسلو
قامت الدار بتنظيم اسبوع الصين و عليه وجهت دعوة لعدد من الكتاب والمفكرين الصينيين والذين قاموا بالقاء محاضرات و كلمات. و ندوات تتناولت ولادة روح جديدة من رحم مجتمع بات يتسم بالمادية.
بداية نعلم أن عمر اللغة الصينية هو أكثر من 3000 عام. ولكن هل يمكن أن تبقى هذه اللغة تحتوي فعلا على قيمتها و تاريحها في بلد لا يحترم حرية التعبير عن الرأي, و الكتاب والمفكرين يغادرون الى المنافي مختارين حياة اللجوء أو جالسين خلف الاسوار في سجون ذات جدران لا تسمح لنا بسماع اصواتهم , أو يجبرون على كتابة أشياء لا يمتون لها بصلة فكرية .
هذه القصة من نيويورك تايمز في شهر تشرين الثاني و تتحدث عن الكاتب مورونغ اكسوسون حيث جاء لحضور مراسيم تسلمه جائزة أدبية في بكين, و كان يحمل في يده رسالة شكر مكتوبة لكي يلقيها عند تسلمه الجائزة, لكنها بقيت في يده ولم يتمكن من النطق بكلمة عن ما تحتويه رسالته على الحاضرين.
كان يفكر أن يبدأ كلمته بالشكل التالي:
((بدأت أعراض التشوش الفكري تظهر على الادب الصيني, هذه هي الكتابات المخصية. أنا مخصي مسبقا, أنا قمت بخصي نفسي قبل أن يتسنى للجراح رفع مشرطه)). المنظمين منعوه من إلقاء كلمته, على المسرح أغلق فمه بقفل و غادر المكان بدون أن يبس بأي كلمة إلا أنه نشر كلمته على الانترنيت لاحقا.
مورونغ اكسوسون كان أحد الحاضرين في دار الادب في اوسلو, بالرغم من أنه يصف نفسه بالجبان و مدمن على مراقبة نفسه , إلا أن شجاعته نادرة. شهرته في الصين باتت تشبه شهرة النحات آي وي ويس من حيث نشاطاته على الانترنيت  و طريقة نقده للرقابة الصينية على الفكر و من حيث اتساع شعبيته و التي قد تنعكس عليه كما معروف في مثل هذه الحالات بمكافئته إما بالاقامة الجبرية و تحديد الحركة و منع السفر أو الملاحقة القانونية لسبب ما.
إلا أن هذا النحات لا زال يتحدى الحدود ويحاول مسحها أو نقلها بعيدا لتوسيع مساحة الحركة الفكرية ويتحدث عن خبرته من الميدان الصيني. كتابه الاخير يتناول الواقع و اسمه زيارتي عند كين كوان جنك. يتحدث في هذا الكتاب عن محاولته للإتصال بهذا المحامي الاعمى و الناشط السياسي و كيف ضرب من الغوغائيين من تلك المنطقة, لذلك أصبحت زيارة المحامي الأعمى عمل تحف المخاطر.
مورونغ اكسوسون و اربعة متآمرين آخرين أرادوا القيام بهذه الزيارة الخطيرة, وقاموا بالتحضير لهذه الزيارة بشكل جيد, تركوا محفظاتهم و الكارتات البنكية عند الاصدقاء و أخذوا معهم بعض النقود مع هوية تعريف ووضعوا ستراتيجية خاصة بالشكل التالي:
(( لو ضربونا  علينا أن نتحمل الضرب, لو ضربنا ضربا مبرحا يمكن أن نركض مبتعدين عن المكان, لو لم نستطيع الهروب عندها سنترك الامر للقدر)) .
أليس غريبا أن نلتقي باناس لا نعرفهم و لا يمتون لشعوبنا العربية بصلة إلا أن سلوكهم يشبه سلوك الكثير من الناس اوالحكام الذين التقينا بهم أو سمعنا عنهم, الحقيقة أنني بت الآن على قناعة تامة بأن الصلة الوراثية ليس بين الصيني و العربي بل بين الجين التحكمي و الاستبداي للحاكم الصيني والعربي, حيث ان للأنظمة الدكتاتورية جينات مشتركة, جين للترهيب و آخر للقمع وثالت للإستبداد و البقية يحفظها القاريء العربي عن ظهر قلب.

 

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. ضايعة بين الوجوه . . . 🙂
    عليي الجيرة الاب ازا حط ابنو بين 10 ما رح يعرفوا لووووول . . . !
    هع

  2. والله قريت المقال ودخت شنو المطلوب أو الهدف من عنده ؟
    يمكن لانه أكبر من مستواى الفكرى ؟

  3. وماذا يتوقع الأخ من بلد شيوعييي؟!
    لهذا قامت الحكومة الصينية بالتعتيم في نقل أخبار الثورات العربية لتجنب تكرار مجزرة Tiananmen Square التي وقعت بالثمانينات في العاصمة بكين.
    شكرا أخ محمد سيف لكن الصين قوة عالمية الآن و هي تبيع بعض الأسلحة المتطورة للعرب التي ترفض أحيانا روسيا بيعها لنا.

