مرسلة من احمد عطيات ابو المنذر

بسم الله الرحمن الرحيم
إن من يرى إقبال المسلمين في رمضان على الصيام والقيام والصلاة والدعاء والاستغفار والتوبة وأعمال البر والصلة، ويرى الأجواء الإيمانية التي تعمّ المسلمين والتي تساهم فيها دروس المساجد والفضائيات وكثرة ارتياد المصلين لصلاة التراويح وسائر الصلوات، ويرى تلك الأجواء الندية والمحببة التي يعيشها المسلمون… يمتلئ قلبه فرحاً ويعلم أن وراء كل ذلك وغيره إيماناً بالله ومحبة لرسوله ولهذا الدين، ولا يخالطه شك في ذلك. ولكن كل ذلك يتوقف بعد رمضان لتمضي حياة المسلمين أنفسهم على ما كانت عليه قبل رمضان. فما تفسير تلك الظاهرة؟ وما سببها؟ وما علاجها؟
أما تفسيرها، وباختصار، فإن الناظر في إقبال المسلمين على دينهم في رمضان يرى أنهم يقبلون عليه بنفس الطريقة التي كانوا يقبلون عليه من قبل، وهي نفس طريقة الغرب في النظر للدين والدنيا التي ينفصل فيها جانب الدين عن الدنيا. وهذا هو لبُّ المشكلة، إذ تعوّد المسلمون أن يقيموا أمور حياتهم على قوانين الربح والخسارة والنظرة المادية للمصلحة، وتعودوا أن يقيموا دينهم على بعض العبادات. فهم بكل بساطة في رمضان يغلبون الاهتمام بأمور دينهم على أمور حياتهم، وفي غير رمضان يغلبون الدنيا على الدين. وفي كلا الحالين يبقى الجانبان منفصلين غير متصلين، لا يسيران بحسب بوصلة واحدة…
أما سببها، وباختصار أيضاً، فإن الغرب قد فرض على المسلمين، منذ سقوط الخلافة الإسلامية واحتلاله لبلادهم وتقسيمها، أن يعيشوا طريقة حياته التي تقوم على غير الدين في كل شيء، وأن يجعلوا أساس النظرة للحياة قائمة على تأمين المصالح المادية بحسب نظرة الإنسان لهذه المصالح مبعداً تسيير الحياة على أساس الإسلام… فسار المسلمون على هذا الذي فصّل لهم بعد القيام بمحاولات كثيرة للتحايل على الدين وفهمه بشكل مغلوط يتناسب مع فهم الغرب للدين وبواسطة علماء سوء سهلوا للغرب طريقته، فقصر هؤلاء الدين على العبادات والأخلاق والمطعومات والملبوسات والزواج الطلاق والميراث مدّعين أن 90% من أعمال الإنسان تقع ضمن منطقة العفو التي سمح للمسلم فيها أن يسير بحسب نظرته المادية للمصلحة على اعتبار أنه «حيثما تكون المصلحة فثم شرع الله». وسار هؤلاء العلماء وراء حكام فرضهم الغرب لحكم المسلمين بحسب قوانينه الوضعية على أساس أن هؤلاء للدين وهؤلاء للدنيا، وهكذا سار المسلمون على طريقة الغرب هذه وصاروا عندما يطل عليهم رمضان كل عام يقبلون عليه، علماء ومسلمون، بهذه الذهنية من تقسيم النظرة للدين والدنيا.
أما العلاج، وبالاختصار الذي تسمح به هذه الكلمة، فإنه يتناول جانبين:
أولاً: إن على المسلمين، إذا أرادوا أن تستمر حياتهم بعد رمضان كما كانت فيه، أن يفهموا دينهم بحسب ما يريده الله سبحانه وتعالى لا بحسب ما يريده الغرب. وطريقة الإسلام تتناقض كلياً مع طريقة الغرب هذه في الأساس والمقياس. فالإسلام يقوم أول ما يقوم على عقيدة الإيمان بأن الله وحده هو الخالق، وأنه وحده هو المدبّر وأساس النظرة فيه إلى الحياة هو أن الإنسان مخلوق لله وحده ولعبادته وحده، وعبادته تقوم على طاعته في كل أمور حياته؛ لذلك يتحكم في كل أفكاره وأقواله وأعماله وأحواله وأوقاته… مقياس الحلال والحرام، ما يرضي الله وما يسخطه، ما يدخل الجنة وما يباعد عن النار، حساب الحسنات والسيئات… فكل شيء عند المسلم لله وحده، وليس لغيره من قيصر ومن سواه شيء، وهو سيحاسب في الآخرة على كل ما يفعله في الدنيا، فكل صغير وكبير مستطر، وهذه قاعدة ذهبية لا تخرق ولا تبدل ولا تغير ويجب أن تبقى نقية لا يخالطها شيء ولامعة لا يغشاها ما يزيل لمعانها، لا في رمضان ولا في غيره، وخلافها خلاف للدين وشر مستطير. وهذا الأساس والمقياس عند المسلم يجب أن تصحح النظرة إليهما قبل تصحيح العمل، ومتى صححت النظرة تساوت عند المسلمين النظرة إلى الأحكام الشرعية، سواء منها ما يتعلق بالفرد أم بالجماعة أم بالدولة، وسواء منها ما يتعلق بأحكام العبادات والأخلاق والمطعومات والملبوسات أم بالمعاملات والعقوبات، فالفرض فيها كلها سواء، والحرام حرام فيها كلها، ورضى الله مقصود فيها جميعها على السواء من غير فارق في تطبيقها سواء في رمضان أم في غير رمضان. فرمضان لا تختلف