دائما ما يلجأ الفنانين والمشاهير لتحسين مظهرهم حتى يبدو كل واحد منهم بشكل مرضي ومقبول لدى جمهوره، خاصة أن العمل بالفن يستوجب الظهور بشكل جيد أمام الشاشة.
وعلى الرغم من انتشار عمليات التجميل لتصبح “صيحة” بين المشاهير، إلا أنها لم تكن موضة اليوم فحسب، فقد لجأ عدد كبير من نجمات الزمن الجميل لعمل عمليات تجميل، للتحسين من مظهرهن أمام الشاشة، وأتت على رأس هؤلاء النجمات الفنانة نعيمة عاكف.
نعيمة عاكف
خضعت الفنانة نعيمة عاكف لعملية تجميل في أنفها، وتعتبر بذلك أول فنانة مصرية تجرأت على القيام بعملية تجميل في أنفها، حيث خضعت لمشرط جراح التجميل الدكتور نادر سويلم لإصلاح اعوجاج كانت تعاني منه في أرنبة أنفها.
نبذة عنها
هي نجمة السيرك والاستعراض في الأربعينيات حتى الستينيات، نشأت بين الوحوش والألعاب البهلوانية في سيرك مدينة طنطا هي الفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف التي وُلدت في مثل هذا اليوم 7 أكتوبر 1922 وكان جَدها مدرسًا للتربية الرياضية بمدرسة أم المصريين بالجيزة، ثم تركها للعمل لاعبًا في السيرك فنشأت نعيمة في بيئة الأكروبات وترويض الحيوانات.
سمع علي الكسار عن بهلوانات الشوارع فاتفق مع نعيمة مقابل اثنى عشر جنيهًا فى الشهر لتعمل هى وشقيقاتها فى فرقته، وظهرت نعيمة فى مسرح الكسار فبهرت الأنظار، وهذا ما جعل بديعة مصابنى تعرض عليهن العمل فى فرقتها، وتعلمت فيها رقص الكلاكيت الذى اشتهرت به فيما بعد.
البداية مع ست البيت
اكتشفها المخرج أحمد كامل مرسي فقدمها إلى السينما كراقصة في فيلم “ست البيت”، ثم قدمها المخرج حسين فوزى في في فيلم “العيش والملح”، أما أول بطولة سينمائية فكانت في فيلم “لهاليبو” وبعد أن وقَّع حسن فوزى معها عقد احتكار تزوجها لتقدم معه 15 فيلمًا ممن إخراجه كان آخرها فيلم “أحبك يا حسن”، وارتفع أجرها وامتلكت حسابًا في البنوك وسكنت حى مصر الجديدة.
يا ليل يا عين
وفى عام 1956 اختارها زكى طليمات بطلة لفرقة الفنون الشعبية فى العمل الوحيد الذى قدمته هذه الفرقة، أوبريت بعنوان “يا ليل يا عين”، تأليف يحيى حقى، وتوالت أفلامها ولمع نجمها فى السينما من خلال أفلام: “بلدي وخفة، بابا عريس، فتاة السيرك، جنة ونار، تمر حنة، يا حلاوة الحب”.
حب الرقص
وبعد عشرة أعوام من الزواج انفصلت نعيمة عاكف عن زوجها المخرج حسين فوزى بسبب إصرارها على الرقص في الملاهى بالرغم من اشتراطه عليها الرقص في الأفلام السينمائية فقط ثم تزوجت من صلاح الدين عبد العليم وأنجبت ابنها الوحيد.
فى شهر سبتمبر من عام 1956 سافرت نعيمة مع البعثة المصرية إلى الصين لتقديم أوبريت يا ليل يا عين، وفى عام 1957 سافرت إلى موسكو لعرض ثلاث لوحات استعراضية كانت الأولى تحمل اسم مذبحة القلعة والثانية رقصة أندلسية والثالثة حياة الفجر، وحصلت نعيمة على لقب أحسن راقصة فى العالم من مهرجان الشباب العالمى بموسكو عام 1958.
مرض نعيمة عاكف ورحيلها في سن صغير
أصيبت نعيمة عاطف بسرطان الأمعاء وعانت منه كثيرًا وتعذر سفرها للعلاح بالخارج لعدم قدرتها الصحية، وفى عام 1966 فاضت روحها وهى في ريعان الشباب.
وفى مجلة الكواكب عام 1960 تحكى نعيمة عاكف عن بداياتها وتقول: كان جَدى إسماعيل عاكف مدرسًا للألعاب الرياضية بمدرسة “أم المصريين” بالجيزة، وإلى جانب ذلك كان يعشق الجمباز والأكروبات وألعاب السيرك، وذات يوم حضر إلى القاهرة سيرك إيطالى بهرت ألعابه جَدي كثيرًا حتى إنه قرر أن يستقيل من عمله ويعمل بالسيرك، وفتح جَدي السيرك من مكافأة العمل الذى تركه، وكنا أربع بنات وأنا كنت أصغرهن.
وأضافت: “كنا نسكن فى شارع الترعة البولاقية بشبرا، حين كنت فى الثالثة من عمرى بدأ والدى تدريبى على النط والمشى على الحبال و”الشقلبة” مع أخواتى البنات، وكان يمنحنى قبلة وخمسة قروش على النجاح فى أى فقرة، وكسب أبى كثيرًا إلا أنه كان مدمنًا للقمار وكان يخسر كثيرًا، وفى كل ليلة كانت أمى تتشاجر معه لأننا كنا لا نجد قوت يومنا بالرغم من المكسب الكبير، وعند بلوغ العاشرة تركت والدتى السيرك، وتزوج أبى من امرأة أخرى، فتركت طنطا إلى القاهرة، وسكنت مع أمى وإخوتى شارع محمد على، وبحثت عن العمل في الصالات من أجل أكل العيش”.