“بين قلبي وقلبك يتمنطق الا منطق”.. غزل من نوع خاص من فائق حسن لاصالة!

جلمبو،
ما هو متعارف عنه بخصوص المتنبي أنه كان شاعر يتقرب من السلاطين و الملوك، معظم قصائده نظمها في مدح الملوك، لنيل المال و المنصب و الوجاهة، كان شاعرا مقربا لسيف الدولة الحمداني و كان لا يفارق بلاطه و مجلسه، و أغدق عليه سيف الدولة بالمال و الهدايا و الجوائز تكريما له على قصائده وقربه إليه فكان شاعر البلاط المفضل، حدث بينه و بين سيف الدولة جفاء و فجوة بعد ذلك، تركه و رحل إلى مصر و مدح كافور الاخشيدي لكن لم ينل منه منصبا و لا مكانة و لا مجدا،
و لهذا نظم شعرا هجا فيه كافور الاخشيدي فقال:
الـعَـبـد لـيــسَ لِـحُــرٍّ صــالــحٍ بــــأخٍ *** لَــو أنــهُ فــي ثـيــابِ الـحــرِّ مـولــود

لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه *** إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد
مـا كُنـتُ أَحسَبُنـي أَحيـا إلـى زَمَـن *** ٍيُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمـودُ

هو شاعر اعتاد على بلاط الملوك و السلاطين و يسعى لارضائهم بأجمل و أحلى الكلام لنيل المنصب و المال و الشهرة و المجد ! و الذي لا يهتم له و لا يقربه منه مصيره قصيدة هجاء يلعن فيها سلسفيل أهله!
عرفت كيف قال الله عنهم أنهم يتبعهم الغاوون في كل واد يهيمون يقولون ما لا يفعلون ، لأنه ماشي هايم على وجهه من بلد لبلد من بلاط لبلاط يبحث عن المجد و المال، و يتبعه أهل الغواية الذين يأخذون بأقواله وشعره من المدح والذم والرثاء والهجاء وغير ذلك..و يقول ما لا يفعل، فها هو قد وصف نفسه بالشجاعة ثم هرب من مواجهة خصمه !