السلطات الفرنسية التي ختمت بيت الفنانة السورية الراحلة والمعارضة “الشرسة” لنظام الأسد، مي سكاف، بالشمع الأحمر، والتي أعلن عن وفاتها الغامضة، الاثنين الماضي، في باريس، عن 49 عاماً، لا زالت تحقق في ملابسات وفاتها، ولم يصدر أي خبر رسمي، بعد، بخصوص نتائج التقرير الطبي، إثر الإعلان عن قيام الجهات الفرنسية المختصة، بتشريح جثة الراحلة، لمعرفة سبب وفاتها.
ويشار إلى أن أمر السماح بالدفن، لا يتم إلا بعد الانتهاء من تشريح الجثة، أولا، ومن ثم إخضاع بعضها لتحاليل طبية معينة، للوقوف على إذا ما كان ثمة ما هو غير طبيعي، في حدوث الوفاة، مثل التدخّل البشري الجنائي، أو غيره.
وأشارت أنباء من مصادر إعلامية مختلفة، إلى أن دفن مي سكاف، سيكون في فرنسا. لكن دون أن يتم التحقق من ذلك، خاصة وأن أهل مي سكاف، في سوريا، يلتزمون الصمت، حيال نبأ وفاة ابنتهم. وكذلك لم تعلّق سلطات النظام السوري ووسائل إعلامه، على نبأ وفاة فنانة كانت، يوماً، نجمة شاشته الدرامية بزهاء 36 مسلسلاً.
وفيما لم يكشف أي معلومة تتصل بنتائج التحقيق، كان آخر ما كتبه أصدقاء الراحلة القريبون، هو التعبير عند مدى حزنهم وإحساسهم بالصدمة، لفقدانها. وقال الفنان السوري المعارض فارس الحلو، على حسابه الفيسبوكي، الأربعاء: “وفاة مي، مثل وفاة فدوى (سليمان)، أججتا نار الغضب في قلبي من جديد”.
أما صديقة الفنانة الراحلة، الإعلامية ديما ونوس، والتي سبق لها وتحدثت عن الظروف الغامضة التي ماتت فيها مي سكاف، فقد نشرت، الأربعاء، صورة تظهر عدم قيام الراحلة، بالرد على محاولة الاتصال بها.
وكان الفنان فارس الحلو، قد أكد، الثلاثاء، أن “التقرير الجنائي” بوفاة سكاف، سيصدر خلال أيام قليلة.
وقال الفنان المعارض سميح شقير، إن السلطات الفرنسية المختصة التي تجري التحقيقات، بوفاة سكاف، ترفض “التصريح” عن الأسباب، رغم “إلحاح أصدقاء مي على معرفتها”.
وبعد أن لفت شقير إلى أن السلطات الفرنسية تجري تشريحاً لجثة الراحلة سكاف، أكد أن منشورها الأخير والقائل بـ”لن أفقد الأمل، لن أفقد الأمل” يؤكد أن الراحلة كانت “بحالة صحية جيدة”.
أمّا عن الأسباب التي دفعت بالفنان فارس الحلو، للقول عن وفاة سكاف إنها تمت “بظروف غامضة” فقال على حسابه الفيسبوكي، بأن الراحلة فارقت الحياة، ولم يكن معها أحد في المنزل، مشدداً على أن “كل الاحتمالات واردة” ومنها الوفاة الطبيعية، بحسب منشوره.
وكان المبلّغ الأول، عن وفاة الراحلة سكاف، هو ابنها، تبعاً لما كشفه مراسل قناة “العربية” سعد المسعودي، من باريس. إلا أن ابن الراحلة، والبالغ من العمر 19 أو 20 عاماً، لا يزال مختفياً، ولم يظهر على أي وسيلة إعلامية حتى الآن.
ودخل ابن الفنانة الراحلة، إلى البيت، ففوجئ بموت والدته، ثم تم إبلاغ الشرطة الفرنسية، وانقطعت أخبار الابن، من لحظتها، حتى الساعة.
وفيما لم يعرف مكان وجود ابن الفنانة سكاف، تسربت أنباء عن أنه موجود في بيت الفنان السوري المعارض مكسيم خليل، في باريس.
وكانت الأنباء تشير إلى أن تقرير تشريح جثة الفنانة الراحلة، سيصدر اليوم الخميس، فيما لم يصدر أي تعليق من الشرطة الفرنسية، على هذا الخبر.
وسبق وقام مسؤول بنظام الأسد، بتهديد الفنانة سكاف، بعدما وقّعت على “إعلان دمشق” قائلا لها: “سأقطع لسانكِ”، إلا أن هذا لم يرهبها، فكانت من أوائل الفنانين السوريين الذين شاركوا في الثورة لإسقاط الأسد، عام 2011، فاعتقلها مرتين، ثم اضطرت للهرب واللجوء مع ابنها، إلى فرنسا التي كانت المكان الذي لفظت فيه أنفاسها الأخيرة.