  4. فعلا الصين بلد شيوعي لكنه استطاع التوفيق بين الأصالة و المعاصرة..بلد متمسك بقيمه و أسسه التي بنى عليها حضارة مازالت شامخة على مر العصور بالرغم من سيره في طريق التغييرو التطور..الآن يدرك الصينيون أن “ماو” هو رجل و ليس إله..يعترفون بأخطاءه و يعترفون أيضا أن الفضل يعود إليه في بناء صين جديدة و حضارية..قضيت مدة من الزمن في الصين و لاحظت أن الغرب بدأ يتغلغل في عقلية المواطن الصيني و يدخل إليه من مداخل الشيطان و يبدو ذلك واضحا لكل من يزور “798” للفنون المعاصرة فكل ما تراه العين هناك دخيل عن المجتمع الصيني..يبقى الحزب الشيوعي هو المسيطر على طريقة تفكير المواطن الصيني..وحتى خياراته في الدراسة و إلا فكيف نجح في تنظيم أكثر من مليار نسمة..سبحان الله لا يتدافعون و لا يتصادمون و لا “يخبط” هذا بذاك..كل من تمرد على “النظام” إلا و كان للغرب يد في ذلك و بدافع منه..المواطن الصيني لا تراوده أفكار الخروج عن النظام لأنه يدرك عواقب ذلك..كل يعرف ما له و ما عليه..و هذه إحدى ميزات الحزب الواحد و التي للأسف لم تتبعها النظم العربية و لم تربي شعوبها على احترام القوانين و حفظ حقوق الفرد..فالمواطن العربي لا يثق بنظامه و له كل الحق في ذلك و هذا هو الفرق بيننا و بين هؤلاء..أعني الجنس الأصفر!

  5. لقد اسائت الصين الى الاقتصاد العالمي بانتاجها سلع سيئة ورخيصة الثمن وصدرتها الى الدول النامية وغيرها واصبح الكلفة اكثر على المسنهلكين لان البضاعة الصينية رديئة وتعطل بسرعة مما يتطلب شراء غيرها وكله على حساب المستهلك .
    التجارة والصناعة اخلاق وسمعة قبل كل شيء

  6. تُركستان الشرقية… تحكي للعالَم الإسلامي مآسيها… لعلَّ مِن بين الأُمة مَن يغارُ عليها… و ينتصرُ لِـ”لا إلهَ إلا الله”… بلادٌ كانتْ إسلاميةً لأكثرَِ مِن ألف عامٍ… خرَّجتِ العُلماءَ حتى غدَتْ قلعةً للإسلام … إلى أنِ احتلها المُلحدون الصينيون ونشروا بين أهلها الظلام…
    و سنعرضُ لكم حقائقَ لا يعلمُها كثيرٌ مِن العوام… تحكي عن بشائع جرائم الصين عُبَّادِ الأصنام… و الجرائم رسائلُ لكُل قلبٍ نابضٍ بلا إله إلا الله… و اعلموا يا رعاكمُ الله أنَّكم عن هذا الدَّم و العِرض لمسؤولون :

  7. – قتل وإعدام ما يزيد على ثلاثمائة و ستون ألفـــاً (360000) من المسلمين منذ الاحتلال الصيني:
    و شن حملة لمنع تعليم المُسلمين لشعائرهم أو حتى تأديتها… حتى أنهم يُسيؤوا للشهيد بعد قتله عن طريق تقطيع جسده إلى قطع صغيرة و رميها بالشارع ! فلا إلهَ إلا الله …
    2-الجريمة بحق المُصحف الشريف و المساجد… و بحق اللغة المحلية للمُسلمين :حيثُ تم حرق الكثير من المصاحف و الكتب الإسلامية طوال فترة الإحتلال ليومنا هذا… و تم إغلاق عشرات آلاف المساجد المُنتشرة في الإقليم المُسلم… و تم احتلال العديد منها و تحويله إلى ثكنات عسكرية… بالإضافة إلى منْع المُسلمين من التحدث بلغتهم الأصلية و إجبارهم على الحديث بلغة عبدة الأصنام…!!

  8. الصين تعرف ما هو ماو وتعرف تاثير النظام الشيوعي وهم ع مستوى ثقافة عالية
    ولكن كل الصينين يحيون وطنهم ليس كامم اخرى ويدركون أن الثورات والامور المفبركة من امريكا وغيرها سوف يهدم وطنهم واقتصادهم
    وهمه مع وطنهم وعندهم ينحرمو من حقوقهم ولا يجي غريب ويسرق رزقهم

  9. فعلا الصين بلد شيوعي لكنه استطاع التوفيق بين الأصالة و المعاصرة
    ———————————
    اتمنى اخت سمية ان تتوسعي اكثر في رأيك هذا لأنني اعتقد ان هذه الفكرة اهم شيء في الموضوع كله على الأقل بالنسبة لي

  10. و هل هناك مجال للمقارنة بين مستوى الصنيين الثقافي و العلمي و الفكري و حتى الأدبي و بين العرب.
    الصينيون مثقفون و العرب جاهلون.
    الصينيون شعب عامل و العرب شعوب مستهلكة.
    حكام الصين جعلوا من الصين قوة اقتصادية فماذا فعل الحكام العرب ببلدانهم.
    اش جاب الشي لقلة الشي يا كاتب المقال او ناقله.

  11. بيشبهوا حكامنا بالاسبتداد ولكنهم يختلفون عنهم بسبب الاسبتداد حكامنا من اجل زيادة ارصدتهم في بنوك اروربا ونهب خيرات البلد والوقوف بوجه تطورنا وتقدمنا اما بالصين فاستبداد حكامهم من اجل تطور وتقدم الصين وكما قال الكاتب في البداية ( نحن نتحدث عن ثاني أكبر إقتصاد في العالم وربما بعد وقت قصير سيكون الأول. )
    اما بلادنا فهي ثاني اكبر اقتصاد في العالم وربما بعد وقت قصير سيكون الأول ولكن بالترتيب العكسي من تحت لفوق

ماذا تقول أنت؟
اترك رداً على سمية إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *