سيناريو سقوط دمشق ورحيل الاسد !

يبدو ان العد العكسي لمعركة الفضاء قد بدأ فعلا، ففي هذا الاطار تتداول اوساط اعلامية سيناريو مخطط ارهابي اعلامي معد للتنفيذ في سوريا خلال الايام المقبلة، وهو شبيه الى حد بعيد بالخديعة الاعلامية التي شهدتها ليبيا حينما قطع البث الفضائي للتلفزيون الليبي وجرى تصوير الامور بأن “الثوار” دخلوا العاصمة وان طرابلس وباب العزيزية قد سقطتا فيما كان جيش القذافي لا يزال حينها مسيطرا على ارض الواقع.

وفي التفاصيل، فقد كشف المحامي عمران الزغبي للتلفزيون السوري امس عن معلومات تلقاها من صديق اعلامي قطري على اطلاع تام بالاجتماعات الاخيرة التي عقدت في الدوحة، ومفاد تلك المعلومات ان عدة اجتماعات عقدت في قطر خلال الايام الماضية قبل اجتماع اللجنة الوزارية العربية حول مسألة وقف البث الاعلامي، فكان ان نجم هذا القرار بوقف بث التلفزيونات السورية عن قرار اتخذته اربعة مجموعات عمل تسمى بالغرف السوداء وهي المجموعة الدبلوماسية، والمجموعة الامنية والمجموعة القانونية، والمجموعة الاعلامية. وقرار تلك المجموعات يقضي انه مع وقف البث التلفزيوني للقناة السورية الرسمية وقناتي الدنيا والاخبارية السورية خلال الايام القادمة على قمري “عرب سات” و”نايل سات” (خلال اسبوع تقريبا) وباللحظة التي يقف بها تبدأ القنوات التالية ( الجزيرة، العربية، المستقبل، BBC ، CNN ، France24 ، Oriente ، وبعض القنوات الدينية والاخبارية السعودية، تلفزيون البحرين، قنوات سوريا الشعب ، بردى ، سوريا الغد، وثلاث قنوات تركية، ..) بالعمل على النحو التالي :

*بث اعلانات عن انشقاقات مدنية وعسكرية لافراد او قطع عسكرية او اجهزة امنية وشخصيات، وعرض مكالمات اصوات مزورة لشخصيات سورية من كل المحافظات من المدنيين والعسكريين تقول انها انشقت عن النظام السوري.

*عرض صور مكثفة لتظاهرات قديمة واحداث واحيانا لمواجهات مسلحة جزء منها لم يحصل في سوريا انما في لبنان والعراق واليمن وليبيا على انها تحصل في سوريا.

*بث اخبار استسلام قطعات عسكرية وامنية واخبار عن الاستيلاء على مطارات مدنية وعسكرية وعتاد عسكري ومباني وزارات.

*بث انباء عن سقوط مدن كبرى في سوريا بأيدي “الجيش الحر”

*بث انباء عن ارتكاب النظام السوري للمجازر

*عرض مجسمات ضخمة للقصر الجمهوري القديم ورئاسة الحكومة وادارة امن الدولة، ومجمع المخابرات العسكرية، ووزارات الخارجية، والداخلية والاعلام، وساحات اساسية كساحة الامويين ومبنى الاركان العامة، ومبنى التلفزيون وحوالي 8 مواقع اساسية في مدينة حلب على انها سقطت والمسلحين دخلوا اليها.

*الاعلان عن انشقاقات بأسلحة محددة كسلاح الطيران والبحرية والاعلان عن فرار مسؤولين وعائلاتهم برا وجوا في بعض القطع حول مدينتي دمشق وحلب .

*يتوج كل ذلك بنشر انباء عن مغادرة الرئيس السوري وافراد عائلته للبلاد.