الطاعة فيه عن غيره سوى أنه يعني المزيد من الطاعة ومن العبادة، المزيد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المزيد من الجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الله، المزيد من كل شيء… وإذا طلب الشرع من المسلمين الصيام والقيام والدعاء وقراءة القرآن والتصدق في رمضان ووعدهم بالأجر المضاعف فيه، فهذا من فضل الله سبحانه عليهم أن جعل لهم مثل أيام الصوم ومثل أيام الحج حتى تكون فرصة لهم كل سنة لكي ينقوا من الذنوب ويتطهروا من الخطايا… ويجددوا العهد لله سبحانه وتعالى بالقيام بكل ما يرضيه والابتعاد عن كل ما يغضبه.
بينما نرى المسلمين عندما يحل عليهم هذا الشهر الكريم يقبلون عليه بخلاف نظرة الإسلام هذه… يقبلون عليه بنفس نظرة الغرب ومقياسه، وكل ما يحدث أنهم يغلبون الاهتمام بالجانب الذي جعلوه لدينهم، وقد يفكرون بالتكفير عن ذنوبهم التي اقترفوها جراء هذا التقسيم الفاسد بالصلاة والاستغفار والتصدق والدعاء… فترتاح نفوسهم بأن قد محوا شر ذا بخير ذا.
وللأسف فإن هذه النظرة الخاطئة لا يلفت إليها من يسمون بعلماء الشهادات ولا بعلماء الفضائيات ناهيك عن العلماء الموظفين الرسميين ولو بأدنى إشارة… وللأسف فإن بعضهم قد عمي عليه الأمر فهو أقرب إلى عامة المسلمين، وبعضهم قد رضي بهذا التقسيم بل وعمل على تركيزه واعتبر نفسه محظوظاً أن صار مشهوراً أو على أقل تقدير قد نال وظيفة من الأوقاف يخشى عليها إن هو تكلم.
ثانياً: إن على المسلمين، إذا أرادوا أن تستمر حياتهم بعد رمضان كما كانت فيه، أن يعيشوا حياة إسلامية قائمة في جميع تفاصيلها على أساس الإسلام. وهنا لابد من ذكر أن حياة المسلمين قد أصّلها الغرب وفصّلها على أن تقوم على غير أساس الإسلام. فسنّ قوانينه للحياة وألزم المسلمين العيش بحسبها، فأقام الحاكم الذي يحكم بأمره وأقام الجيوش للحفاظ على كراسي الحكام ومصالحه، والأمن الداخلي لمن يخالف أنظمته، ووضع عقوبات وأقام محاكم مدنية وجزائية على مخالفتها، وجعل حياة المسلمين قائمة على هذا التفصيل المبين سابقاً… وراح المسلمون يَقصرون دينهم على ما سمح لهم، ويسيرون من أجل تأمين حياتهم بحسبه قسراً تحت طائلة المحاسبة على مخالفة القوانين التي سنّها لهم. ورضوا بهذه الحياة يتقدمهم من يسمّون بالعلماء الذين اقتصر دورهم على الوعظ والإرشاد والإفتاء فقط فيما ترك لهم؛ فعاشوا جميعاً، مسلمون وعلماء، في معصية القبول والعيش على الطريقة الغربية؛ ولهذا فلن تستقيم حياة المسلمين على الإسلام حقيقة إلا بأن تقوم أنظمة حياتهم كلها على أساس الإسلام، وبالتالي إلا بأن تقوم دولة إسلامية تقيم الدين كله وتحقق أحكامه وأهدافه. وهذه هي حقيقة الإسلام، فإنه يملك أفكاراً وأنظمة تعالج مشاكل الحياة ويحمل معه مشروع تطبيقها وهو الدولة. وما لم تقم الدولة الإسلامية فلا يمكن بحال إقامة الإسلام في حياة المسلمين ولا عيش المسلمين الحياة الإسلامية التي يريدها الله سبحانه وتعالى لهم، والمسلمون غافلون عن هذا، ومن يسمون علماء يزيدونهم غفلة… هؤلاء هم علماء الغفلة.
وعلى هذا فإن على المسلمين الذين يحبون ربهم ودينهم أن يوجهوا نظرهم نحو هذين الأمرين حتى تستقيم حياتهم على أمر الله، نعم هذان هما الأمران اللذان يشكلان سبب امتلاء المساجد في رمضان وخلوها خارجه، وهما مكملان لبعضهما ولا يستغنى عن أحدهما، وما لم تتم الإضاءة على هذين السببين فلن تفلح المواعظ والمسلسلات ولا دروس العلماء في المساجد والفضائيات، ولن تغير الأحوال الدعوات. والعمل الأوحد الكفيل بإعادة الأمور إلى نصابها عند المسلمين هو العمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي وعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنها ستكون في آخر الزمان… هذا ما ندعو المسلمين إليه… إنها نعم الدعوة فأين المستجيبون لله ولرسوله إذا دعاهم لما يحييهم؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «… ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة» نسأل الله أن تكون قريبة، ونسأل الله أن يكون تغيير هذا الواقع على أيدينا.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. احمد عطيات ابو المنذر
    اخي احمد كبداية منيح شوي احسن من ولا شي

  2. ظاهرة امتلاء المساجد في رمضان وخلوها بعده؟ تفسيرها – سببها – علاجها
    ……………………………………..
    تعليق ونصف..فقط على الموضوع…لانه غير مهم على الاطلاق!!!!!!!!!!!

  3. المشكلة أن المسلمين ظنوا أن عليهم ان يزيدوا من العبادة في رمضان فقط .. وفي غير رمضان ليس مطلوباً منهم ذلك … فتراهم يصلون جميع الأوقات في المسجد وما أن ينقضي رمضان حتى يتركوا ذلك .. لأنهم يعتقدون ان ذلك في رمضان فقط .. والحقيقة أنهم مطالبون بذلك في كل الشهور .. الصلاة في جماعة والصدقة وقراءة القرآن وقيام الليل نحن مطالبون بها في كل وقت وليس في رمضان فقط كما يظن الكثير من الناس ..
    شكراً لك أخي أحمد ..

  4. (أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعض)،للأسف هذا هو حال غالب المسلمين اليوم،نسأال الله ان يهدي المسلمين لدينهم.
    أخ أحمد عوداً حميداً.

  5. هذا الواقع يا ابو المنذر وللاسف, اصبح الدين عادة وليس عبادة.
    أو يزداد التقرب الى الله حين الوقوع في مصيبة, وعند زوالها يعود كل شيء كما كان في السابق!!
    صلاة الفجر جماعة ( في غير رمضان) هي المقياس الوحيد على جاهزية هذه الامة للنهوض واستعادة ما قد تم التفريط به والله أعلم.
    جُزيت عنا كل خير…

  6. صلاة الفجر جماعة ( في غير رمضان) هي المقياس الوحيد على جاهزية هذه الامة للنهوض واستعادة ما قد تم التفريط به والله أعلم.
    …………………….
    الكلام اعلاه غير صحيخ فلو امتلات المساجد عن بكرة ابيها فلن يتغير الواقع .
    وهذا لا يضايق امريكا ودعاة الاسلام الامريكي ..لان الاسلام ليس دينا كهنوتيا جاء للمساجد والقبور بل هو دين سياسي نزل ليطبق في كل اجزاء الحياة
    وعليه فالمقياس الصحيح هو تطبيق الاسلام كليا من قبل دولة اسلامية واحدة وحاكم واحد ..لانه لا يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها…… وتحياتي لك يا جنتل!!

  7. فرمضان لا تختلف الطاعة فيه عن غيره سوى أنه يعني المزيد من الطاعة ومن العبادة…

    =) اعتقد هذا هو السبب الذي هو وراء امتلاء المساجد اكثربشهر رمضان اخ احمد وكما ذكرت من رحمة الله تضاعف الأجر بهذا الشهرالكريم و الإسلام دين تيـسير و الموعظة الحسنة فلا ضير بالإلتزام اكثر برمضان فقد يهدينا الله و نعتاد فنواصل الإلتزام بعده ثم اعتقد من بين اسباب البتعاد عن المعاصي اكثر بشهر رمضان (مع ان هذا يجب ان يكون على مدار السنة!) ان الصيام الحقيقي هو الصوم عن كاااافة الشهوات و ليس شهوة البطن فقط و ارتكاب المعاصي قد يُبطل صيام المسلم لهذا أخي أعتقد أن الناس تلتزم أكثر بهذا الشهر المبارك.

