عبد الرحمن الراشد – الشرق الأوسط

مثل فضيحة بعثة المراقبين العرب التي انتهت مؤخرا بطرد رئيسها، وإلغاء مهمتها، فإن إرسال قوات عربية لحفظ السلام سيواجَه بالإشكالات نفسها وسيفشل. قوات السلام الموالية للنظام السوري ستدافع عنه، والقوات التابعة لحكومات على خلاف مع النظام ستكون عرضة للقتل والابتزاز. والأرجح لن نرى جنديا واحدا ترسله حكومته إلى أرض القتل.

وبالتالي، لن نجد قوات عربية مستعدة للمشاركة، بل دولا موالية لنظام الأسد، فقط. الجانب الروسي مستعد لإرسال قوات سلام إلى هناك، كما قال وزير خارجيته، إنما هل سيثق الشعب السوري ويسمح للقوات الروسية أن تدخل مدنه وأحياءه، وروسيا هي التي أعطت الضوء الأخضر لأعنف هجوم نفذته قوات الأسد على حمص وقتل فيه المئات، وبعد عشرة أيام تم هدم أحياء كاملة؟

والسؤال الثاني: هل توجد دولة عربية تقدر حقا على إرسال قوات سلام؟

قطعا لا. ومن الخطأ استذكار المشاركة العسكرية العربية في حماية المدنيين في حرب ليبيا؛ لأنها كانت صغيرة ورمزية سهلت إشراك قوات «الناتو» التي تولت معظم المهمة.

أيضا الوضع المضطرب عربيا يجعل من الصعوبة العثور على حكومات مستعدة لتلبية الدعوة؛ فمصر منشغلة في نفسها، حيث إن الجيش في وضع لا يسمح لفرد منه بترك تراب بلاده. والخليج لا يملك ما يكفي حاجته لمواجهة احتمالات أي حرب مع إيران. والأردن دولة بين سوريا وإسرائيل وتهديد الجماعات الداخلية. واليمن منشغل في ثورته، وكذلك ليبيا وتونس. ولا نتصور أن ترسل بلدان بعيدة جغرافياً – مثل المغاربية – قواتها من دون قدرات تمويلية ضخمة. ولا أعتقد أنه سيكون كافيا إرسال قوات دولة واحدة أو اثنتين في ظل الاتهامات والشكوك بالانحياز بين الحكومة والمعارضة.

وفي ظل العجز العسكري العربي تصبح الاستعانة بقوات من دول المنطقة تعني فقط تركيا. والمعضلة أن إدخال قوة تركية سيقابَل من النظام في دمشق بطلب إشراك قوات إيرانية، التي يعتبرها الشعب السوري شريكا في القتل، وإيران بالتأكيد طرف مرفوض في معادلة السلام المنشودة في هذا البلد الذي يحرق ويهدم على شعبه.

وهذا يدفعنا للسؤال: هل يعقل أن توافق دول الجامعة العربية على فكرة إرسال قوة سلام عربية إلى سوريا وهي مستحيلة التحقيق؟ في ظني أنهم جميعا يعون ذلك، لكن لا أدري ما الهدف من طرح الاقتراح! غير أنني واثق من أنه سيتسبب في منح النظام السوري المزيد من الوقت للمماطلة والقتل، كما جربنا في تجربة مهمة المراقبين العرب.

وحتى لو افترضنا أن جمعت الجامعة ما يكفي من قوات عربية لتولي مهمة السلام، فإن عملها على أرض المعركة سيكون أصعب مهمة في تاريخ الحروب.. ففي البوسنة كانت قوات السلام من حلف «الناتو» تعمل بغطاء دولي. أما في سوريا فلا أحد يريد إرسال قوات، ولا قرارات دولية تجيز معاقبة المخطئ، كما في حالة القوات النظامية التي تستهدف المدنيين علانية.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. لا أحد يريد قوات سلام نحن نريد قوات حرب عربيه تطرد هذا المعتوه المدعو نشار الجسد

  2. انا من وجة نظري لا احد الناتو سيسرل قواته في النهايه ..
    ___________
    اف اخسف الارض ببشار واعوانه يا الله ..

  3. انا معكي يا زينب الجيش الجرارالقطري سيدك الاسد وايران وكل من تسول له نفسه احدرو

    1. ههههههههههههههههههه ضحكتوني والله
      شكد لعد عقولكم فارغة ولاتنظرون للامام
      هو ليش قطر في عندها جيش ؟ كل الي عندها موزة

  4. نهفه قال اي دوله سترسل قواتها الى سوريا ليش اي دوله عندها قوات ترسلها هههههههه المهم
    الحرب قادمه لا محال هلما بنا يا عيال الى انقاذ انفسنا من الهلاك كل حدا يخبي طحين وعدس وقمح ورز وزيت زيتون اصلي ههههه ويتخبى
    انا بصراحه مع السلام العالمي ما بحب الحروب ولكن ان فرضت علينا فاهيهات منا الذله
    الرأي والرأي الآخر
    وعجبي!!!!!

  5. ولا دولة رح تبعت كلهم جبناء
    شاطرين بالشجب والتنديد والاستنكار وبس
    لكن ساعة الجد كلهم بيهربوا وبيتخبوا
    حفظناهم

  6. اتحد كاتب هذا المقال إن يتحدث أو يكتب عن السعودي الذي يتسول من الكنائس في أمريكا طلب للعلاج
    وان فعل ذلك سيفقد منصبه في الصحيفة السعودية
    اتحد هذا الكاتب لو كتب عن حصار غزة

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *