من أخلاق النبوة ..!! ( 1 )

بسم الله الرحمن الرحيم ..!!

نحن اليوم في القرن الواحد والعشرين .. في عصر يهتم الناس فيه بما يُسمى بالاتكيت والزوق في التعامل مع الآخرين .. لكن هذا الأمر لم يكن يحظى بهذه الأهمية في العصر القديم والقرون الغابرة ..فالناس في تلك الأزمنة ما كانوا يلقون بالاً إلى مثل هذه المسائل .. بل كانوا غارقين في تطاحنهم وحروبهم ومشاكلهم والظلام الفكري والأخلاقي المسيطر عليهم .. !!

لكن ما هو رباني .. يبقى مشع بالنور دائماً مهما أوغل الزمن في الرجوع .. فالأخلاق الالهية لا تعرف زماناً ولا مكاناً ..
فتعالوا لنبصر معاً قبسات نورانية من الأخلاق النبوية العظيمة .. قبل قرون خلت ..!!

وما سيُكتب هنا ليس للاطلاع فقط .. فما فائدته ان لم نطبقه .. لأن الرسول عليه الصلاة والسلام هو المعلم وهو القدوة والأسوة الحسنة ..!!
لذلك كما قيل ” اعلموا ما شئتم أن تعلموا .. فلن تؤجروا حتى تعملوا بما علمتم ” .. ونحن غرضنا أن نعمل بما نعلم ..!!

قبل أكثر من 1400 عام .. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

“” إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث “” [ متفق عليه ]

وقال صلى الله عليه وسلم : “” لا يتناجي اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه “” [ حسن صحيح ]

وفي رواية ” فإن ذلك يؤذي المؤمن ” ..!!

هذا الخلق النبوي .. للأسف كثير منا في هذا الزمن لا يعرفه ولا يطبقه .. وما أكثر ما نرى ذلك في حياتنا .. ولا نعلم أن ما نفعله سيترك أثرا في نفس صاحبنا ..حتى ولو لم يُفصح عما بداخله ..!!

في ذلك الزمن .. كان الاسلام حريصاً أن يرتقي بأخلاق الانسان حتى في امر ربما بدا صغيراً .. وهو أن يتحدث اثنان دون صاحبهما ..!!

الاسلام دين يشمل كل نواحي الحياة .. ويهتم بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة على حد سواء .. فالتفصيل مهما صغُر فهو كحجرة في بناء متطاول .. يقوي بقية الأحجار .. ويعطي لذلك البناء شكله الذي لا يتم الا به ..

وفي ذلك الزمن .. كان الاسلام حريصاً على مشاعر النفوس .. أن تتأذى من تصرف ربما كان غير مقصود .. لأن الاسلام ما جاء إلا طباً للنفوس وتزكية للأرواح .. ودواءً للقلوب .. وصقلاً للأخلاق ..!!

لو نحن المسلمين اتبعنا كل ما جاءنا عن رسولنا من مكارم الأخلاق .. لكنا من أرقى الأمم أخلاقاً ومنزلة وعلماً وحضارة .. وسنعود يوماً إلى ما كنا عليه .. عندما نطبق كل حرف قاله لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ..!!

ولكم مني كل الود والورد ..!!

أخوكم … مــــأمون ..!