اثار قرار محكمة إسبانية بتبرئة رجلين من تهمة اغتصاب رغم توسل الضحية لهما بالكف عن جريمتهما، سخطا شديداً في اسبانيا.
فقد اشار موقع قناة “بي بي سي” الى ان محكمة في مدينة لاردة، شمال غربي البلاد قضت بالسجن أربع أعوام ونصف العام على رجل وابن أخيه بعد إدانتهما بالتحرش الجنسي بدلا من إدانتهما بارتكاب جريمة أشد وهي الاغتصاب.
وكان حكم مماثل في قضية اغتصاب جماعي هذا العام اثار احتجاجات واسعة ضد ما سموه “العدالة الذكورية”، وبرّأ خمس رجال من تهمة اغتصاب مراهقة خلال أحداث مهرجان بامبلونا الذي تطلق فيه الثيران في الشوارع.
وفي الحكم الأخير، قالت المحكمة إن الرجلين لم يرتكبا جريمة الاعتداء الجنسي، وهي التهمة الموازية للاغتصاب في إسبانيا، لأنه لم يثبُت استخدامهما الترهيب والعنف.
وكان الرجلان التقيا ضحيتهما في إحدى الحانات وذهبا معها إلى نادٍ ليلي، واصطحباها إلى شارع خلفي، حيث أجبرت على ممارسة الجنس والقيام بتصرفات جنسية أخرى دون موافقتها.
وبحسب “بي بي سي”، توسلت الفتاة إلى الرجلين للتوقف عن ذلك، وبكت وتقيأت بعد ذلك.
الى ذلك قالت المحكمة في حكمها إن الرجلين “استغلا طبيعة الفتاة الضعيفة، التي، إضافة إلى تناولها الكحول وتعاطي مضادات الاكتئاب، ربما أضعفت قدرتها على الدفاع عن نفسها، وهو ما جعل استخدام سلوكيات الترهيب والعنف غير ضرورية”.
لكنها أضافت أنه دون استخدام الترهيب والعنف لا يمكن أن تقع جريمة الاعتداء الجنسي التي تصل عقوبتها إلى 15 عاما.
وقد أثار القرار استنكار آلاف المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، اذ وصف المستخدم “مرسيدس دومينيك”، في حسابه على “تويتر”، حكم المحكمة بـ “فضيحة”، وأضاف قائلا: “إذا لم تدافع عن نفسك، لا يعتبر اغتصابا، وإذا دافعت فسيقتلونك.”
ويأتي هذا الحكم في الوقت الذي يستعد فيه عدد من الناشطات في مجال حقوق المرأة في أنحاء إسبانيا لتنظيم 200 تظاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع للاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي يوافق 25 تشرين الثاني.
وتجدر الاشارة الى ان تظاهرات حاشدة اندلعت في إسبانيا في نيسان الماضي عندما قررت محكمة في مدينة بامبلونا أن خمسة رجال، كانوا أعضاء في مجموعة على تطبيق “واتسآب” يسمى “قطيع الذئاب”، لم يستخدموا الترهيب أو العنف ضد ضحيتهم خلال مهرجان سان فيرمن.
واقتاد الرجال الخمسة فتاة تبلغ من العمر 18 إلى منطقة شبه منعزلة بين مجموعة من البنايات السكنية وقاموا بتصوير اعتدائهم عليها بهواتفهم المحمولة.
وقالت الضحية في المحكمة إنها شعرت بالتجمد، لكن القضاة الذين رأوا مقاطع الفيديو اعتبروا سلوكها “سلبيا أو محايدا”.
وكان القضاة الثلاث في تلك القضية هو أنفسهم الذي أصدروا حكما آخر مثيرا للجدل هذا الأسبوع بتبرئة رجل من محاولة القتل بعدما هدد زوجته المنفصلة عنه بسكين مطبخ وخنقها وطرحها على الأرض أمام أطفالهما.
ونجت المرأة، وحكم على زوجها بالسجن 10 أشهر فقط لإدانته بالعنف المنزلي.