الشحرورة صباح الفنانة اللبنانية صاحبة الصوت الجبلي، التي امتلأت حياتها بالعديد من المواقف منها المضحك ومنها العصيب، ولكن يظل أكثرها غرابة، هو مواقفها وذكرياتها مع الملحن الراحل بليغ حمدي.
قصة ارتباط الشحرورة وبليغ حمدي
الناقد الفني أيمن الحكيم، يروي تفاصيل قصة ارتباط صباح بـ بليغ حمدي، قائلًا : كان هناك مشروع زواج بين بليغ وصباح، قبل زواجه من وردة الجزائرية، وكان ذلك في نهاية الستينيات، وكان اسم بليغ في هذه الفترة علامة جودة لأي أغنية يوضع عليها، ولحن لـ أم كلثوم وغيرها من عمالقة الغناء في ذلك الوقت، كما زار بيروت عاصمة لبنان في تلك الفترة.
وتابع: “عندما قابلت صباح في بيروت قبل وفاتها بسنوات قليلة، أخبرتها أني أقوم بإعداد كتاب عن بليغ حمدي، وأود أن تروي لي ذكرياتها معه، وتركت كل من حولنا بالسهرة وجلست بجواري وأخذت تحكي عنه”.
وأضاف : فاجأتني صباح بقولها : بليغ دا الراجل الوحيد في الوطن العربي اللي مرضاش يتجوزني، وأنها قد أتتها عروض زواج بالمئات، لكنها كانت تحبه وتحب ألحانه، وفاجأتني باعتراف آخر عندما قالت لي : كنت عاوزة أتجوزه عشان أكون الوكيل الحصري لألحانه.
نسى موعد الزفاف!
واستكمل: قالت صباح إن بليغ قدم معها ألحان تعد من أجمل أعمالها، وأنه كان يعلم جيداً أبعاد صوتها وما يليق به، فقررت الزواج منه ليستمر النجاح، وعرضت عليه الزواج، وقال لها: والله فكرة، وأنا موجود في بيروت 10 أيام ويوم الخميس أحضر إليك لنعقد قراننا، وانتظرت صباح حضور بليغ يوم الخميس، بعد أن أعدت كل شيء، وعندما سألت عنه علمت أنه نسي الموعد وعاد إلى مصر، ولكنها لم تغضب منه لأن تركيز بليغ وحياته في المزيكا.
يُشار إلى أن بليغ حمدي إعتاد إثارة الجدل حوله بتعدد علاقاته النسائية وكثرة زيجاته، والتي اعتبرها البعض بمثابة السبب الرئيسي في نجاح ألحانه الرائعة التي طالما اشتهر بها وبقيت ذكراها في أذهان محبيه حتى الآن.
نبذة عن المطربة صباح :
نشأت الفنانة والمطربة الكبيرة “صباح” في لبنان وخاصة في بيروت عام 1927، حيث أنها كان يطلق عليها لقب “الشحرورة” وذلك نسبة إلى الشهرة التي اشتهرت بها في الوادي التي كانت تعيش فيه وهو وادي شحرور الذي يعد إحدى القرى الموجودة في لبنان، كما أنها تزوجت 9 مرات منهم ” نجيب شماس – أنور منسي – يوسف شعبان – رجدي أباظة وغيرهم”
بالإضافة إلى أنها كانت تمتلك صوت عزب يميزها عن غيرها من المطربين الآخرين حتى وصل صوت إلى المنتجة “آسيا داغر” التي اتفقت معها على عقد يتضمن قيامها بحمل 3 أفلام مرة واحدة، ثم ذهبت صباح بعد ذلك إلى أسيوط مع أسرتها وقام الملحن الكبير “رياض السنباطي” بتدريبها على كيفية ملائمة صوتها لأنواع الأغاني الأخرى
أعمالها :
قدمت المطربة اللبنانية صباح عدد كبير من الأفلام المصرية المختلفة بجانب المسرحيات اللبنانية التي شاركت فيها ولكنه؛ لم نشارك في أي أعمال تليفزيونية، لذلك فإن الأعمال السينمائية التي قدمتها هي “رحلة السعادة – فندق الأحلام – ليلة بكى فيها القمر – المليونيرة – إنت عمري – الأيدي الناعمة – ليالي الشوق – الرباط المقدس – الرجل الثاني وغيرهم”.
كما أنها قدمت العديد من الأعمال المسرحية وهي “موسم العز – الشلال – ست الكل – عصفور سطح – شهر العسل – فينيقيا – حلوة كتيرة – كنز الأسطورة وغيرهم”، كما أنها قدمت عدد كبير من الأغاني المتنوعة بعدة لغات سواء كانت مصرية، لبنانية وأيضا أجنبية وهي “ستاني يا بستاني – راحت ليالي – ساعات ساعات – سلموا لى على مصر – حبيبة أمها – حلو يا حلو رمضان كريم وغيرهم”.
وفاة صباح :
يُذكر أن الفنانة صباح لبنانية الأصل شاركت في عشرات الأفلام السينمائية المصرية مع كبار الفنانين وتوفيت عن عمر يناهز 87 سنة بعد صراع مع المرض.
وفي سنواتها الأخيرة، لم تتوقف الصبوحة عن الغناء لاسيما في البرامج التلفزيونية، إلا أن توقفت عن ذلك بسبب المرض والشيخوخة قبل أن يغيبها الموت في وطنها لبنان صباح 26 نوفمبر 2014.
كانت أوصت الشحرورة قبل وفاتها الجمهور وجميع المقربون منها، بأن يتم زفافها بعد مماتها على أصوات الطبول والمزامير وأن تكون جنازة مليئة بالفرح والبهجة والرقص، وعلى أنغام أغانيها شيعت جنازتها الشهيرة، وتم تشييع جنازتها كما طلبت تنفيذًا لوصيتها قبل موتها، وحرص على حضور جنازتها العديد من الشخصيات المهمة، والآلاف من محبيها في لبنان.
ولم تحضر هويدا إبنة صباح الوحيدة جنازة والدتها ما أثار العديد من علامات الاستفهام حول غيابها، وتناقل العض أسباب مختلفة بينها عدم امتلاكها المال للسفر إلى لبنان، ألا أن “كلودا عقل” ابنة شقيقة الفنانة صباح أرجعت عدم حضور إبنتها لإصابتها بصدمة عصبية شديدة.