هذا وقد جرى تعميم ملاحظات على القنوات التلفزيونية المشاركة في تنفيذ المخطط حول كيفية تناول هذه الاخبار وهي كالتالي:

*تقوم بعض المحطات ببث الاخبار فيما تقوم الاخرى بنقل الاخبار عنها على قاعدة انه قالت محطة الجزيرة كذا او قالت العربية كذا..

*تعمد ظهور بعض القنوات بمظهر التناقض كان تقول “الجزيرة” ان “مدينة حلب سقطت” فتناقضها العربية بالقول بان “حلب لم تسقط حلب انما سقطت المنطقة الفلانية” ليتحول الامر الى حقيقة عبر التشكيك بان ثمة مشكلة ما.

من جهتها، قناة “الدنيا” تحدثت عن معلومات تتقاطع بشكل كبير مع السيناريو الذي كشفه الزغبي، فهي نقلت معلومات قالت انها وصلتها من مصادر خاصة تفيد بان اجتماعا لممثلي عدة دول عربية وغربية عقد مؤخرا في عاصمة خليجية اتفق فيه على قطع بث محطات الاعلام السوري على قمري “عرب سات” و”نايل سات”، مشيرة الى ان يوم القطع حدد في الفترة ما بين 10 و15 حزيران الحالي. ولفتت القناة الى ان “هذا القرار يعد الخطوة قبل الاخيرة في تنفيذ ما عرف مؤخرا بساعة الصفر”، واوضحت بأن “التسريبات تفيد بأنه تم في الفترة الاخيرة اشاعة فكرة ساعة الصفر من قبيل تهيئة العقول والنفوس لاستقبال الخبر الذي ستبثه المحطات لاحقا. فما ان يقطع بث المحطات السورية حتى يليه مباشرة مرحلة جديدة في بث الاخبار عن سوريا تتمثل ببث اخبار بان المجموعات المسلحة في سوريا المتمثلة بميليشيا “الجيش الحر” سيطرت على العاصمة دمشق ووضعت يدها على كافة المقرت والاماكن السيادية وبعض الوزرات الهامة في العاصمة، هذه الاخبار تترافق مع عرض فيديوهات ومشاهد اعدت سلفا وتم تنفيذها في دول مجاورة تظهر مشاهد الدمار والخراب وكأنه في العاصمة دمشق، وكان الامر هو سيطرة فعلية من قبل “المعارضة المسلحة” على كافة مفاصل الدولة السورية، ولفتت “الدنيا” الى ان هذا السيانريو يشبه الى حد كبير ما بث عن ليبيا من فيديوهات اخبارية اظهرت طرابلس وباب العزيزية وقد سقطتا في وقت كان جيش القذافي ما زال مسيطرا عليهما قبل ان تحرق طائرات “الناتو” الاخضر واليابس، وخلصت القناة الى ان “كل ذلك نجح تلفزيونيا واعلاميا في ليبيا في ظل غياب وتغييب للاعلام الليبي وهذا ما يراد ان يكرر في سوريا”.

وتابعت “الدنيا” عرض التسريبات فاشارت الى ان “المخطط لن يتم تنفيذه فقط عن طريق الفضائيات المعروفة وانما عن طريق محطات اخرى قيد الانشاء ستبث من دول مجاورة لسوريا”، ونبهت الى ان “المحطات التي يتم انشاؤها ستكون نسخة طبق الاصل للفضائيات السورية الوطنية، أي ان كلا منها سيحمل في زاوية شاشته شعار لكل محطة سورية، من التلفزيون الرسمي السوري، الى شعار تلفزيون الدنيا والاخبارية السورية، وذلك من اجل اعطاء خبر السيطرة على العاصمة دمشق نوعا من المصداقية، نتيجة كل هذه الاعمال هو اعلان سقوط الدولة السورية تلفزيونيا وتلفزيونيا فقط ..والهدف هو ان يسلم العالم لهذه الفكرة، وقبله المواطن السوري البعيد عن العاصمة حيث ستسيطر عليه حقيقة وهمية ان الدولة انهارت