علماء أسلموا … 6 – إتيان دينييه ..!!

مرسلة من صديق نورت مأمون

لم أختر لكم اليوم عالماً من العلماء ، ولا طبيباً ولا مفكراً .. وإنما اخترت أن اتحدث عن مجال آخر فيه الكثير من رهافة الحس وسعة الخيال ،،، إنه الفن .. ولكنه ليس أي فن .. وإنما فن راقٍ يتمتع صاحبه بجمال الروح ورهافة الحس .. وهو فن الرسم ..
شخصيتنا اليوم هو الرسام العالمي المشهور “” إتيان دينييه “” .. فلنتعرف عليه أكثر .

“ألفونس إتيان دينيه” قبل إسلامه وبعده”نصر الدين دينيه” فنان عالمي من مواليد باريس سنة 1861 لأبوين امتهنا
المحاماة إذ كان والده محاميا لدى محكمة “السان” وجده المهندس ابن وكيل الملك في “فونتان بلو” بعد حصوله على البكالوريا قُبل في مدرسة الفنون الجميلة بباريس التي بزغ نجمه لدى تخرجه منها بنجاح “الأم كلوتيد”أول أعماله في صالون عام 1882 بباريس.أبدع في أول زيارة له للجزائر لوحته”صخرة صاموا” التي نال من خلالها لوحة شرف سنة 1883 فتوجه قصر الصناعة بوسام ثالث سنة1884 بمنحة في زيارة ثانية للجزائر استمرت طويلا جاب فيها الجنوب الجزائري استوحى منها أروع لوحاته متأثرا تأثرا عميقا بما تركته المناظر في نفسه منها “سطوح الأغواط-سحرة الثعابين-الفتيات العربيات-المتربصون”،وقد حظي رسمه بالتقدير من قبل النقاد في عالم الفن واشترت متاحف كبرى العواصم آثاره مثل متاحف برلين وباريس وسيدني وطوكيو.
استقر إتيان دينيه بدءا من سنة1905 في بوسعادة وظل يتردد على فرنسا في زيارات،وتعرف على شاب جزائري يدعى”سليمان بن ابراهيم باعامر” وتوطدت علاقتهما حتى صار شريكه في حياته الفنية والفكرية ومرشده في كل مكان في رحلاته عبر الصخراء حيث تعلم العربية وتعرف على عادات وتقاليد الشعب الجزائري وأحب الدين الاسلامي حتى اعتنقه سنة1913 وصار حينها “نصر الدين دينيه” مما عرضه لحملة خفية شُنت ضده بخاصة عند اصراره على اسلامه حتى وُصف “بخائن الغرب”
وعن عمر يناهز 68 عاما(سنة1929) أتم نصر الدين دينيه شطر دينه بالحج إلى مكة المكرمة،وفي جدة خط ما عايشه وماخالط روحه قائلا:”هذه الرحلة تركت في نفسي انطباعات لم أشعر بما هو أسمى منها في كل حياتي،فلا أحد في العالم يمكنه أن يعطي فكرة عما شاهدته من جوانب هذه العقيدة الوجدانيه من حيث المساواة والأخوة بين حوالي 250ألفا من الناس من مختلف الأجناس كانوا مزدحمين الواحد بجانب الآخر في صحراء موحشة”. وفي السنة ذاتها رزح دينيه تحت نوبة مرض قضت على حياته ونقل جثمانه في 12 جانفي 1930 ليرقد في جوار صديقه سليمان بن ابراهيم في مقبرة حي “الدشرة القبلية”بمدينة “بوسعادة” إذ كان قد أشار الى رغبته في أن يدفن فيها في وصيته التي كتبها سنة1913 :” هذه رغباتي الأخيرة فيما يخص جنازتي يجب أن تشيع جنازتي طبقا للتعاليم الإسلامية ، لأنني اعتنقت الإسلام بكل إخلاص منذ عدة سنوات و كرست كل منجزاتي و مجهوداتي لتمجيد الإسلام .. يجب أن تدفن جثتي في المقبرة الإسلامية بمدينة بوسعادة التي أنجزت فيها القسم الأعظم من لوحاتي ، إذا كانت وفاتي في بلاد أخرى فيجب أن تعاد جثتي إلى بوسعادة و تكون تكاليف النقل من تركتي و إذا وافاني الأجل في باريس و لم يتواجد أي مسلم لإقامة صلاة الجنازة ، فإن جنازتي يجب أن تكون مدنية فقط ريثما تشيع جنازتي حسب التعاليم الإسلامية في بوسعادة..إن هذا التصريح يلغي جميع القرارات التي ربما كنت قد اتخذتها في تاريخ سابق باريـس 05/12/1913″.
لم يكن “نصر الدين دينيه” مبدعا في الرسم فحسب بل تعدت آثاره التي تركها إلى المؤلفات الأدبية والتاريخية إذ كان مولعا بالبحث والمطالعة والحقيقة،وتشهد مؤلفاته الفردية أو التي نشرها مع صديقه سليمان بن ابراهيم على رغبته تصحيح آراء معاصريه فيما يتصل بنظرتهم الخاطئة إلى الإسلام.ففي كتابه”الشرق في نظر الغرب” تصدى للرد على عدد كبير مــن المستشرقين الغربيين الذين كانوا يتهجمون على الدين الإسلامي عن جهل أو عن فهم سقيم . و بعد عدة شهور من وفاته صدر له كتابه الشهير ” الحج إلى بيت الله الحرام ” و هو أكبر شاهد على ورعه و تقاه وعلى سعة إطلاعه . علما أنه ترك لنا أيضا كتابه الشهير ” محمد رسول الله ” الذي من ترجمة كل من الدكتور عبد الحليم محمود و كذا الدكتور محمد عبد الحليم و كان قد وضع مقدمة هذا الكتاب الشهير.. شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود في مارس 1956.
وهاهي أنوار الاسلام ،، قد دخلت قلب العالم في مختبره .. وقلب الطبيب في عيادته ،، وقلب المفكر وهو بين كتبه ،، وقلب العابد في صومعته ،، وقلب الفنان في مرسمه .. فانفتحت قلوبهم وأبصارهم وعقولهم للحق ،، لأنهم كانوا يبحثون عن الحق فلما وجدوه لم يفلتوه ..
ولكم مني كل الود والورد ..
أخوكم .. مـــــأمون .

“” ملاحظة : كل الشكر للأخت التي ساعدتني في اعداد الموضوع “” .