مرسلة من صديقة نورت nor & salam

د. نعمت عوض الله
قديما كانت جدتي تقول: جوزك على ما تعوديه..!

كانت جداتنا -وأغلبهن أميات- يملكن هذا الكيد النسائي المحبب الذي مكنهن من التعامل والتناول اليومي مع زوج كان قويا جبارا، لا تملك لدفع تصرفاته قوة، فلماذا فقدت أجيال الإناث المتعلمات المثقفات هذه الخباثة اللطيفة والمعروفة بـ”كيد النسا”.

بما أننا لسنا بصدد مناقشة الأسباب والمسببات لتحول الزوجات حاليا إلى “أخ فاضل” يناقش ويحاور ويتشاحن، بل نحن وبكل بساطة نعرض لواحدة من وسائل الخباثة الخفيفة، ونهدف منها هنا إلى جر الزوج جرا للخروج معك أنت زوجته إلى مكان آخر غير “عند مامتك أو عند مامته”.. أو في أحسن الظروف عند أخته.

هي طريقة جربتها بنفسي منذ ثمانية وعشرين عاما وعلمتها ابنتي، وقد آتت ثمارها ولله الحمد.. فلعلها تنفعكن أيضا:

1- المزاج

أولا تعالي يا ابنتي نتفق أن الرجل متعب ومرهق في عمله بوجه عام، وعادة يكره الشارع والقيادة أو ركوب المواصلات بعد ساعات العمل..

طيب لماذا يقفز نشيطا مثل الفراشة إذا كان الخروج مع أصدقائه؟

ببساطة يا ابنتي لأن أصدقاءه يتفقون معه في المزاج، لا يطالبونه بأن يحيا الفانتازيا الخاصة بهم.. بتاعة ضوء القمر والموسيقى الشاعرية أو الأمسيات الثقافية أو… أو… الخ.

إذن الخطوة الأولى تعرفي على مزاج زوجك:

هل هو من عشاق الكرة؟ هل هو شخصية مثقفة تتابع الآثار والمتاحف؟ هل هو فنان يبحث عن المعارض وقاعات الأوبرا؟ هل هو…؟؟ هل هو…؟؟

قد تسأليني: يعني أتعلم الخباثة من أجل أن أمضي الليلة أتفرج على الماتش؟؟ الله الغني.

اصبري يا ابنتي فبداية الطريق العادة.. وسأضرب لك أمثالا حقيقية.

2- المشاركة

زوجي عاشق لكرة القدم لدرجة أن ينسى الدنيا كلها إذا كان هناك أي ماتش، ولدرجة أننا مشتركون فى كل القنوات الرياضية من أول الدوري الإنجليزي والبوندس ليجا (الألماني) إلى دوري أندية الدرجة الثانية.

في بداية زواجنا كان يتركني وحدي أغلب الأيام ليشاهد الماتش مع أصدقائه في بيت أحدهم أو على القهوة.. وطبعا لم يكن يعجبني هذا الوضع.

وبدأت خطتي..

في إحدى الليالي أعددت عشاء خفيفا وطلبت منه أن يدعو أصدقاءه لمشاهدة الماتش في بيتنا.. طبعا لم أجلس معهم وكان زوجي يدخل إليّ في المطبخ ليحصل على الطعام والشراب والعصائر.. حبست نفسي فيه ليلة طويلة وأنا أرتدي أحلى ثيابي وأتعطر بأحلى عطوري.. وافتعلت الدلال لدرجة أنه راودني فدفعته قائلة له: المرة الجاية نتفرج من غير عوازل.

وكانت هذه بالنسبة إلي هي الخطوة الأولى، وقد نفذت وعدي، فتفننت في التأنق، وحضرت له العشاء وجلست إلى جواره أجامله في كل هتاف وكل صراخ وكأني أفهم.

لم تكن الشاشات العملاقة معروفة بعد، ولكن الأندية كانت تعرض المباريات المهمة حتى العالمي منها.. اقترحت عليه يوما أن نذهب معا للنادي لنشاهد إحدى المباريات فوافق.. طبعا التقينا ببعض أصدقائه ولكني ظللت بجواره وكأني ألوذ به منهم.. بعد أن انتهوا من التعليقات والصراخ والنقد وكل ما يفعله أصحاب الهوس الكروي همست في أذنه: اعمل حسابك نتمشى شوية قبل ما نروح.

طوال مشوار المشي كان يشرح لي كيف أضاع فلان هدفا، وكيف تغابى علان وأضاع هدفا، وأنا أبتسم بملء فمي وعيناي مع أني لا أفهم أي شيء.. والحقيقة أني لا أهتم.. هل أنا غبية؟ طبعا لا.. أنا حصلت على زوجي كاملا، فقد كان يتحدث بانفعال حقيقي، وعيناه تلمعان.

تكررت نفس النوعية من الخروج، ولكني لم أعد بحاجة أن أطلب منه أن نتمشى، كما أنه أصبح إذا نوى أن يشاهد المباراة مع أصدقائه يعتذر إلي ويعدني أن يعوضني ويترك لي حرية الاختيار، وبما أني من عشاق النيل فقد كنت أختار دائما مطعما عائما أو مجرد نزهة في فلوكة.

3- الدلال

إذن أولا: تعرفي على مزاجه.

