المعارضة في قمعستان ..!!

مرسلة من صديق نورت مأمون

في قاعة العرش الواسعه ،، وعلى العرش المطعّم بالذهب ،، جلس ملك بلاد قمعستان ،، كما سماها الملك نفسه ،، وأمامه يقف الوزير ينتظر مليكه أن يبدأ الكلام ..!!
الملك : أيها الوزير .. أتاني خبر أن وفداً من دول الطرف الآخر من البحر سيقوم بزيارة لنا ،، ومعه مجموعة من هؤلاء الذين يلتقطون الصور وعملهم الكتابه ( الصحفيين ) .. كم امقتهم .. وسمعت أنهم يروجون في بلادهم أنني أقمع شعبي ،، ولا أسمح لأحد أن يعارضني ..
الوزير : خسئوا وخابوا .. كرم جلالتكم لا حدود له ..!!
الملك : لا أعرف من أين يأتون بهذه الأخبار .. أنا أقمع شعبي ؟! إن كلمة ” قمع” تُسبب لي حساسية ..
الوزير : إنهم موتورون أيها الملك ،، وحاقدون على جلالتكم بسبب حب شعبكم لكم التي يفتقدونها في بلادهم ..
الملك : نعم نعم .. اعلم .. اسمع أيها الوزير .. لن نترك لهم مجالا للكلام وبث الدعايات .. عليك أن تجد معارضين وتعرضهم حتى يراهم هؤلاء الزوار ويعلمون أنني ملك ديمو…. لا اعرف ما هي كمالة الكلمة .. المهم … انصرف ونفذ ما أمرتك به ..
الوزير : امر مولاي الملك .
ينصرف الوزير ويستدعي مستشاره على العجل .. وقد ركبت الهموم رأسه ..
الوزير : أيها المستشار .. ما أظنني إلا مقتولاً عما قريب ..الملك يريدني أن أجد معارضين له .. أين ساجدهم هؤلاء؟
المستشار : معك حق أيها الوزير . لا أظنك تجدهم ،، مع ان كل سكان بلدتنا يتمنون الموت على هذه الحياة التي يحيونها .. إلا أن لا أحد فيهم يتمنى الموت على يد الملك ..!!
الوزير : لقد فكرت ملياً ، وتوصلت الى فكرة … بكم سعر الخبز ؟
المستشار : لا أدري
الوزير : لا دريت ولا أدراك الله ..
المستشار : أعتقد أنه بقاموعة ( القاموعة اسم العملة الوطنية كما سماها الملك )
الوزير : حسناً .. اجعله بقاموعتين .. ولنرى ما سيحدث.
نفّذ المستشار ما طُلب منه .. إلا ان الوضع لم يتغير .. وتقبل الشعب الزيادة وهم مبتسمون
الوزير : يبدو أن الزيادة لم تكن كافية .. اجعل الخبز ب 5 قاموعات ..!!
لكن بقي الوضع على حاله .. وبقي الشعب مبتسماً ..
الوزير ( يشد شعره ) : اجعله بــ 15 قاموعة ..
وبقي الابتسام مسيطراً على الموقف ..
الوزير : يا إلهي .. أي شعب هذا ؟
ركض الوزير باتجاه الحائط فوجده بعيداً عنه فاستدار واتجه نحو الحائط القريب وضرب رأسه فيه أربع ضربات ( مع مراعاة ألا يؤذي نفسه ) ثم عاد ..!!
الوزير : ماذا أفعل بهم ؟ أهم بشر ام حيطان ؟؟
المستشار : إن ملكنا فحلٌ والله ..!!
الوزير : سأربيهم . اسمع ارفع الخبز إلى 20 قاموعة ،، وكل من يريد شراء الخبز يجب أن يُرفع فلقه ( يُضرب على قدميه بعصا ) ..
وبدأ تطبيق القرار .. وبدأ الناس يصطفون امام الأفران لياكلوا فلقة ويشتروا خبزاً ..
ومن وسط الصف سُعمت همهمة تقول : يا أخي هذا لا يجوز ..!!
وانطلق الاعلاميين والمذيعين كالسيل باتجاه صاحب الصوت يتقدمهم مذيع التلفزيون الحكومي .
المذيع الحكومي : نعم .. نعم .. إنه مواطن مُعارض .. فلتسمع الدنيا .. وليسطر التاريخ ..
المذيع : أيها المواطن المعارض ،، هل لنا ان نعرف على ماذا تعترض ؟! ..
المواطن ( مبتسماً للكاميرا ) : يا أخي .. إن لدينا اعمالاً ومشاغل .. فليعينوا رجلاً آخر يقوم بالفلقة حتى ننتهي من شراء الخبز ونعود لأعمالنا بسرعة ونُساهم في بناء بلدنا تحت ظل ملكنا ..!!

ولكم مني كل الود والورد …!!
* الفكرة مُقتبسة * ..