استيقظ أبو طوطح على المنبه الطبيعي الذي يصحو عليه أغلب أيامه .. وهو صوت زوجته تتشاجر مع إحدى جاراتها .. عاد أبو طوطح ليغمض عينيه مرة أخرى وهو يسمع صوت زوجته الذي اعتاد على سماعه ..!!
أم طوطح : لك نحنا أنظف منك ومن كل عيلتك يا جربانة ..
الجارة : أنا جربانة يا شرنّة ( شتيمة نسائية لا أعرف معناها ) .. روحي ضبي جوزك اللي يلم الزبالة ويرميها على أبواب الناس …
أم طوطح : ما فشرتي جوزي يكب الزبالة على ابواب الناس .. هاد جزا اللي يعمل معكم معروف
الجارة ( مع ضحكة نسائية استهزائية مشهورة ) : قال معروف قال .. حبيبتي كل الحارة بتعرف ليش جوزك عم يلم الزبالة … ههههه بالقندرة ( أنتوا أكبر قدر ) ..
قطع رنين الهاتف على أبو طوطح استمتاعه بالسمفونية النسائية تلك والتي ناله منها نصيب وافر ..نهض متثاقلاً إلى الهاتف ليجيب
أبو طوطح : ألو نعم
الصوت : ألو .. أنت أبو طوطح ؟
أبو طوطح : نعم أنا أبو طوطح ..
الصوت : أنت ابنك طوطح عسكري بالجيش ؟؟
أبو طوطح : أي نعم .. ابني عسكري … خير ؟؟
الصوت : احنا من الجيش التاني .. كتيبة ونستون تشرشل .. ابنك مخطوف عنّا ..
أبو طوطح : شوووو ؟ مخطوف عندكم !! ليش شو عامل ؟ والله يا سيدي ابن ماله علاقة بشي … والله أنه ما بيعرف يمسك البارودة .. أصلاً هو احول
الصوت : أحول وباعته للجيش حتى يقتل الناس .. لعمى بعيونك ..
أبو طوطح : أعوذ بالله يا سيدي .. طوطح ما خرجه يقتل فارة .. بيرتعب من خياله .. والله يا سيدي ابني …
الصوت : خلصنا بقى بيكفي لعي .. ابنك عنا وانتظروا اتصال تاني مننا حتى نحدد الفدية .
أغلق الطرف الآخر السماعة .. وبقي أبو طوطح ممسكاً بها مشدوهاً ..!!
دخلت أم طوطح بعد أن أنهت معركتها لتجد أبو طوطح على تلك الحال ..
أم طوطح : شبك جفلان هيك ؟ مين اللي على التلفون ؟ ……. لك ليش ما عم تجاوب ؟؟!!!
أبو طوطح : هاد واحد من الجيش التاني اسمه ونستون تشرشح .. قال خطفوا ابنك ..!!
لم يكد أبو طوطح يلفظ الكلمة الأخيرة حتى انطلق زمور أم طوطح مدويّاً ..
جلس أبو طوطح على الكرسي لتبادره أم طوطح
ام طوطح : قوووووووم فز .. قوم روح على الأمن خليهم يرجعلونا طوطح .. يلا لساتك قاعد ؟؟!!
أبو طوطح : لسه بدك تبعتيني لعند هدول اللي ما يخافوا الله ؟؟ .. روحي انتي ..!!
أم طوطح : لك يخرب بيتك من بين الرجال .. بدك تعبتني انا ؟؟ قووووووووووووووووووووووووووووووووم ..
أبو طوطح ( في نفسه ) : بقص ايدي من الباط اذا ما كنتي فسفوسة ( مُخبرة ) ..
نهض أبو طوطح وارتدى ملابسه على عجل وذهب إلى فرع الأمن ..حتى دخل إلى غرفة المحقق إياه ..
المحقق : هاد أنت ؟ وألك عين تفرجيني وجهك بعد العلاك اللي علكته على التلفزيون .. ؟؟!!
أبو طوطح : سيدي المسامح كريم .. أنا داخل على الله وعليكم .. جاي أستنجد فيكم ..
المحقق : خير ..
أبو طوطح : ابني طوطح عسكري بالجيش … خطفته جماعة ارهابية سيدي ..
المحقق : أي والمطلوب ؟؟
أبو طوطح : المطلوب سيدي انكم تجيبولنا ياه .. هم معكم بيشتغل ..
المحقق : اي ارجاع على بيتك .. احنا ما بيطلع بايدنا شي ..
أبو طوطح : كيف ما بيطلع بايدكم شي سيدي .. مو أنتوا الدولة والأمن ؟؟
المحقق : بلا كتر حكي وفلسفة .. عم قلك ما بيطلع بايدنا شي .. روح على بيتك واستنى يتصلوا فيك ..
أبو طوطح : الله يخليكم سيدي مالنا غيركم .. اتصلوا فينا واللي خطفه اسمه ونستون تشرشح وقال رح يرجع يتصل فينا حتى يحدد الفدية ..!!
المحقق : ازا بيكون اللي خطفه نابليون بونابرت بذاته .. ما بيطلع بايدنا شي .. يلا هوينا ..!!
أبو طوطح : سيدي الله يخليك ولادك .. الله يرزقك .. الله ….