ثانيا: حاولي أن تشعريه بأنك تحترمين هذا المزاج وتحاولين أن تفهميه لتشاركيه فيه.

ثالثا: الدلال الأنثوي سلاح فتاك.. الدلال وليس العري؛ فالعري يجعلك فاتنة مرة ثم يفقد أثره، أما الدلال فلا ينتهي أثره.. وحتى نرى الفرق معا حاولي أن تدركي الفرق بين هند رستم وهيفاء وهبي.

وأخيرا، إذا بدأتِ حوارَكِ معي بكلمات من عينة: ولماذا لا يحاول هو أن يفهم مزاجي ويشاركني فيه؟؟ لماذا علي أنا أن أحاول دائما؟؟

فسأقول لك ببساطة: من يرد يحاول.

هو يستطيع أن يكتفي بك زوجة وامرأة ولا يشعر أنه ينقصه شيء حتى لو لم يشاركك مزاجك، أما نحن النساء فنحتاج إلى المشاركة والتعاطف.. تريدينها؟؟.. إذن فابذلي قليلا من المجهود وستحصلين عليها إن شاء الله.

مثلا زوج ابنتي عاشق للسينما (1- المزاج) وليس أي أفلام؛ بل أفلام المخلوقات الفضائية التي تنشر الدماء على الشاشة.. وكالعادة (2- المشاركة) ذهبت ابنتي معه بعد أن تعلقت به في البيت بكل دلال وميوعة: لو خفت يا حبيبي امسك ايدى.. اتفقنا.

ولم تنتظره أن يمسك يدها بل (3- الدلال) تعلقت بذراعه ويديه في السينما وألقت برأسها في الظلام على كتفه.. وبعد انتهاء أول فيلم تكومت بين ذراعيه في الفراش مثل القطة وهو يضحك عليها ومنها.

وبدأ يقلق عليها من هذا الخوف.. والحقيقة لم يكن هناك خوف بل قرف.. وكانت جملتها الوحيدة: بحب اكون معاك.. مش مهم فين!! وهكذا حصلت على رغبته في الخروج معها.
فقط تذكري دائما أن زوجك أهم عميل في حياتك، والحصول على رضا العميل هو مفتاح النجاح لك أنت وليس للعميل، والحكمة الذهبية لجدتي: “مفيش حلاوة من غير نار

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫59 تعليق

  1. فعلا أخ جنتل، الزواج الثاني يخلق متنفسا للزوج، لكنه لن يحل أبدا مشكلة البيت الأول بل يزيده مشاكل
    وهذه أحد أسباب رفض الزوجات للتعدد، أن يتخذه الزوج وسيلة إذلال للأولى أو اعلانا لتقصيرها، فكيف نطلب منها قبوله؟
    لما كان التعدد مقبول اجتماعيا، لم نسمع بزوج أهان الأولى ليتعاطف معه الجميع ويبرر زواجه، لهذا كن يقبلنه رغم وجود الغيرة

  2. أخ شطيطحة، سعادة مؤقتة، لكنها دين وسترد لصاحبها لاحقا إن في زوجته أو أولاده

  3. “”شئ آخر، الأحوال اليوم تبدلت، فما عاد سي السيد آمرا مطاعا كما كان، فالزوجة اليوم تعمل وتقبض راتبا، وتصرف مثله وأحيانا أكثر، وملكية الشقة أصبحت مناصفة، والقرارات لا تسري إلا بموافقة الزوجة، ولو قال كلمة قالت عشرة، فأصبح الزوج يرى رجلا معه، وغابت عن الأنثى أنوثتها بدعوى الثقافة وقوة الشخصية، وهذا ما دعانا لنشر هذا الموضوع…فالمادة أفسدت على المرأة أنوثتها وعلى الرجل قوته وقيمومته..وغابت بذلك المودة ولم يتحقق السكن””
    يسلم فمك يا nor & salam ولتخرس بنت لندن™

  4. وقال الثالث : أنا أطالب بحقي في الاستمتاع بزوجتي في الوقت الذي أريد , وليس بالوقت التي هي تريد كما أطالب بأن تتفاعل معي .
    ———————————————
    هنا لب الموضوع واساس كل خلاف زوجي إنه موضوع خطير ما ذكرته يا نور لكن من المستحيل مناقشته هنا

  5. هههه،خُلق الإنسان والشكوي والتذمر من طبعه،والله لو الزوجه تقيد أصابعها العشره فل وورد وياسمين لوجد فيها الزوج عِلّه والعكس صحيح،وعموماً التفاهم والموده الدائمه يوجدوا الملل والزهق،مافيش احسن من البهارات اللي تولع الدنيا كل فتره وبعدها يتصالحوا عشان تتجدد المشاعر كل شويه.شكراً نور وسلام علي الموضوع ولواني أؤيد بنت لندن في انه لا يجعل المرأة علي طبيعتها ويمكن يجيلها الضغط والسكر من كتر التصنع،ولو بطلت التمثيل ده هاترجع ريما لعادتها القديمه وهو يروح يتفرج علي الماتش مع اصحابه وترجع هي تغني ظلموه.

  6. بيقولوا امهاتنا وجداتنا مش متعلمين ,والله هالجدة ولا اعظم برفسورة بعلم الأجتماع ,نصائح جيدة ولكن هل تنفع بكل مكان وزمان !!
    شكرا نور

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *