مرسلة من مأمون
بسم الله الرحمن الرحيم ..
في الموضوع سابقاً رأينا كيف أن الأمير أبو اللمتوني تولى امارة المرابطين .. وكيف نشات فتنة بين قبيلتي ” لتمونة ” و ” جداله ” وكيف توجه مع قسم من المرابطين لوأد الفتنة وترك على امارة المرابطين ابن عمه .. وكيف ذهب بعد ذلك إلى السودان وأفريقيا ليقوم بالدعوة الى الاسلام بين القبائل الوثنية .. وعندما عاد بعد 15 عاماً وجد ان ابن عمه قد بسط سلطان المرابطين على المغرب العربي بكامله ..
*******
عاد أبو بكر بعد رحلة الجهاد الطويلة في افريقيا .. ليجد ابن عمه الذي تركه على امارة المرابطين ولم يكن يُسيطر إلا على جنوب موريتانيا .. وجده قد بسط سُلطان المرابطين على السنغال وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس .. وأن عدد المرابطين قد أصبح أكثر من مئة ألف فارس ..فمن هو ابن عم أبو بكر الذي فعل كل هذا ؟؟
إنه أمير المسلمين وناصر الدين ” يوسف بن تاشفين ” ..
يصفه الذهبي في (سير أعلام النبلاء) فيقول: كان ابن تاشفين كثير العفو، مقرّبًا للعلماء، وكان أسمر نحيفًا، خفيف اللحية، دقيق الصوت، سائسًا، حازمًا، يخطب لخليفة العراق … ووصفه ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) بقوله: كان حليمًا كريمًا، دَيِّنًا خَيِّرًا، يُحِبُّ أهل العلم والدين، ويحكِّمهم في بلاده، ويبالغ في إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدُهم خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبُه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يُحِبُّ العفو والصفح عن الذنوب العظام.
عندما شاهد أبو بكر ما فعل يوسف بن تاشفين ..بادر لأمر لا يحدث إلا في الاسلام ..قال لابن عمه : أنت احق بالحكم مني . انت من فعلت كل هذا فانت الذي يستحق الامارة ، أما أنا فساعود الى أفريقيا لاكمل مهمة الدعوة إلى الله .
لقد تنازل ليوسف بن تاشفين عن امارة المرابطين .. وعاد هو إلى مجاهل أفريقيا يدعو الناس .. واستطاع أن يدخل الاسلام الى غينيا وسيراليون وساحل العاج والى الجابون وافريقيا الوسطى وبوركينا فاسو ونيجيريا وغيرها … فكل مصلّ وصائم وذاكر في تلك البلدان هو في ميزان حسنات أبو بكر اللمتوني .. فجزاه الله عن الاسلام خيراً .
لم يكن الحال في الاندلس القريبة كالحال في المغرب ..كان الحال في الأندلس وقتها مزرياً فعلاً .. فقد كان الأندلس مُقسّم إلى دويلات ( 22 دويلة ) وتُعرف تلك المرحلة بمرحلة ” ملوك الطوائف ” .. فكل حاكم أو ملك يسيطر على جزء من أراضي الاندلس ..بالاضافة الى المناطق التي يُسيطر عليها النصارى في الشمال ..والأدهى من ذلك أن هؤلاء الملوك كانوا في حرب دائمة مع بعضهم .. كل منهم يسعى للسيطرة على الآخر .. وكانوا للأسف يستعينون بالنصارى ضد بعضهم البعض ..وكانوا يدفعون لهم الجزية
من هؤلاء الملوك كان حاكم “اشبيلية وهو” المعتمد بن عبّاد ” ..
أتته سفارة من الحاكم النصراني ألفونسو يرأسها يهودي .. لان المعتمد كان قد تأخر في أداء الجزية له .. واتاه بمطلب آخر .. هو أن الملك النصراني يُريد أن تلد زوجته في مسجد قرطبة لان الأطباء نصحوه بذلك … ولم يكن أمام المعتمد إلا ان يرفض .. واذا باليهودي وهو مجرد رسول يرد على المعتمد ويُهينه في بلاطه ..!!
وببقية من حمية .. قطع المعتمد بن عباد رأس اليهودي وصلبه ..
فلما وصل الخبر إلى الفونسو هاج وماج .. وأرعد وازبد .. وحشد الجيوش وسار إلى اشبيلية وضرب حولها الحصار .. وتبادل مع المعتمد الرسائل .. ولكن يهمني ان انقل لكم آخر رسالة أرسلها ألفونسو إلى المعتمد .. فقد كان نصها :«كثُر بطول مقامي في مجلسي الذِّبَّان[الذباب]، واشتدَّ علي الحرَّ فأتحِفْنِي من قصرك بمروحة أُرَوِّح بها عن نفسي، وأطرد بها الذباب عني».
يريد ان يقول له .. أنا لا أراك لا أنت .. ولا جنودك .. ولا حصونك ..وكل ما يهمني هو الذباب ..!!
وصلت الرسالة إلى المعتمد .. وفهم مغزاها وما بها من سخرية .. فقلب الورقة وكتب رده .. وكان عبارة عن سطر واحد … لما قرأ ألفونسو الرد .. شحب وجهه وجمع جيشه وعاد من حيثٌ أتى ..!!
ماذا كان رد المعتمد الذي اخاف ألفونسو إلى هذه الدرجة وجعله يفك الحصار ويعود أدراجه ؟؟؟ سنعرف ذلك في الموضوع القادم إن شاء الله ..
لكم مني كل الود والورد ..
أخوكم مأمون ..!!
المرجو التصحيح ، قبيلة لمتونة وليست لتمونة. لا ادري لماذا حينما يتعلق اي شئ بالمغرب لا يتم التحقيق من اسماء المدن والمناطق فهذا يكتب مدينة الصويرة ” الصاورة” وذاك لمتونة ” لتمونة “
مرحباً أخي مصطفى .. اعتذر منك على الخطأ غير المقصود .. طبعاً هي قبيلة لمتونة … سامحنا أخي ..
شكراً لك …!!
لما انتم مش متاكدين من الاسم بتغلطو ليه متعرفوش ان الغلط في الايام دي حرام وجل من لا يخطئ بردو ولا ايه
موضوع جميل متشكرين يا اخ مامون
الاندلس ده فين بالظبط عاوز حد يشرحلي لمؤخذه وايه علاقته في القصه ومتشكره بردو اوي
يوسف بن تاشفين من اولئك الذين أتاهم المجد طوعا لان سعيه كان من اجل اعلاء كلمة الله لا غير فلا قبلية ولا عرقية حركته…فما احوجنا اليوم مغربا ومشرقا عربا وعجما الى يوسف بن تاشفين في اعماق كل مسلم.وما احوجنا كذلك الى حاكم مثل ابي بكر اللمتوني يترك رئاسة القوم لمن هو اهل لها بدل التفاخر بانجازاته الوهمية كما يحدث في ايامنا هذه.
اخي مصطفى فوتها هاد المرة الغلطة الجاية من مامون نعلقوله حبل المشنقة.
شكرا مامون على جهدك الذي تستحق عليه الشنق حتى الشنق شنقا.
صحيح يا لبنى .. وتاكيداً لكلامك لما سألوا يوسف بن تاشفين لمَ لقبّت نفسك بامير المسلمين وليس امير المؤمنين ..فقال : معاذ الله . هذا لقب خلفاء بني العباس ….. وإنما انا رَجُلُهم هنا ..””
رغم ان الخلفية العباسي في زمن يوسف بن تاشفين لم يكن يُسيطر إلا على بغداد … ولكن يوسف بن تاشفين لم يكن يريد مجداً لنفسه او ألقاباً ..وإنما كان يريد وحدة المسلمين وجمعهم وليس زيادة فرقتهم ..
جزاكِ الله كل خير ولكِ مني كل الود والورد ..!!
من المفارقات الغريبة ايضا هنا ان زمن وحدة الدولة الاسلامية وقوتها في المشرق كان المغرب مشتتا ثم حدث العكس تشتت المشرق في حين بدأ المغرب يجمع اشتاته ويتوحد اما الان …
شكرا مامون قدمت لك مشنقة وقدمت لي ودا ووردا
ميرسي مــأمـون …جزاك الله عنا كل خير…و عيدك سعيد.. و كل سنـة و إنت طيب…لك منا كل الود…
نعم لبنى .. كلامك لا يخلو من الصحّة .. وغدا بعد انهيار دولة المرابطين ومن بعدها الموحدين .. سيتوحد الشرق على يد الزنكيين ومن بعدهم الأيوبيين ..!!
كل عام وانتِ بخير اختي مريم .. تقبل الله منا ومنك .. والحمدلله على سلامتك ..!!
ذا كان رد المعتمد الذي اخاف ألفونسو إلى هذه الدرجة وجعله يفك الحصار ويعود أدراجه ؟؟؟ سنعرف ذلك في الموضوع القادم إن شاء الله ..
ننتظر يا مأمون شوقتنا لمعرفة الرد شكرا أخي الغالي والمحترم
كل عام وانتِ بخير اختي هند وتقبل الله منا ومنكم ..!!
شكراً اختي لمرورك وكلامك الطيب .. ولكِ مني كل الود والورد ..!!
ككل حلقة تكتبها سأنتظر التي تليها .. مشكور على جهودك مأمون ,, بارك الله فيك وجزاك كل خير عنا ولك منٌا كـــل الـــود والـــورد ..!
مصطفى .. يا أخي كل كلمة الها وزن ، ياريت لو يكون طرح رأيك فيه لطافة أكتر .. تقبل مروري ..!
شكراا مامون قصه جميله
كارولينااااااا اهلين
اهلين فيكي ام السوووس ^ـ^
الله لا يفقك على هذ التشيوق يا ميمو هههههههههههههههههههههههههههه
احنا طلبنا تكملها في حلقة وحدة قمت شعليلتها و زدتها تشويق هههههههههه
مشكور كثير اخي
كل عام وانتِ بخير كاروليناااااا والحمدلله على سلامتك …
شكراً ألك على المرور والتشجيع … ولكِ مني كل الود والورد !!!
شكراً سوزي على المرور .. كل عام وانتِ بخير
سمير .. كل عام وانت بخير … خلص خيووووو ما تزعل رح نخلصك من الحلقات قريباً ههههه
شكراً لمرورك ..!!
عيد مبارك سعيد أخي مأمون,,,مواضيعك مفيذة أخي بارك لله بك
مـأمــون…من أين تأتي لنا بكل الورود التي تهديها لنا…إنت جنايني؟؟ هههه لا تزعل حابة أضحك معك…
عيدك مبارك يوسف … شكراً ألك على المرور ..
مريم هههه كتير انسألت هالسؤال .. بس طبعاً الورد كلو عم يفتّح من كلامكم الطيب ..!!
شكراااا لك مأمون…تسلم…كلامك هو الطيب…
المدعو: “مصطفى” ….
هذيك المرة دخلت وشتمت اخت عزيزة وقبلها شتمت الاخت كاتيا
والان قاعد تتكلم مع مامون بطريقه همجيه ..
ما اسمحلك واستحي على حالك والحق مو عليك الحق على نورت الي ناشرتلك التعليق..
اخي مامون .. انا اعتذر لك بالنيابه ..
ولو ضغط على اسم اول تعليق لوجدته انه معلق تعليق واحد فقط وعلى موضوعك وهذا يبين مدى حقارة الشخص الا وهو .. ان كل ما يشتم معلق على اسمي يغير ايميله .. وحصل قبل مع الاخت كاتيا .. الله يذكرها بالخير .
الموضوع رائع وكما قلت من قبل تاريخ الاسلام حافل بالانتصارات العظيمه والمفرحه والجميله ..
شكرا اخي مامون وكل عام وانت بال فخير .
قويه بالآخر يا مأمون وحرفية التشويق ما زالت مستمرة,,بيني وبينك طلبت من اونكل غوغل يسعفني بالجواب ما مشي الحال ,,يعني مضطرة انطر الحلقه الخامسه ,,
ولفت نظري بالمقطع الأخير او الرد المنتظر والمحجوب عمدا من قبل الكاتب مأمون بأننا نستطيع ان ننسبه الى الأجوبه المسكته التي تناولها الأخ المنذر في موضوعه ٠٠الإجابات المسكته ٠٠
شكرا مأمون,, وانتبه للأغلاط احسن ما تدخل التاريخ من الباب الخلفي ^_^!
ابو بكر اللمتوني و يوسف بن تاشفين وجهان لعملة واحدة كان هدفهما خدمة الإسلام.
شكرا اخي مأمون
مصطفى .. اعلم أن التعليق الأول ليس لكَ وهذا واضح من الأسلوب .. يبدو أن الأخ مصطفى صاحب التعليق الأول قد فاض به الكأس من كثرة الأخطاء التي يقع بها المشرقيين عندما يتناولون قضايا المغرب ..لذلك أنا أعذره ..
حيّاك الله أخي العزيز ..
إلين ..الحمدلله أن عمو غوغل ما أسعفك حتى تستمري في المتابعه ..^_^
بالنسبة للجواب لن أقول لكِ أي شيء حوله حتى يبقى التشويق مستمراً ههه
حيّاكِ الله ..
حنان ..صدقتِ كانا وجهان لعملة واحدة هي عملة الاسلام ونصر هذا الدين .. وكم نحن بحاجة إلى قادة امثالهما ..!!
حيّاكِ الله ..
الأخ مصطفى صاحب التعليق الأول قد فاض به الكأس من كثرة الأخطاء التي يقع بها المشرقيين عندما يتناولون قضايا المغرب ..لذلك أنا أعذره ..
………
كنا في التاريخ صرنا في الدبلوماسية… هههههههههه
وشكرا مامون على الاختيارات الموفقة للمواضيع…
نساللالله ان يرزق الامة بامثال احد اليوسفيين لتغييرواقع الامة الفاسد المتشرذم الممزق الى النهوض والوحدة!!
حياك الله اخي الراصد .. ليست دبلوماسية بقدر ما هي ” ألتمس لأخيك العذر ” ..
شكراً لك على الكلام الطيب .. وأسأل الله ان يستعملك في إنهاض هذه الأمة ..!!
مأمون في مجال تبعتلي الحلقات كلها عالايميل هههه.. مجرد مزح فقط لكنك بالفعل شوقتنا يا رجل…
بارك الله بك…
هههه جنتل … الفكرة معقولة بس بدك تدفع ^_^ ..
شكراً خيو على المرور والكلام الطيّب …
كان ابن تاشفين كثير العفو، مقرّبًا للعلماء، ………. كان حليمًا كريمًا، دَيِّنًا خَيِّرًا، يُحِبُّ أهل العلم والدين، ويحكِّمهم في بلاده، ويبالغ في إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدُهم خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبُه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يُحِبُّ العفو والصفح عن الذنوب العظام
أضم صوتي لصوت إخواني بالدعاء لتسيير مثل ابن تاشفين لصالح امتنا والنهوض بها
وندعو الله أن نجعل من هؤلاء القاده قدوة ومثالا يحتذى به في تسيير حياتنا اليوميه كل حسب موقعه وقدرته
جزاك الله ألف خير يا مأمون
جهودك رائعه
اسلوبك أروع
كلي ترقب لمعرفة الرد اللذي جعل الفونسو يرتعد خوفا
حيّاك الله أختي سُعاد ..
أنا أدعو معك ان يُهيئ الله للأمة رجلاً كيوسف بن تاشفين .. وهو لا بد سيظهر ..
شكراً لكِ اختي على كلامك الطيب وجزاكِ الله كل خير ونفع بكِ الاسلام والمسلمين ..!!
هاج وماج .. وأرعد وازبد .
ما قلتلك يا مأمون طريقة السرد والكلام اكتر شي مخلينا نستمتع بالقصة
ونتشوق للجزء التالي
وفقك الله أخي
شكر ا اخوي مامون على هذة السلسلة الجميلة
للاسف جئنا في زمن الجاهلية الثانية واختلط الحابل بالنابل في عصر جاهليتنا
شكراً أختي ورود .. والحمدلله أن الحلقات أعجبتك ..!!
شكراً أخي برنس .. جزاك الله خير .