المحقق : بتروح ولا بنزلك على القبو .. ؟؟
أدرك أبو طوطح أن لا أمل .. وأصابه ذكر القبو برعشة لا شعورية تصيب كل المواطنين عند ذكر تلك الكلمة .. فانسحب .. وعاد أدراجه إلى بيته .. ليجد في استقباله أم طوطح مع بضعة نسخ منها من نساء الحارة يولولن ويندبن ..
أم طوطح : شو قالولك ؟
أبو طوطح : قال ما بيطلع بايدهم شي .. بدنا ننتظر حتى يتصل فينا هاد تشرشح مدري شو كان اسمه ..
أم طوطح : وازا قتلوه ؟؟ يا ويلي عليك يا ابني طوطح .. تقبر أمك .. والله ان شفتها لهاي الشرشوحة مرته لهاد تشترشح حتى شرشحها بكل اللغات .. وينك يا ابنييييييي ….
أكملت أم طوطح ومعها الجوقة من نساء الحارة وصلتهن .. وأبو طوطح في وسط ذلك التجمع النسائي لا يعرف ماذا يفعل ..
وفي تلك اللحظة رن الهاتف … ليهرع إليه الجميع ويتحلقون حوله ويمسك أبو طوطح السماعة ليجيب …!!
يتبع …!!
قصتك حلوة حلوة يا مأمون , والله ضحكت من القلب …….
ما ناقص منّك إلا تحكي في النهاية . إيش إللي أطلقك من عقالك يا بو طوطح ..
بس يظهر إنّو أبو طوطح و أم طوطح طاح حظهم لأنهم غريبين الأطوار , بس مسكين هالزلمة أبو طوطح لأنو واحد محترم و منسجم و متعاون كيف استحق البهدلة كل مرة ….. سوريا زي باب الحارة !
أعزّيكم بقلبي يا عائلة أبو طوطح المحترمين .
هههه يعطيك الهنا يا مامون …مصيبة اذا ابو طوطح يكون اخرته متورط بوجود فسفوسة في داره .
هذا وعنده ابن عسكري صار فيه هكذا غيره واش حالته 🙁
أخ مأمون
شعرت و كأنني أشاهد مسرحية كوميديه شكراً لك
هههههه يبعتلك الهنا يا مأمون …هالأبو طوطح مشحر على الأخر برا وجوا
كان ناقصه خطف وفدية مو كافي عليه مرته الجاسوسة وجيرانه والامن !!
منتظرين التكملة …
هههههههههههههه يا عينى على طوطح وأبو طوطح.
يكفى طوطح أنه أحول، أكيد وهو فى الجيش كان فى كتيبة القذف العشوائى.
ويكفى أبو طوطح أنه أبنه أسمه طوطحه، وأنه زوج لام طوطح… لك الله يا أبو طوطح.
شكراً مأمون.
طوطح كان عايز يطوطح بس ملقاش الي تطوطح معاه فقال اروح مكان متوطح اتوطح فيه لوحدي ولما هو ماشي لقى طوطحة سالها تتطوطحي معايا قلتلو انا عندي الي بتطوطح معاه فراح انتحر من اعلى طوطحاية لقاها 🙂
كاتيا إاللّي يسمع قصتك بيحكي إنو أبو طوطح قــــــرد
سليمان انا بتكلم على طوطح تاني مش توطح بتاع الموضوع لانو طوطحات كثرو اليومين دول 😉
بس و الله ضحكت من قلبي على كلامك عن المطحوح أبو طوطح
بدّي أنام و مع السلامة
في امان الله يا الغالي احلام سعيدة
الله يدوم عليك ها الضحكة يارب اخي سليمان
مأمون انت حتعمل قصة ابو طوطح يوميات ….جميل…….”طوطح” الأحول فكرني في نكتة الاحول اللي تسجل بالجيش حطوه في القصف العشوائي هههه لكن عندي سؤال إنت اللي بتؤلف القصة و الا منقولة؟؟…ميرسي مأمون..
المعاناة تولد الابداع
الله يفرجها عليكم اخى مامون
فعلا قصص واقعية جميلة بقالب فكاهي يومي اسري
لماقراءت قصتك اتذكرات كتاب كليلة ودمنة هههه
شكرا اخي
شكراً لكم جميعاً …
أختي مريم القصة ليست منقولة ..!!
مساء الخير اخي مامون
كيفك اخي وكيف الاهل
مسا النور أختي أم وردة
كيفكم أنتم ؟
سلام عليكم,
هاي كمان ضربه يا أبو طوطح
اتساءل هل سيأتي يوم يعيش فيه أبو طوطح بدون ضربات?
قصة على الرغم من ألم واقعها لكنها تبقى واحة في صحراء نورت ترطب هواؤها باسلوب مبدعنا مأمون
شكرا أخي مأمون
ناطرين كمالة ضربات أبو طوطح
شكلو أخي سليمان التلحمي عاجبتو قصة أبو طوطح
سلام لناس بيت لحم
وعليكم السلام أختي سُعاد ..
للأسف يا أختي .. هذا حال الانسان البسيط في كل مكان .. هو من يتلقى الضربات رغم أنه لا ناقة له ولا جمل ..
شكراً لمرورك أختي ..!!