مرسلة من صديق نورت المهاجر فيينا

وافَـقَ شَـنٌّ طَبَقَـة
كان رجلٌ من دهاة العرب وعقلائهم يقال له شَنٌّ. فقال : لأطوفَنَّ حتى أجد امرأة ً مثلي فأتزوجها. فبينما هو في بعض مسيره إذأوفقه رجلٌّ في الطريق. فسأله شن : أين تريد؟ فقال موضع كذا، (يريد القرية التي يقصد لها شن). فرافقه فلما أخذا في مسيرهما، قال له شن : أتحملني أم أحملك؟ فقال له الرجل : يا جاهل، أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني؟! فسكت عنه شن. وسارا، حتى إذا قربا من القرية، إذا هما بزرع قد استحصد فقال له شن : أترى هذا الزرع أُكل أم لا؟ فقال له الرجل : يا جاهل، ترى نبتًا مستحصدًا، فتقول أتراه أُكل أم لا؟! فسكت عنه شن. وسارا، حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن : أترى صاحب هذا النّعْش حيًا أم ميتًا؟ فقال له الرجل : ما رأيتُ أجهل منك! ترى جنازة فتسأل عنها أمّيت صاحبها أم حيّ فمضى معه. وكانت للرجل ابنة يقال لها طَبَقَة ُ. فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه. فقالت : يا أبتِ، ما هذا بجاهل. أمّا قوله : أتحملني أم أحملك فأراد : أتحدثني أم أحدِّثك حتى نقطع طريقنا. وأما قوله : أترى هذا الزرع أُكل أم لا، فإنما أراد أباعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا. وأما قوله : أترى صاحب هذا النّعْش حيا أم ميتا، فأراد هل ترك عَقِبًا يحيا بهم ذِكْرُه أم لا. فخرج الرجل فقعد مع شنّ، فحادثه ساعة، ثم قال له : أتحبّ أن أفسر لك ما سألتني عنه؟ قال : نعم. ففسره. فقال شنّ : ما هذا من كلامك، فأخبِرْني مَنْ صاحبه. فقال : ابنة لي. فخطبها إليه، فزوّجه إيّاها وحملها إلى أهله. فلما رأوهما قالوا : وافق شَنٌّ طبقة! فذهبت مثلاً.
………….
يعطي الجوز من لا أسنان له!
قال الحضرمي : أقمت مرة بقرطبة ولازمتُ سوق كتبها مدّة أترقـّب فيه وقوع كتاب كان لي بطلبه اعتناء، إلى أن وقع، وهو بخط فصيح وتفسير مليح. ففرحت به أشد الفرح، وجعلت أزيد في ثمنه فيرجع إليَّ : المنادي بالزيادة عليّ، إلى أن بلغ فوق حدّه. فقلت له : ما هذا؟ أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلغه إلى ما لا يساوي. فأراني شخصـًا عليه لباس الرئاسة، فدنوت منه وقلت له : أعزّ اللّه سيدنا الفقيه، إن كان لك غرض في هذا الكتاب تركتـُه لك، فلقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حدّه. فقال لي : لستُ بفقيه، ولا أدري فيه، ولكني أقمتُ خزانة كتب، واحتفلتُ فيها لأتجمـّل بها بين أعيان البلد، وبقي فيها موضع يسع هذا الكتاب. فلما رأيته حسن الخط، جيـّد التجليد، استحسنته، ولم أبال بما أزيد فيه، والحمد للّه على ما أنعم به من الرزق فهو كثير. فأحرجني وحملني على أن قلت : نعم، لا يكون الرزق كثيرًا إلا عند مثلك. يعطي الجوز من لا أسنان له! وأنا الذي أعلم ما في هذا الكتاب وأطلب الانتفاع به، تحول قلـّة ما بيدي بيني وبينه

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫21 تعليق

  1. حمدالله على السلامه أخ مهاجر فيينا . وين هالغيبه الطويله ؟
    كتاباتك دائما جميله وشيقه تذكرنى بكتابات أصدقاء أعزاء كانوا معنا ( الفجر البعيد / فريد البدرى / قاسيون ) !!!
    ونسأل الله أن يرزق طبقات نورت إللى تحجروا فى المغاره ما عدا الاخت (مها مع سكر ) إنشاءالله تبقى عانس بناءا على رغبتها 🙂

  2. مساء الورد يا حلوة نورت
    صحيح كلامج لان الستات صاروا سبعات
    والسباع مفترسه 🙂

  3. ههههههههههههه
    نورت زمانها جاية .. جاية بعد شوي .. لتشيل التعليقات

  4. أخ بلدوزر
    طبقات نورت مو بس تحجروا بس صاروا تماثيل .. متشوف صاير عندنا هوايه زوار بالفتره الأخيره راح يتحول الى متحف هههههههههههههه

  5. سسسسسسلام على الناس الطيبة الذين وافق شنهم نورت لا انشاءالله مفيش تحجر في تجمهر للمعلومة الحلوة والجميلة

  6. شكرا مهاجر،فكرتني بشن وطبقة ،اما الان فقد انقرضت هده العبارة.
    وافَـقَ شَـنٌّ طَبَقَـة
    merci

  7. سكرا اخ مهاجر
    كلنا مهاجرون اعادنا الله لاهلنا سالمين غانمين
    ارجو ان تكثر من هه القصص القصيره المعبره

  8. شكرااا على الاستمتاع الى حقائق الكلام وجميل الشعور فيه لانه هو هدفنا ان تسمو النفوس بطيب الكلام وتحلق في اعالي السماء ويصبح العقل والنفس والروح والقلب طائرا واحد نحو هدفا واحد وهي السعادة بالكلمة والموقف
    ولكم هذا مني
    مانعرفه عن آصف بن برخيا!..
    آصف بن برخيا!..
    هو ابن أخت نبينا سليمان (ع) ووزيره، وكان رجلا من الصالحين.. وهو من جاء بعرش ملكة سبأ بطرفة عين.
    كان عالما، وله معرفة بالكتب السماوية.. وكان ممن تكامل خلقه وعلمه وتقواه وإيمانه، إلى درجة كبيرة أدى إلى معرفته بالاسم الأعظم، الذي يمنحه قوة خارقة.. فلذا أتى بعرش بلقيس بطرفة عين!..
    وكان عند آصف حرفاً واحداً، فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين.
    هكذا يحدثنا القرآن الكريم عن عباد الله الصالحين والمؤمنين، الذين كانوا التقوى لباسهم، والعمل الصالح طريقهم!.. هذا معيار الخالدين والمخلصين، وسيرة الرجال العظماء!..

    المهاجر فيينا

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *