مرسلة من احمد عطيات ابو المنذر

قال تعالى:” وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين “وقال: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ، وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وأصحاب السنن: “إن الله كتب الإحسان على كل شىء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته”. وفي رواية: “فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته”.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بينما رجل يمشي بطريق، اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها، فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقى، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له، فقالوا يارسول الله: إن لنا في البهائم لأجرا؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر”!
وعنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: “بينما كلب يطيف بركية، قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها، فاستقت له، فسقته إياه، فغفر لها به رواه مسلم في صحيحه.
وكما حث الإسلام على الإحسان، وأوجبه لمن يستحقه، نهى عن خلافه من الظلم والتعدي، فقال تعالى: وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. وقال تعالى: وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا.
وفي صحيح مسلم أن ابن عمر رضي الله عنهما مر بنفر قد نصبوا دجاجة يترامونها، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا عنها، فقال ابن عمر: (من فعل هذا؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من فعل هذا)[9].
وفيه عن أنس رضي الله عنه: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهائم” أي أن تحبس حتى تموت.
وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً”.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم “نهى عن قتل أربع من الدواب: النحلة، والنملة، والهدهد، والصرد” رواه أبو داود بإسناد صحيح.
وفي صحيح مسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت؛ فدخلت فيها النار؛ لاهي أطعمتها وسقتها إن هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض”.
وفي سنن أبي دواد عن أبي واقد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ماقطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة). وأخرج الترمذي: “ما قطع من الحي فهو ميت”.
وعن أبي مسعود قال: “كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمّرة فجعلت تَفْرِشُ بجناحيها على من تحتها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها، ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال: من حرق هذه؟ قلنا: نحن، قال: لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار”..
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مامن إنسان قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها، إلا سأله الله عز وجل عنها، قيل يارسول الله: وماحقها؟ قال: أن يذبحها فيأكلها، ولا يقطع رأسها فيرمي بها”. رواه النسائي والحاكم وصححه. وهذا موجب لترك ذلك، وهو عين الرحمة بهذه الأنعام وغيرها.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي مر على حمار قد وسم وجهه، فقال: “لعن الله الذي وسمه”. رواه مسلم، وفي رواية له: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه”.وهذا شامل للإنسان والحيوان.
فهذه النصوص وما جاء في معناها، دالة على تحريم تعذيب الحيوان بجميع أنواعه، حتى ما ورد الشرع بقتله؛ كالخمس الفواسق (الغراب، والعقرب، والفارة، والحدأة، والكلب العقور)، وعند البخاري: (والحية).
ومنطوق هذا ومفهومه، عناية الإسلام بالحيوان سواء مايجلب له النفع، أو يدرأ عنه الأذى.
وبناء على النصوص الشرعية ومقتضياتها، بوب فقهاء التشريع الإسلامي ما يجب وما يستحب، أو يحرم ويكره بخصوص الحيوان بوجه عام.
ومما يتعلق بالذكاة لمباح الأكل بوجه تفصيلي خاص، نسوق طائفة مما يتعلق بجانب الإحسان إليه عند تذكيته، ومنه المستحبات الآتية:
1- عرض الماء على ما يراد ذبحه؛ للحديث السابق: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء” الحديث.
2- أن تكون آله الذبح حادة وجيدة، وأن يمرها الذابح على محل الذكاة بقوة وسرعة، ومحله اللبة من الإبل، والحلق من غيرها من المقدور على تذكيته.
3- أن تنحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى – إن تيسر – موجهة إلى القبلة.
4- وذبح غير الإبل مضجعة على جنبها الأيسر – إن كان أيسر للذابح – ويضع رجله على صفحة عنقها، غير مشدودة الأيدي أو الأرجل، وبدون ليِّ شيء منها أو كسره قبل زهوق روحها وسكون حركتها، ويكره خلع رقبتها كذلك، أو أن تذبح وأخرى تنظر.
هذه المذكورات مما يستحب عند التذكية للحيوان؛ رحمة به، وإحساناً إليه.
ويكره خلافها مما لا إحسان فيه؛ كجره برجله، فقد روى عبد الرازق موقوفاً: أن ابن عمر رأى رجلا يجر شاة برجلها ليذبحها، فقال له: “ويلك، قدها إلى الموت قوداً جميلاً”.
أو أن يحد الشفرة والحيوان يبصره وقت الذبح؛ لما ثبت في مسند الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما: “أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحد الشفار وأن توارى عن البهائم”. وما ثبت في معجمي الطبراني الكبير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: “مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته، وهي تلحظ إليه ببصرها، قال: أفلا قبل هذا؟ أتريد أن تميتها موتتين”.
فالإسلام دين الرحمة، وشريعة الإحسان، ومنهاج الحياة المتكامل، والطريق الموصل إلى الله ودار كرامته، فالواجب الدعوة له والتحاكم إليه،والعمل على تطبيقه كنظام خكم من خلال دولة الاسلام في الارض والسعي في نشره بين من لا يعرفه، وتذكير عامة المسلمين بما يجهلون من أحكامه ومقاصده؛ ابتغاء وجه الله.
واخيرا نقول هل يمكن ان يكون اهل دين هذه تعاليمه- وهذا حثه على الرفق بالحيوان، حتى ان واحدهم يتأثم من قتل نملة دون وجه حق، هل يمكن ان يكون اهله ارهابيون -بالمعنى الذي تقصده واشنطن والغرب واعداء الاسلام من قتل وتفجيرات للامنين من الناس سواء المسلمين منهم اوغير المسلمين؟؟!!
ويحكم كيف تحكمون!!! واين عقولكم ان كنتم تعقلون!!