    ********************************
    …وما لم تقم الدولة الإسلامية فلا يمكن بحال إقامة الإسلام في حياة المسلمين ولا عيش المسلمين الحياة الإسلامية التي يريدها الله سبحانه وتعالى لهم، والمسلمون غافلون عن هذا، ومن يسمون علماء يزيدونهم غفلة… هؤلاء هم علماء الغفلة.
    =) صحيح, اللهم اهدنا جميعا.
    ***************************
    أن يوجهوا نظرهم نحو هذين الأمرين حتى تستقيم حياتهم على أمر الله، نعم هذان هما الأمران اللذان يشكلان سبب امتلاء المساجد في رمضان وخلوها خارجه،
    =) العمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، (هل هذان هما الأمران اخييي…)
    جزاك الله خيرا لغيرتك على دينك و ثبتك أكثر.

  8. كالعاده يا أخ أحمد مواضيعك جميله ومفيده ؟
    ولكن هذى الظاهر مفرحه مبكيه ؟
    مفرحه لان نبينا عليه السلام أبلغنا بأنه سيأتى زمان على أمته تهجر المساجد ويهجر القرآن فهى علامه حقيقيه 100% على من يشكك بنبوته ؟
    ومبكيه لاننا للاسف أصبحنا الامه التى أضحكت عليها الامم فهى كثره ولكنها ضعيفه ومبكيه لان كل المساوىء وكل العلامات الصغرى ظهرت فى عصرها مثل ( كثرة الفساد / الحروب / إنعدام العدل / الفقر …. إلخ ) !
    السبب الاخر لقلة الناس بعد رمضان لان الزمان تغير فزمان النبى عليه السلام والخلفاء من بعده لم يكن هناك وظائف حكوميه أو غير حكوميه تلزمك بشروط وقواعد ومواعيد محدده بغض النظر عن الاسباب !
    فالمسلمين فى السابق لم تكن هناك تلفزيونات تشغلهم للصبح عن النوم ! فكان ينام باكرا ويستيغض باكرا للصلاة . لا يوجد عليه إلتزامات ماديه وقانونيه مثل هذا الوقت مثل ( قسط البيت / الاثاث / السياره / التلفون …. إلخ ) !
    فكان يقضى الليل يتعبد ويقرأ القرآن حتى صلاة الفجر ثم ينام بعض النهار! أما الان فالشخص ملزم للنوم والذهاب للعمل فى وقت محدد وإلا تعرض للعقوبه ؟ لذلك ترى أغلب المساجد فى رمضان الان مليئه بالمصلين لان أكثر الناس أصبح يأخذ الاجازه مع إطلالة شهر رمضان حتى يتفرغ للعباده .
    ما يحدث فى المساجد الان شىء طبيعى لا يدعو للخوف لان المسلمين ليس بكثرتهم ولكن بنوعيتهم ! فنحن الان كثره لا تستطيع امه ان تضاهى كثرتنا ولكننا للاسف نفتقد للايمان الحقيقى فنحن مسلمين بالاسم فقط !!!!

  9. ■ALBILDOSER في أيلول 9, 2011 |
    فالمسلمين فى السابق لم تكن هناك تلفزيونات تشغلهم للصبح عن النوم ! فكان ينام باكرا ويستيغض باكرا للصلاة . لا يوجد عليه إلتزامات ماديه وقانونيه مثل هذا الوقت مثل ( قسط البيت / الاثاث / السياره / التلفون …. إلخ ) !
    ******************************
    للأسف أصبحنا نفني العمر في الركض وراء الفاني و الماديات و المظاهر و بهذا اصبحت الدنيا أكبر همومنا و صار المسلم يخشى الموت كغيره و احد الأسباب التي قل بسببهاالجهاد في سبيل الله. و هذا ما اراد الغرب منا; ان نعيش بقوانين و عقوبات سنّها الإنسان و ابتعدنا عن قوانين الإسلام و العياذ بالله.

    فنحن الان كثره لا تستطيع امه ان تضاهى كثرتنا ولكننا للاسف نفتقد للايمان الحقيقى فنحن مسلمين بالاسم فقط !!!!
    ******************************
    للأسف كغثاء السيل!!
    صدقت يا رسول الله عليك صلوات ربي و سلامه…

ماذا تقول أنت؟
اترك رداً على مـــــــأمون إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *