مرسلة من العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
أتفق الحكماء على أن العالم والخبير بالأمور والوقائع والأحداث يدعوا الناس إلى علمه بالصمت والوقار.
وكم نرى من جاهل ينفر الناس عنه بالهذي والإكثار.أو يروج لما تريده الصهيونية وقوى الاستعمار. ولذلك قالوا: العلماء قادة والمتقون سادة. والحديث القدسي يقول: مجالسة العلماء عبادة. وأقول:الإصغاء للجهلة داء.
إن كان رجل السياسة مجدد يبدد غلو الغلاة,ويدحض الباطل والنفاق.ويعي عصره بدقة وبعض ما سلف من عصور.ويدرك بالرفق ما لا يدرك بالعنف.و يتحبب إلى الناس.ويطل عليهم بوجه مبتسم كي تفتتح مغاليق القلوب له, فلا ترى له من غلظة ولا قسوة ولا تجبر ولا تكبر. ويعامل العباد بكل لطف وإحسان وأدب جم. و يحيي القلوب ولا يدفع بالناس إلى اليأس والقنوط. وكم يكون الفرق كبير .بين سياسي خبير ببواطن الأمور والأحداث.يجسد بإيمانه وتقواه وسلوكه وأخلاقه وعلمه وفكره السديد أهداف العباد وما يسعون إليه. ويخاطب شعبه وجماهير أمته بخطاب مفعم بالصدق والإخلاص والإيمان.فيريحهم ويقوي من عزائمهم مهما كانت الصعاب والعقبات.فيهابه الأعداء وهم يحسبون له ألف حساب,وهم على الدوام مجبرين على متابعة الخطاب,ولا قدرة لهم عليه إلا بالنيل منه ببعض الكلام وتفنيد الأكاذيب و الأباطيل والترهات.وبين جاهل يفرض نفسه لكي يكون سياسي.وكل بضاعته المكر والكذب والنفاق والرياء والتضليل والخداع,كالخونة والعملاء,أو من همه ملء جيوبهم بالمال,أو من يظن أنه بصداقته لبعض رموز الإدارات الأمريكية,أو بتحالفه الوطيد مع الولايات المتحدة الأمريكية بالسراء والضراء يفرض نفسه على العباد سياسي لا يشق له باع.أو يظن أنه بتسخير نفسه لخدمة بعض التيارات أو الزعماء الملطخة جباهم بالعار, والملوثة أيديهم بدماء الأبرياء بات سياسي لامع وشامخ يحق له أن يتصدر شاشات التلفزة ومحطات الأثير بتصريحاته الجوفاء. والشاعر قال:
ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ.
ويظن نفسه أنه عبقري من نوع جديد وصنف جديد.ولا صلة نسب أو قرابة لعبقريته بالعبقرية على الإطلاق.
وحين تبحث عن نتاج عبقريات أمثال هؤلاء لن تجد سوى لهم سوى تصريحات جوفاء, وتصرفات شواذ,وأفعال نكراء, وهيام بإسرائيل كي ترضى عنهم الصهيونية, وممارسات إرهابية تحزن القلب وتبكي الفؤاد.
فوزير الخارجية الكندي جازون كيني قصفنا بتصريح قال فيه:جورج غالاوي يمثل تهديداً لكندا بسبب دعمه لحركة حماس.وعبقرية هذا الوزير أدهشت قاضي المحكمة الفيدرالية الكندية ريتشارد موسلي فدفعته بدون وعي أو تفكير ليقول: أن قوافل المساعدات التي يشرف عليها جورج غالاوي,أو كل أشكال الدعم الأخرى لحماس إنما هو خروج وتجاوز للقانون الدولي. وبنظر كل من القاضي والوزير فأن الغالبية العظمى من شعوب العالم والشعب الكندي المتعاطفة مع حماس والمطالبة بفك الحصار الغير إنساني عن قطاع غزة خارجون على الشرعية ويمثلون تهديداً لبلدهما كندا. وتصور أيها القارئ عبقرية الوزير وقاضي المحكمة الفيدرالية حين أدانا غالبية الشعب الكندي وجرموه بتهمتي الخروج على الشرعية الدولية,وتهديد أمن الجمهورية الكندية !!!!!!!
وفي لبنان خرج علينا اليوم شجعان جدد لم نسمع لهم من صوت أو نرى لهم من وجود حين أعتدت إسرائيل على لبنان عدة مرات,واحتلت الجنوب اللبناني, ووصلت قواتها إلى بيروت عام 1982م, ودمرت المنشآت الاقتصادية الرسمية والعامة والخاصة في عدوانها الهمجي على لبنان صيف عام 2006م. و إنما تجمهر هؤلاء يدون داع أو سبب. وانبرى البعض منهم خطيباً ليقصفنا بخطاب يهدد فيه ويتوعد( ليس إسرائيل أو أعداء لبنان طبعاً). وإنما كل من تسول له نفسه أن يناصب العداء لكل من المحكمة الدولية وتيار المستقبل وقوى 14 آذار وشهود الزور.و يعلن آخر عن افتتاحه لمجزرة ومسلخ بشري سيسوق إليهما من يعارضونه من البشر. وآخر راح يحتكر السنة ويفرض نفسه وصياً عليهم,وآخر راح يجير ولاء الشيعة لإيران فقط. وآخرون يتباكى على السنة, وآخرون يتباكون على الشيعة أو المسيحيين أو غيرهم في أمكنة أخرى ليكتمل المشهد ويدفع بالأمور إلى مرتبة الخطر,وكأن هدفهم شد أزر الإدارة الأمريكية وإسرائيل وشحذ همهما بعد هزائمهما المدوية. والبعض منهم تآمر ويتآمر على المسلمين والمسيحيين كي يظفر برضا سيد من أسياده في مكان آخر.
والبعض راح يتهم حزب الله بأنه يريد فرض سيطرته على لبنان. وهو يعلم أنه ما من حركة مقاومة وطنية حققت النصر على العدو الذي يهدد بلادها ووطنها ,إلا وأهلها نصرها لتكون الحاكم في البلد. بينما حزب الله الذي حقق الانتصارات العديدة على إسرائيل رفض ويؤكد يومياً بأنه يرفض تسلم السلطة في البلد.
أما مساعد وزير الخارجية الأمريكية فيلتمان. الذي أقصي من منصبه كسفير لبلاده في لبنان. بسبب فشله في قيادة جماعة بلاده في لبنان ,وسؤ تصرفاته التي عادت على بلاده بالضرر. فما زال يهدد ويتوعد,أو يقطع الفيافي لينذر وليعذر بلاده بعد أن أنذر.وكأن فيلتمان لم يدري بعد أن بلاده مهزومة ولم يعد بشيء يعول عليها أحد.
ووزير خارجية عربي يعتبر إيران تشكل خطراً على أمن ومصالح بلاده وشعبه.والحقيقة أن لا خطر على بلاده وشعبها سوى هذا الوزير وباقي شلته ممن ربتهم ورعتهم المخابرات الأمريكية والإسرائيلية منذ الصغر.
ورئيس جمهورية سابق وزعيم حزب راح يهول من خطر المحور السوري الإيراني, ويفند خطره على بلاده. ولكنه خلال مأدبة عشاء تذكر بأن لأسرته جذور في إيران.ولها بإيران روابط وصلات قربى وحسب ونسب.
