مرسلة من صديقة نورت nourhan
اعلم بني الحبيب أنك ستأخذ هذه الفتاة من بين أهلها، بيت نشأت فيه عشرين سنة أو أقل أو أكثر، من بين والديها الحبيبين، وإخوتها، وشقيقات روحها، فهذه أول صدمة تصدم بها الفتاة حيث تنتزع من بين أهلها إلى رجل لم تُخلق بطباعه، ولم يُخلق بطباعها فأول ما تبادر به ألا تحرمها من أهلها، و لتشعرها بالأمان فمتى رغبت في زيارة أهلها فلا تمانع من ذلك،ثم ضع في بالك أمرًا غفل عنه كثير من الرجال وهو وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم لكم خاصة:” أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ “(4) فالزوج المؤمن يرى أنه مجازى بالإحسان، مأخوذ بالإجرام. فلا يحيا لطبائع الأثرة والاستعلاء. فؤاده ينبوع جياش بالإحسان والإفضال، وحياته سلسة موصولة الحلقات من خير فخير.
اعلم يا بني أن الزوجة ليست أمة وأنت السيد، بل أنتما شريكان ستديران المركب بمجدافين، عليك مسؤوليات، وعليها مسؤوليات، فرحم الله زوجًا سهلاً رفيقًا لينًا رؤوفًا. لا يعيش لذاته، و لا يخطئك وأنت ترى من الأزواج من يعلوهم طغيان بالذات – لا حب الذات – كامنا وراء الكثير من تصرفاتهم.
انتبه عزيزي من لحظات الغضب، فإنه يسري كما تسري الكهرباء في البدن فيمهد النفس لقبول شتى الوساوس، ومتى صحا الغضوب من نزوته راح يندم إلى ما فرط منه.. فلا تدع النزاع يستفحل ولا تدع الحرب تنشب.
واحذر من إسقاط الإهانات فتكون كوخز الإبر، ولا ترسل الكلام على عواهنه فتقذف بألفاظ جارحة تظل تبعاتها على مر السنين، فالمرأة يا بني لا تنسى أبدًا، وستظل جروح كلماتك تنزف في قلبها على مر الأيام والسنين، مهما أحسنت معاملتها، فلا تدع لسانك حبلاً مرخيًا في يد الشيطان، عود لسانك الجميل من القول فإن ثماره حلوة يانعة، والكلمة الطيبة غذاء الروح. قال علي رضي الله عنه : ( من لانت كلمته وجبت محبته).
ليكن قدوتك الحبيب ـ عليه الصلاة والسلام ـ فما انتقم لنفسه قط، بل كان يعالج الأخطاء بالرفق. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ”(5)
وقال الحسن رضي الله عنه : ( المؤمن حليم لا يجهل وإن جهل عليه).
فلا تستخفنك التوافه، واحتفظ برجاحة فكرك، وابن حياتك على فضيلة الصبر، فإن أساسه متين.. فالعشرة والمودة والإغضاء عن الهفوات خصال تعتمد على الصبر الجميل، فالمؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب الزلات، كن من المحسنين الذين قال الله فيهم:
” وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ “. (6)
عليك أن تدرك أن المرأة تحتاج إلى الاحترام والتقدير أشد من حاجتها إلى العطف والحنان، فالطابع على أغلب الرجال تملكه الأنفة والشموخ أمام أهله بعد الزواج، فيظهر لأهله أنه البطل المغوار الذي قطع رأس الثعلب ليلة الزفاف، فربما تنازل عن نبل خصاله وخاصة أمام أهله: هاتي، أحضري، افعلي، وقد يتعرض لها بألفاظ محرجة، ونقد قاس. وشعاره : هل من مزيد؟ من غير كفاية ولا استحقاق.
اعلم يا قرة العين أن احترامك لها أمام أهلك سيجعلها تعطيك أضعافًا من الاحترام، وهذا ما يتمناه الرجل، فإن أشد ما يؤلم المرأة تعنيفها أو لومها أمام الآخرين، فالمرأة فياضة الحنان والعاطفة، فإذا وجدت منك احترامًا وجدت عندها السلوى والراحة والمتاع، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ” الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة “(8)، ومتى جفوت عليها فستجفو عليك ربما ليس في الظاهر، بل تغور في جذور قلبها فتخفيها رغبة منها في استمرار حياتها، فقدم لتستمع بهذا المتاع. أد واجبك فإذا وفيت بما عليك فانتظر حقك فلن يعيبك أحد.
و هناك أمر مهم : لا تدع حياتك معها عسكرية تحتوي على الأوامر والنواهي، فإن استطعت أن تتناول كأس الماء بنفسك فافعل، فإنك كنت في الغالب تأخذ بنفسك في بيت والديك، وكنت أحيانًا ربما صنعت طعامك بنفسك، بل وخطر على بالك مرة أن تصنع عصيرًا مكونًا من الحليب والموز، فلماذا الآن تتحكم في كل صغيرة وكبيرة، ما الذي يمنعك من مساعدتها في تحضير سفرة الطعام، فلست أنت خير من الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي كان في خدمة أهله حتى تحضر الصلاة.. تقول عائشة رضي الله عنها: كان بشرًا من البشر: يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه (9).
وكان صحابته يقتدون به، فمثلاً كان عليه الصلاة والسلام يحب التطيب، واستعمال السواك، وها نحن نسمع ابن عباس يقول: إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي، وما أحب أن أستنظف [آخذ] كل حقي الذي لي عليها، فتستوجب حقها الذي لها علي، لأن الله تعالى يقول: …” وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ..” (10).
تمر على المرأة أمور بعد زواجها عسيرة كالحمل مثلاً، تتغير فيها نفسيتها، فجهز نفسك لهذا الأمر وحاول أن ترفع درجة العناية بها، فالله تعالى يقول : “…حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ “(11)، وقال تعالى : ” … حملته أمه كرها ووضعته كرها “(12) والرجال يقولون: دلع وميوعة.
ليكن لديك رحمة تجعلك ترق لآلامها، فإنه يمر عليها أمور من الوحم والثقل والخوف، مما يجعلها ربما تقصر تجاهك، أو تجاه منزلها، فلا تكلفها من الأمر شططًا، التمس لها العفو والحرمة والمعونة، فهي تحتاج إلى من يبعث الطمأنينة في نفسها وأنت أقرب الناس إليها..
لا تكرر عليها الكلمات المألوفة التي لا تغير من الأمر شيئًا، أمي كانت… جدتي كانت… أم جدتي كانت، كل جيل يا عزيزي يختلف عن الجيل الذي يليه، فأنت لست كأبيك، ولا مثل جدك.. ها أنت أحيانًا تشكو من مفاصلك لكثرة تناولك للبيبسي مثلاً.
إذا كنت يا حبيبي ممن يفضلون تناول الإفطار في الصباح، فلا داعي لأن توقظ زوجتك على جميع الأحوال، تنازل عند تعبها أو سهرها مع طفلها، فها أنت الآن تحب كثيرًا تناول فطورك في [الكافتيريات]. إذا جاءت طبخة الطعام على غير مزاجك فالتزم الصمت، فأنت لا تعلم كم نبذل من المجهود لإعداد الطعام وتزيينه لكم معشر الرجال، ليكن لديك مصفاة تحجز الأكدار وتخفي العيوب فإذا اليابس يخضر، والكدر يصفو.
حاول أن تمتدحها غالبًا فلا تكون الحياة مملة وعلى وتيرة واحدة، تحسس مواضع الجمال فيها فمثلاً: ابتسامتك جميلة، هذا الإكسسوار رائع، ما تكلفة ذلك؟ إنك بهذا سترفع ثقتها بنفسها وستجعلها دائمًا تهتم بزينتها ولباسها وخاصة لك.
لا تفكر في السفر وحدك دون اصطحاب زوجتك إلا إذا كانت هناك ضرورة قصوى، واحذر من أن تثير غيرتها بذكر محاسن امرأة أخرى ولو كانت أختك.
ثم هناك عقدة كبيرة تعانيها غالبية النساء، وهي أن الرجل بعد زواجه بشهر أو شهرين يبدأ بتهديد زوجته بالزوجة الثانية، ولو على سبيل المزاح، فيجعله كابوسًا يؤرق حياة المرأة، وهناك مثل يقول: ذبابة لا تقتل ولكنها تكدر النفس ، وربما جعله سيفًا يشهره على زوجته كلما حصل بينهما سوء تفاهم، فاعلم أيها الغالي أن الله عنده كل شيء بمقدار، أريدك أن تكون مثاليًا بين الرجال، فامح هذا التهديد من قاموس حياتك الزوجية ولا تتطرق له أبدًا.
هناك صفة دنيئة موجودة في بعض الرجال وهي التنقيص من شأن أهلها، فدائمًا يحقر من شأن أبيها أو أخيها فيسلط عليهما موجة عاتية من التفاهة والتسطيح. احترم شعورها لتحترم شعورك بالمقابل.
وإني أرى فيك نضوج العقل، وبك ذكاء، فضلاً من الله ونعمة، ولا أظنه إلا سيتحول إلى وسيلة جيدة لتحقيق أغراض السعادة بإذن الله. فنحن قد نحسن أو نسيء في استخدام المفاتيح التي يسرت لنا.
ما أجمل أن تكون زوجتك صديقتك تسد خللها وتستر زللها وتتجاوز عن هفواتها! فهي صديقة العمر التي تخالطك في السراء والضراء وسط زحام الحياة وتطاحن الأزمات، فلا شيء يخفف أثقال الحياة عن كاهل الزوجين كمثل أحدهما للآخر.
أليس الله يقول جل شأنه : ” …وجعل بينكم مودة ورحمة “(13)
عودها في الغالب على أن تنجز ما وعدتها به، فضعف الذاكرة، وضعف العزيمة عائقان كثيفان عن الوفاء بالواجب، ولا تقارن نفسك بالنماذج المنتشرة بين الرجال، ولتتطلع نفسك إلى المثل العليا، والنماذج المتميزة.
فالأخلاق الزكية إنما تنبجس من قلب مؤمن يعرف الله ويتهيأ للقائه، ويرجو وعده، ويخشى وعيده والشمائل الرقيقة طريق الفلاح في الدنيا والآخرة.
يقول زيد الخير (صحابي جليل كان يدعي زيد الخيل) : أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به فإن عملت به أيقنت ثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه .
لتعلم يا بني أن بر والديك واجب عليك، فلا تكلف زوجتك به، ولتكن منصفًا تعطي كل ذي حق حقه، لا تدع الخيط مشدودًا بين زوجتك ووالدتك فتنقل عن هذه أو تنقل إلى هذه، فلو دققت النظر في كثير من المشكلات لرأيت التطاحن المر بين الزوجة ووالدة الزوج، والذي يعود سببه إلى عدم حسن إدارة الزوج.. فكن شديد الحذر من عواقب الفرقة والاعتزال.
ونهاية المطاف : أكثر من شكر الله فلقد وهبك زوجة حيية، عفيفة، ملتزمة ناضجة فهي جوهرة مكنونة يندر وجودها في هذا الزمان والله تعالى يقول:”لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ”(14)، وكن من القليل الذين قال الله فيهم : “…وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ” (15).
وفقك الله يا بني وبارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
يارجال إتبعوا هذه النصائح وستعيشون في نعيم
وشكرا
عزيزتي نورهان.. كلام جداً جميل .. ممتاز حقيقةً تمتعتُ بقرائته.. نورهان ألمرأه هي ألأرض هي ألعطاء..وألزوج ألذكي هو الذي يعلم كيف يحافظ على أرضه(زوجته) بالمحبه وألكلمه ألطيبه وألكرم والمعامله ألحسنه.. أخواني ألرجال .. ألمرأه بنظري هي أقوى وأضعف مخلوق بآن وآحد!!!!أقوى لكونها تحمل وتُربي وتُضحي وأضعف مخلوق أمام كلام تسمعهُ من أعز أنسان على قلبها ..من انسان يحميها ويرعاها ..من أنسان يشاركها أفراحها وأحزانها .. يشعر بتعبها يشعر بما تبذله لتؤمن راحته.. ونصيحتي لكل زوج أن يُحافظ على زوجته في زمان أصبح فيه ألوفاء وألأخلاص سلعه نادره لاتجدها حتى في ألأسواق .. ألله يسعد كل متزوج وكل من هو على أبواب ألزواج.. وشكراً مره أخرى نورهان.
كلام رائع….. و نعم الوصية
شكرا نورهان
bas iza kenet marto souna los angeles 5aleeh yentebeh, fee israeleye ktar beyfooto la 3enda
وصية رائعة ياريت كل ام توصي ابنها هيك وكل زوج ياخد بهاي النصيحة
وصيه متقدمه جدا ومتطوره من ام غير شكل
وين غيره الام من زوجت الابن
فيه تقدم واضح جدا
شكرااا
nourhan
……………. كلام رائع لكن اذا عندك مثل هذه الام
انا مستعدة اتزوج ابنها !!!!
وين غيره الام والاخت من زوجت الابن
في تقدم على قول سوووووزي
ربي يسامحني الله يرحم حماتي …. شهر القادم تصبح سنه على وفاتها
نورهان /بارك الله فيك/
****************
وهذه وصية باختصار ان اخذت باعتبار/
وصية ام لابنتها عندة زفافها
اي بنيتي انكي ستعاشرين رجل لم تالفيه وبيت لم تتررعي فيه وفراش لم تاويه
فلا يرى منك ماينغص صدره ولا يشم منك ريح يقزز انفه /
فكوني له امة يكون لكي عبدا /ووفقكما الله لما فيه الخير///.
ســـــــــــــــــــــــــلا م/.
ياريت يوجد فى كل بيت عربى واسلامى مثل هذه الام، ماكناش نشوف نسبة الطلاق والمشاكل اكتر من 40% فى مجتمعتنا العربية.
شكراً نورهان على الموضوع.
ياريت كل رجل ومرأة يتبعوا هذه النصائح كانت كل البيوت عمرت
لكن الشيطان شاطر والبيت الزوجيه أصبح حلبة صراع مين حيغلب
مين ومين حيسطر على مين
شكرا نورهان
ميرسي يا نورهان نصائح جميلة جدا
شكرا نورهان من جد كلام جميل ودقيق ويحكي تفاصيل كنت احسها بس مافكرت اشرحها او اوصلها لحد زي مافسرتيها انتي وحلو كمان استشهادك بالاحاديث اهنيك على المقال (بس احس انو من المستحيل تلاقي ام تفكر توصي ولدها بذي النصائح بعضها ممكن بس كلها…………………….)
كمان هاي وصيه ام اسمعوها
كلام جميل وكلام معقول مقدارش اقول حاجه عنه
واسآ افعل به فى زيجتى الرابعه واتمنى ان يؤتى بثماره
يا نورهان واذا حدث ما لا يحمد عقباه عليكى بتعويضى
او تزويجى من الخامسه يانورهان هههههههههههههههه
ياأحمد القناعة كنز لايفنى
ههههههه