في بدايتها الفنية، عاشت الفنانة شادية والفنان عماد حمدي، الذي كان يكبرها بـ20 عاما، وبالرغم من معارضة كل أقربائها وأصدقائها إلا أن شادية لم تهتم لما تسمعه عنه أنه دائما «مفلس ولا أمان معه»؛ حيث صممت على الزواج منه.
وبالفعل تم الزواج في 21 يوليو عام 1953، واستمر الزواج ثلاث سنوات وتم الطلاق في مايو 1956، بسبب بعض الخلافات بينهما وضرب عماد حمدي لشادية وإصابتها بمرض عصبي، بحسب أول حوار لشادية بعد الطلاق من عماد حمدي تحدثت خلاله لمجلة آخر ساعة الذي نشر في 20 فبراير 1957.
وبسؤال شادية حول تصريح عماد حمدي أن ابنه هو حبه الوحيد الذي لا يخونه، قالت الفنانة الراحلة: إنها كانت تطالب عماد حمدي بزيارة ابنه فكان يذهب له نصف ساعة ويعود مسرعًا حتى يلعب الكونكان وعمل المعكرونة.
وتتساءل شادية: بماذا يفسر عماد طلاقه من حورية محمد وفتحية شريف وطلاقها منه إذا كان الطلاق عيب في نظر الناس؟ فلماذا ارتكب هو هذا العيب؟
طلاق شادية وعماد حمدي
طلاق شادية وعماد حمدي تسبب في حالة من الجدل الكبير داخل الوسط الفني نظرًا لحالة الحب الشديد التي عاشتها شادية وجعلها تصمم على الزواج من عماد حمدي رغم فارق السن بينهما الذي وصل لعشرين عاما.
لكن من جهة ثانية، أكد أصدقاء عماد حمدي أنه كان ضحية فريد الأطرش في الوقت الذي يؤكد فيه أصدقاء شادية أنها معزورة لأنها أمضت ثلاث سنوات في عذاب وحاولت أن توهم نفسها وتوهم الناس أنها سعيدة ولكنها لم تستطع أن تكمل.
أما فتحية شريف طليقة عماد حمدي فأوضحت أنها حزينة على مصير زوجها السابق الذي فقد كل شئ الزوجة والابن والحبيبة.
وكان رأي المقربين من عماد حمدي أنه كان ضحية مقلب كبير دبره له مطرب الزمالك فريد الأطرش وأنه لا يوجد رجل في مصر تمكن من التفريق بين عماد حمدي وشادية فكانت شادية تطلب الطلاق ولكنها كانت تخشاه حتى جاء اليوم الذي سعى إليها فريد الأطرش ليعرض عليها شقة من أجمل الشقق بعمارته على النيل ومبلغ 9 آلاف جنيه قيمة أجرها على ثلاثة أفلام تلعبها أمامه فما السبب الذي جعل شادية تتأثر بأسطوانات فريد التي كان يسكبها في أذنيها وكلها تدور حول طلاقها من عماد.
ومن الأسباب الهامة التي جعلت شادية تصمم على الطلاق هو فارق أسلوب الحياة بين زوجها عماد حمدي وحياة فريد الأطرش الذي كان يعيش كأصحاب الملايين فيمضي أوقات فراغه في الغناء أو الرقص أو أندية سباق الخيل وسهرات الليل يمضيها مع شلة من الأصدقاء والصديقات الذين يعيشون على حسابه عيشة المترفين.
وكانت شادية تشاهد فريد وهو يخرج من جيبه أوراق البنكنوت من فئة المائة جنية كما لو كانت من فئة العشرة قروش في الوقت الذي كان يعاني فيه زوجها عماد حمدي من أزمات مالية حادة فقد عجز حتى عن سداد المبالغ المستحقة عليه حتى أنه فشل في سداد دفعه واحدة من النفقة المستحقة لابنه من طليقته فتحية شريف وقدرها 33 جنيها؛ وذلك وفقًا لما نشر بمجلة آخر ساعة بعددها الصادر بتاريخ 23 مايو 1956.
زيجات شادية الثلاثة
وبعد زيجتها من الفنان عماد حمدي التي أنتهت بالخلافات وتبادل الإتهامات بين كلا طرفيها، تزوجت شادية مرة أخرى بعد عدة أشهر من الطلاق، الجدير بالذكر أن زواج شادية من عماد حمدي هو الزواج الثاني لها حيث تزوجت لأول مرة في عام 1958 من عزيز فتحي الذي كان يعمل مهندسًا بالإذاعة.
بعد زواجها مرتين، أعلنت شادية زواجها من الفنان صلاح ذو الفقار الذي أحبته من كل قلبها وفي إحدى المقابلات الصحفية قالت إنه الوحيد الذي تمنت أن تنجب منه وبالفعل حاول الإنجاب 4 مرات ولكن في كل مرة يسقط الحمل مما أدى لزيادة عصبيتها التي سرعت من انفصالهما مرتين الأولى عام 1969 والأخيرة عام 1971 على الرغم من أنهما كانا أشهر الثنائيات المتألقة على الشاشة بسبب حبهما الذي ظهر أمام الكاميرات.
اعتزال شادية التمثيل
وقررت دلوعة السينما المصرية اعتزال الفن في عام 1984، بعد الانتهاء من تصوير فيلم «لا تسألني من أنا» أمام النجمة مديحة يسرى، لتسدل الستار على مسيرة فنية مليئة بالكفاح والنجاح.
وظلت النجمة شادية على مقربة من مهرجان القاهرة السينمائي حتى جاءت لحظة تكريمها عن مجمل أعمالها الفنية، وإهداء الدورة باسمها وهو ما تحقق في دورته الـ 39، أثناء مرضها وقبل أيام قليلة من رحيلها عن عالمنا، لتترك شادية خلفها العديد من الأعمال الفنية والمسرحيات والأغاني الناجحة، التي ظلت في أذهان محبيها.
اسم شادية الحقيقي فاطمة كمال شاكر، فقد ولدت في 9 فبراير 1931 لأم مصرية من أصول تركية وأب مصري يعمل مهندسا زراعيا، وقدمت شادية أكثر من 116 فيلما (من أشهرها معبودة الجماهير مع عبد الحليم حافظ) واكثر من 500 اغنية (من أشهرها يا حبيبتي يا مصر).
وغنت الفنانة شادية العديد من الأغاني الناجحة خلال مسيرتها أفلامها، منها أغنية «يا ولاد حارتنا، وأغنية غاب القمر، وأغنية أن راح منك يا عين، وأغنية رنت قبقابي».
وقدمت النجمة شادية في عام 1983 مسرحية «ريا وسكينة» وهى المسرحية الكوميدية التي أصبحت علامة بارزة في تاريخ المسرح المصري والعربي، أمام الفنان القدير عبد المنعم مدبولي، والفنانة الراحلة سهير البابلي والنجم أحمد بدير؛ وتوفيت في 28 نوفمبر 2017.