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫17 تعليق

  1. لا اله الا الله
    محمد رسول الله
    صلى الله عليه و سلم
    بارك الله فيك اخي
    احمد عطيات ابو المنذر
    موضوع اكثر من رائع
    مشكور اخي  

  2. ما شاء الله فعلاً كلام رائع
    اللهم اجعلنا من المحسنين

    جزاك الله خيرا ابو المنذر

  3. http://youtu.be/b4SqzGUPuUg
    مارحموا الإنسان وهو يتوسل اليهم فكيف نطلب منهم الرفق بالحيوان
    يظنون أنفسهم مخلدون في أالأرض ونسوا أن البقاء لله وحده
    جزاك الله خيرا ابو المنذر

  4. فالإسلام دين الرحمة، وشريعة الإحسان، ومنهاج الحياة المتكامل، والطريق الموصل إلى الله ودار كرامته ………………..
    الــحمد لله عـى نــعمة الاســلام وكفى بـها نعــمة ..
    بارك الله فيك يا أخي ..كم هو الفرق بين كلماتك الموزونة وبين كلمات المنسوبين للاسلام بموضوع آخر وهم لا يفقهون منه شيئا ..
    ..
    بالنسبة للارهاب الذي نسب بغير وجه حق للاسلام .. فبنفس الوقت بقول انو كتير ناس انحسبت على الاسلام بالاسم بس !! ومنهم من قادوا الينا هذه الصفة لتعم المسلمين أجمع ..
    أما بالنسبة لمن أطلقها فبعتقد هني آخر ناس بيطلعلهن يحكوا عن الارهاب لانه موطنهم ..
    شكراً عالموضوع القيم ..

  5. جتنل كيفك انا الحمد لله قلبي مو ضعيف بس حبيت سلم عليك وقلك وين هالغيبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  6. هلا بهنا, كيفك؟
    والله يا هنا انا بخير والحمد الله, فترة نقاهة واستجمام عقبال عندك.

  7. اي تسلم ؟ والله بدها الشغلة فترة نقااااااااهة بس منين يا جنتل الشغل ما خد وقتنا والعمر بنسرق خليها على الله ….المهم انك انبسطت

  8. الله يعطيك العافية هنا, اطلبي اجازة وسافري واديها طنااااش.
    لعمرو ما حد حوّش…

  9. بارك الله فيك يا أبو المنذر .. يا ريت لو تُكثر من مثل هذه المواضيع ..
    الدين الذي يامر أتباعه بأن يواروا السكين عن ناظر الذبيحة حتى لا تراه ليس من الممكن أن يكون دين ارهاب أو دين قتل ..
    هل يفطن الغرب ” المتحضر ” وبكل ما يدعوه من حقوق للانسان وغيرها من الشعارات التي يرفعونها .. هل يفطن احد فيهم أن يُخفي سكينه عن ناظر الذبيحة قبل أن يذبحها كي لا تراها وتتألم …؟!!!

  10. شعب ممتلئ بالعدوانية والوحشية يمارسها وراء الكواليس ويظهر اللطف والتجمل في الخارج.والله يا جنتل إن قلبي يعتصر ألما على هذه المخلوقات الضعيفة،جزاك الله خيرا أخي . وأنت كذلك ياأبا المنذر.بوركتم يا شباب

  11. مـــــــأمون في تشرين أول 8, 2011 |

    بارك الله فيك يا أبو المنذر .. يا ريت لو تُكثر من مثل هذه المواضيع ..
    الدين الذي يامر أتباعه بأن يواروا السكين عن ناظر الذبيحة حتى لا تراه ليس من الممكن أن يكون دين ارهاب أو دين قتل ..
    هل يفطن الغرب ” المتحضر ” وبكل ما يدعوه من حقوق للانسان وغيرها من الشعارات التي يرفعونها .. هل يفطن احد فيهم أن يُخفي سكينه عن ناظر الذبيحة قبل أن يذبحها كي لا تراها وتتألم …؟!!!

  12. الغرب هم ملوك الأزدواجية، يعترضوا على انتهاك حقوق الانسان فى الدول العربية…. ويصمتوا على ما ترتكبه اسرائيل من مجازر فى حق الفلسطينيين.
    يعترضوا على التجاوزات التى تحدث داخل السجون والمعتقلات العربية… وتناسوا ما فعلوه ويفعلوه فى جوانتانموا وابو غريب وغيرها من السجون الملئية بالعرب والمسلمين.
    ياحرام يتخضوا لما يشوفوا طرق الذبج عندنا، وتطلع جريتا جربوا بتاعتهم تصوت وتولول وتقول المسلمين سفاحين…. ويتعموا عن ما يحدث فى مجازر ايطاليا وغيرها من مدن الغرب.
    قادة الغرب اكثر ناس عارفين سماحة الاسلام وتعاليمه… لكن من مصلحتهم تشويه صورة الاسلام علشان يلاقوا مبررات وهمية لخوض الحروب ضد دولنا، ونهب اموالنا.
    شكراً ابو المنذر.

  13. شكرا لكل الاخوة الذين علقوا على الموضوع…وحظا اوفر لغيرهم ههههههههه

  14. وعن أبي مسعود قال: “كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمّرة فجعلت تَفْرِشُ بجناحيها على من تحتها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها…
    ولو يدر الناس فيم فجع بعضهم …
    بارك الله فيك ولك يا أبا المنذر فما تركت لأحد حجة على الاسلام والمسلم-الحق- الا من أخذته العزة بالاثم.

ماذا تقول أنت؟
اترك رداً على كارولينا إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *