الفنانة المصرية الراحلة ماجدة الخطيب تعد واحدة من النجمات اللاتي برز أسمهن في السينما المصرية واللاتي أثرن الجدل سواء بأدوارها أو بأخبارها الشخصية التي انتشرت بشكل واسع في الصحف في فترة السبعينيات والثمانينيات.
والكثيرين يجهلون أنها تنتمي لعائلة فنية كانت السبب الرئيسي في دخولها مجال التمثيل بأول أدوارها عام 1960.
صلة قرابة بين ماجدة الخطيب وزكي رستم
فهناك صلة قرابة من الدرجة الأولى تجمع الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب وزكي رستم الذي عد واحدًا من أشهر وأهم نجوم الزمن الجميل، فهي ابنة أخت الفنان الكبير الذي أمتعنا بأعماله الخالدة في ذاكرة السينما.
أول أفلام ماجدة الخطيب بمساعدة خالها
بدأت الخطيب حياتها الفنية في بداية عام 1960 بدور صغير في فيلم “حب ودلع” حصلت عليه بمساعدة خالها الفنان الكبير، ثم توالت أعمالها الفنية، حتى بدأت تقدم أدوار بطولة مطلقة في بعض الأفلام مثل “البيت الملعون”، وحصلت على جائزة التمثيل “الهرم الذهبي” عام 1966 عن دورها في فيلم “دلال المصرية” والذي كان أول بطولة مطلقة لها.
سجن ماجدة الخطيب
يٌذكر أن الفنانة ماجدة الخطيب دخلت السجن أكثر من مرة لأسباب مختلفة، الأولى عام 1982، بتهمة قتل شاب يدعى سيد عبدالله بسيارتها، حيث توفي مباشرة، وذلك في 19 مايو 1982، وحكم عليها بالحبس سنة مع الشغل، وتغريمها 50 ألف جنيه، وكفالة 5000 جنيه لوقف التنفيذ، وأثناء المحاكمة قضت ماجدة 8 أشهر في سجن الاحتياط على ذمة القضية.
واتهمت الخطيب بالقيادة مخمورة، لكنها أثناء التحقيقات أكدت أنها فقدت السيطرة على عجلة القيادة، بعدما تحطم الزجاج الأمامي وأصابها بجروح مختلفة، وفي لقاء تلفزيوني لها أوضحت أنها ظلت خارج البلاد عدة سنوات حتى تم قبول النقض في القضية.
في ذلك الوقت لاحقت الصحف قضية النجمة المشهورة، لكنها توارت عن الأضواء، وبات من الصعب أن تسترد حضورها كبطلة لأفلام ومسرحيات ودراما تلفزيونية، وكأنها حين اختلت عجلة القيادة بين يديها، ارتبكت حياتها الفنية، واحتدمت في داخلها صراعات نفسية، أطاحت بقدرتها على التماسك، وأصبحت في نظر المجتمع قاتلة.
وبينما كانت الفنانة تحاول التقاط أنفاسها مجددا، وتبحث عن دور يعيدها إلى هالة الضوء التي استقرت تحت بريقها، جاءت الصدمة التالية، فبعد الواقعة الأولى بـ4 سنوات وتحديدا في مطلع عام 1986 تم إلقاء القبض عليها مجددا بتهمة تعاطي المخدرات، حيث ضبطت برفقة اثنين من أصدقائها وبحوزتهم المخدر!
وعلى ضوء ذلك حُكم عليها ومن كانوا برفقتها، في أبريل 1987، بالسجن ثلاث سنوات، وقد أنكرت ماجدة وقتها التهمة تمامًا، وأكدت أن المواد المخدرة “تمثيل في تمثيل” لغرض تصوير فيلم “ابن تحية عزوز”، وبعد سنة وأربعة أشهر غادرت السحن بعد إثبات براءتها، حسبما روت خلال لقاء تلفزيوني مع الإعلامية هالة سرحان عام 1996.
وفي نفس اللقاء أكدت الخطيب أن حبها للحياة كان أقوى من الهزيمة، لذلك لم تنل منها التجربة، وبكل بساطة وتصالح صرحت بأنه خلال تلك المدة خسرت جزءاً كبيراً من جمهورها، واهتمت الصحافة بأخبار سجنها بعناوين عريضة، في حين أن براءتها كانت مجرد نبأ جانبي.
معركة مع هياتم
على أي حال، يبدو أن حالها مع النجومية قد تأثر نسبيا بعد مغادرتها أسوار السجن، فبعد أن عادت إلى عالم الفن، كانت تلك العودة لا تليق بها، فقدمت أدوارا ثانوية في مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية لا تناسب حجم موهبتها، حتى عملت في مسرحية “يا أنا يا أنت”، إنتاج وبطولة الفنانة الاستعراضية والممثلة هياتم، وهي المسرحية التي فشلت فشلاً ذريعاً، وأدت إلى اندلاع خلافات مادية جعلت هياتم تعتدي على ماجدة بالضرب، على خشبة مسرح الريحاني في 25 سبتمبر 1997.
وأثارت تلك الواقعة جدلاً كبيراً في ذلك الوقت، وبرّرت هياتم فعلتها بأنها لم تحصل على أجرها عن أدائها في المسرحية، لكن الجمهور تعاطف مع ماجدة الخطيب التي تعرضت للعديد من الكدمات في الوجه وأجزاء متفرقة في الجسد، علاوة على كسر في أحد ساقيها!
وأصدرت محكمة جنح الأزبكية حكما بالحبس لمدة شهر لكل منهما، فلم يجد طرفا الخصومة أمامهما سوى التصالح لتجنب عقوبة السجن، وبالفعل تصالحت هياتم وماجدة أمام محكمة مستأنف الأزبكية ليسدل الستار على اتهاماتهما المتبادلة على صفحات الجرائد على مدى ثلاث سنوات.
وفاتها المنيّة
أصيبت الفنانة ماجدة الخطيب في عام 2006 بالتهاب رئوي حاد وتم نقلها لأحد المستشفيات واكتشف أنها مصابة بفشل كلوي وتم وضعها على جهاز تنفس صناعي إلي أن فارقت الحياة عن عمر ناهز 63 عامًا.
آخر أعمالها في التلفزيون مسلسل “لا أحد ينام في الإسكندرية” مع ماجد المصري، أما آخر عمل لها في السينما فكان فيلم “آخر الدنيا” بطولة نيللي كريم.