ما كشفه موقع ويكيليكس من وثائق صدم الكثير من الشعوب والزعماء. ولكن حتى من قبل أن يكشفه,فإن مضمون بعض هذه الوثائق وخاصة فيما يتعلق بتفاهة وجهل الدبلوماسية الأمريكية وجهل وغباء وحماقة سفراء الولايات المتحدة الأمريكية ,وتورط بعض الرموز الأمريكية من الساسة ورجال المال والمجتمع والعسكر,ربما هو من دفع بوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لتعلن أنها بعد انتهاء ولاياتها في وزارة الخارجية الأمريكية سوف تعتزل العمل السياسي ولن ترشح نفسها مرة أخرى لمنصب الرئاسة في بلادها ولن تقبل بأي منصب سياسي آخر.وربما تدهي نادمة لأنها رشحت نفسها سابقاً لمنصب الرئيس الأمريكي.
متى يعي ويفهم البعض أن إثارة النعرات المذهبية بين السنة والشيعة,أو إثارة النعرات بين الإسلام والمسيحية,أو بين الأكراد والعرب, تضر بالجميع على السواء.ولا يستفيد منها سوى إسرائيل والصهيونية وأعدائهم فقط.
وأن الحروب الصليبية أساءت للمسيحية ,وحصدت الصهيونية ثمارها حين أعتذر الفاتيكان من اليهود فقط. ولذلك لم تحظى حروب بوش الصليبية الجديدة بتأييد وتشجيع سوى من المتصهينيين القدامى والجدد.
خلق الله البشر شعوباً وأمماً وقبائل شتى كي يعبدوا الله ,ويتعارفوا ويتحاوروا, ويصلحوا بين العباد والبشر.لا أن يتقاتلوا ويهدروا الأرواح والدماء الطاهرة والذكية خدمة لمصالح إسرائيل وقوى الاستعمار والصهيونية. وأمر الله عباده بالجهاد دفاعاً عن المقدسات والوطن والعرض والمال والولد.وحتى لتهذيب النفس كي لا تكون نفساً شريرة. ولكي لا تتسلط على رقابهم نزوات نفوس ومصالح ذاتية للأشرار من بعض البشر.
ولهذا السبب تقف الشعوب والجماهير العربية صفاً واحداً خلف الملوك والرؤساء وقوى المقاومة الوطنية الذين يتصدون ببسالة لقوى الصهيونية والاستعمار وقوى الغزو والعدوان والإرهاب. ويعبرون عن اعتزازهم بسوريا قيادة وشعباً,وبقوى المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان,وبقوى 8آذار, وسماحة السيد حسن نصر الله.
السبت:18/12/2010م
العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
شكراً سيادة العميد برهان ابراهيم على الموضوع الذى اتفق مع معظمه.
كلامك عن صفات القائد السياسى النبيل فكرنى بسيدنا عمربن الخطاب رضى الله عنه وارضاه.
اما بالنسبة لمن يثير الفتن بين المسلمين والمسيحيين وبين السنة والشيعة وبين الاكراد والعرب فهم فاهمين وواعين، ووظيفتهم الاساسية هى احداث الفتنة بين العرب وغيرهم لتحقيق اهدافهم، او اهداف من يمولهم.
الأخ برهان إبراهيم كريم المحترم ..
هذه ليست مقالة ..
بل باقة ورود جميلة خطها قلمك المتعب بصراخ الحقيقة .
لك مني كل الإحترام لآرائك القيمة .
وقد تكون هذه بداية لتفصيل كل موضوع على حدى .
لن أنسى مقدمة الموضوع الأدبية الجميلة ، ولو كانت مطولة بعض الشئ .
موضوع جميل الى درجة ………
شكراااا الى قلمك لان صدق ابدع في كتابة الموضوع
يا استاذ … برهان إبراهيم ……..
انت متطرق الى اكثر من موضوع في موضوعك ………
شكراااا كثير
العميد برهان ابراهيم
مقالتك رائعه
متضمنه رأي مع شواهد حقيقيه
مع الشكر
العميد برهان ابراهيم
بارك الله فيك وفي قلمك …. كلمات رائعه وموضوع أروع.
بس بدك مين يفهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومنرجع ومنقول … الله … نصرالله … والضاحيه كلها
اكاد لا اجد الكلمات التي تعبر عن اعجابي بكلمات المقاله شكرا جزيلا:D
لن اعلق على الموضوع بشكل عام …فشهادتي مجروحه
بل سأحيّ قلما لم يشل ضميره الحي بعد …
ولم تؤثر عليه الرتب بلتخاذل وطمس الحقيقه المتقاعدة برفوف حماتنا…وهذاالمفروض
نحن بحاجه لهذه الأقلام وخاصة بنورت…
فأرجو ان لا تحرمنا منها…شكرا لك ايها الكريم.
***
وهذا مثال حي عن الفارغين الرؤوس الذي تحول لساعي بريد…
***
بيروت : شكل الكلام الصادر عن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اليوم والقائل إن المعلومات التي تكونت لديه خلال وجوده في نيويورك قبل أيام، والمستقاة من مسؤولين أميركيين تفيد باتجاه المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى إرجاء قرارها الظني المرتقب صدوره عنها والمتضمن كما يتردد، اتهاما لعناصر من “حزب الله” بالضلوع في هذه الجريمة الى العام المقبل، مفاجأة لدى الاوساط الرسمية والسياسية كون هذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها مسؤول عراقي بهذا المستوى عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، متسائلة في الوقت نفسه عن السبب الذي دفعه الى ذلك وما إذا كان هناك من رسالة أراد الاميركيون ايصالها الى من يعنيهم الامر عبر رئيس الدبلوماسية العراقية.
واذا كان ما جاء به زيباري من اميركا يتقاطع مع ما سبق لجهات لبنانية رفيعة المستوى على علاقة بعمل المحكمة الدولية ان ما كشفته قبل ايام عن عدم صدور القرار الظني المرتقب هذا العام، فانه اُدخل بالتالي حلبة الصراع الدائر بين فريقي الاكثرية والمعارضة وساهم في اتساع رقعة الخلاف بينهما حول المحكمة ونظرة كل منهما اليها، حيث ترى الاولى انها نزيهة ومحترفة وقادرة على كشف حقيقة من قتل الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، فيما تعتبرها الثانية أداة بيد الإدارة الاميركية وحليفتها اسرائيل اللتين تستغلانها للقضاء على المقاومة.
***
لا تعليق
مقالة رائعة أخ .برهان إبراهيم تعبر عن واقع مخزي ، ودكتاتورية مقنعة ، تتمسح بأقنعة الدين والوطنية ، وشتان بينهما كبير ، ماحدث ومايحدث ليس وليد المصادفة بل نتاج حقيقي للأساليب التعصفية القمعية الموجودة ، فأصعب شىء بالحياة هو أن تخرس وتكتم صوتك عندما تريد ان تصرخ ويعلو صوتك بالكلام .
كلمة كفى لم تعد تكفي ، ولن أكون متشائماً بل واقعياً إذا قلت لك أن الجيل الحالي من الأمة مسحوا هويته وإستأصلوا إنتمائه ، واصبح الركض خلف العربة هو مبلغ الرضا وقمة الإشباع .
من مقالك هذا أدعو كل شخص أن يربي أبناؤه من الأن على بلورة شخصياتهم وعلى حرية التعبير ، وأن يكون قائداً وليس مقاداً أو منقاضاً ، فما تزرع تحصد ، والساكت عن الحق شيطان أخرس ويبدو أن لدينا منهم الملايين .
تحية لك على مقالك لعله يكون صحوة لقلوب ميتة ، وجرس تنبيه لعقول غافلة .
عفواً للتصحيح
يكون قائداً وليس مقاداً أو منقاداً
اخ برهان ابراهيم كلامك واعد وواقعي بعيدا كل البعد عن التعصب والتشرزم وهو حقيقة واقعة يعلمها الجميع ولكن يتجاهلها التبعيون,في كلامك وعي ان دل يدل عن ان رتبتك ونجومك افتخرت بك وكنت اهلا بها .