إليسا غنت فأيقظت بيروت من رقادها

كتبت فيفيان حداد في جريدة الشرق الأوسط:
لم تأت إطلالتها في الحفلة الغنائية التي قدمتها في «مهرجان أعياد بيروت» شبيهة بأي إطلالة سابقة لها، فالمطربة اللبنانية إليسا، ومنذ اللحظات الأولى لاعتلائها المسرح بدت متوهجة بثوبها الذهبي، وتسريحتها السندريلية، وبصوتها الرومانسي الذي صدح في أرجاء مكان الحفل (بلاتفورم ساحة العجمي) في سوق بيروت ضمن مهرجان أعياد بيروت لمناسبة عيد الفطر، فهتف لها جمهورها بالإنجليزية «إليسا نحبك»، فردت عليهم بدورها قائلة: «love u too».

استهلت المطربة اللبنانية حفلتها بأغنية لفيروز بعنوان «لبيروت»، مبتدئة بمطلعها من وراء الكواليس، مما شكل مفاجأة لجمهورها الذي قطع أنفاسه وهو يتابع أداءها الرصين والناضج، بعد أن لاحظ تمكنها الواضح من أداء هذه الأغنية بتقنية صوتية عالية، متمسكة بطريقتها الغنائية، وعند الانتهاء من أدائها وصفت الأغنية بأنها تحية رغبت في أن تقدمها لعاصمة لبنان على طريقة «الست فيروز». بعدها، حيت إليسا الحضور وفي مقدمتهم صديقها الفنان وائل كافوري، لتؤدي على أثرها أغنية للراحلة داليدا بعنوان «حلوة يا بلدي» وقد ظهرت خلفها وعلى شاشة عملاقة صور تمثل داليدا في مختلف مراحل عمرها، ثم انطلقت بأغنيتي «كرمالك» و«لو فيّ»، فتمايلت مع ألحانها أحيانا ورقصت على إيقاعاتها أحيانا أخرى، فتفاعل معها الجمهور الذي راح يردد بعض مقاطع الأغنيتين معها، فشكرته قائلة: «يبدو إنكم مبسوطين وهذا جيد». وكان من بين الحضور المخرج سيمون أسمر والمطربان جوزف عطية وزياد برجي، وكذلك مصمم الأزياء اللبناني العالمي إيلي صعب الذي توجهت إليه بالقول: «لو ما جيت كنت زعلت». وبعد أغنيتها من ألبومها الجديد «حا يلفّ ويرجعلي»، أعلنت لجمهورها أن حفلتها ستتضمن بين الفينة والأخرى أغاني وطنية وأخرى عاطفية معروفة، ولكنها ليست لها، حيث استهلت في الجزء الأول من إطلالتها بـ«نسّم علينا الهوا» لفيروز، وفي الجزء الثاني بـ«لولا الملامة» (للراحلة وردة الجزائرية) و«خدني معك» (للراحلة سلوى القطريب)، وختمتها بـ«مالي وأنا مالي» أيضا لوردة الجزائرية.

وتخلل الحفلة مشاركتها المطرب زياد برجي أداء أغنيتها «كرهتك أنا» (من ألحانه) التي تضمنها ألبومها الجديد (أسعد واحدة)، فاستدعته من بين الجمهور ليقف إلى جانبها قائلة له: «إذن بتحب تشاركني الأغنية»، فوقف مرحبا واعتلى المسرح فشكل معها دويتو لم يسبق أن شاهده جمهورها، وعندما حان وقت أدائها أغنية «يا هوى روح وقلّو» لوائل كافوري دعته بدوره لمشاركتها فيها، إلا أنه اعتذر فلم تتوان عن زرع الحماس في الحضور، متوجهة إليه بالقول: «ما بدكن تسمعوا وائل كافوري؟»، فصرخ الجمهور «نعم نعم»، وهو يصفق ويصفر مناديا (وائل.. وائل)، إلا أن ذلك لم يبدل من موقف المطرب اللبناني، فاعتذرت عنه إليسا قائلة: «معليه لا أريد أن أصر عليه»، ثم نظرت إليه (حيث يجلس في الصف الأمامي)، وقالت: «انت بتمون يا وائل على راحتك».

وفي مشاهدة سريعة نقلتها «الشرق الأوسط» للحفلة التي أعادت إلى بيروت رونقها وأيقظتها من رقادها الذي خيّم عليها لبعض الوقت بسبب بعض أحداث الشغب التي شهدتها خلال الأسابيع القليلة الماضية، فقد لوحظ توافد الجمهور حتى بعيد بدء الحفل (بدأ في العاشرة متأخرا عن موعده لساعة من الوقت) بنصف ساعة، فكانت جميع المقاعد محجوزة، وقد تصدرها في الصفوف الأمامية أهل الفن والإعلام، بينما امتلأت الصفوف الخلفية بجمهور إليسا المؤلف من (الفانز) المعجبين بها، كما اكتظت مقاعد المطاعم المحيطة بمكان الحفلة من جهة يسار المسرح بالزبائن الذين استغلوا فرصة وجود إليسا بقربها ليستمتعوا بصوتها وأحيانا بإطلالتها التي كانوا يسترقونها في كل مرة تنقلت فيها إلى ناحيتهم. وبدت إليسا تتمتع بثقة عالية بنفسها وبمزاج جيد، إذ كانت تنتظر هذا الحدث بحماس، كونها تقف لأول مرة أمام جمهورها في لبنان ضمن مهرجان غنائي في الهواء الطلق بعيدا عن صالات المطاعم والمسارح المقفلة كما هي عادتها، وتجلى ذلك بحركاتها العفوية على المسرح، فرقصت مرات وقادت الأوركسترا مرات أخرى، وتوجهت إلى الجمهور بتعليقاتها الطريفة أحيانا كثيرة، فتذمرت من نسبة الرطوبة السائدة في الطقس، الذي لولاه، كما قالت، لتمكنت من الغناء براحة أكبر قائلة: «رح أفطس»، ومرة أخرى: «يعني ما بعرف كيف عم يطلعوا الصور وتسريحة شعري ساءت بفعل الطقس الحار»، كما طلبت منه أكثر من مرة بمرافقتها بالتصفيق عاليا وقد بثت فيه الحماس تكرارا، فرددت أكثر من مرة عبارات (يللا كلنا سوا.. أو سمعوني صوتكم.. أو شو هالجمهور الجميل..). وقبيل إطلالتها الثانية على المسرح بعد أخذ استراحة قصيرة لتبديل ثيابها، أطل المونولوجست باسم فغالي في لوحة استعراضية غنائية، قلد فيها إليسا، فنجح بالتأثير على الجمهور عندما ظهر من بعيد في زي أبيض وهو يتمايل تماما مثلها ويؤدي أغنية (لولا الملامة)، فخيل للحضور وللحظات أنه إليسا، إلا أن اعتلاءها المسرح بعد دقائق وهي ترتدي ثوبا أبيض أظهر جسمها المتناسق بعد تخلصها مؤخرا من بعض الكيلوات من الوزن الزائد – أعاد الأمور إلى نصابها، فشكرته بعد أن أثنت على فنه، وشاركته أداء أغنية (لولا الملامة) للراحلة وردة. وتضمن برنامج إطلالتها الثانية عدة أغان بينها («أسعد واحدة» و«عايشالك» و«بتمون» و«تصدّق بمين» و«عابالي حبيبي» و«في عيونك»)، إضافة إلى الأغاني الأخرى التي سبق أن ذكرناها لوائل كافوري والراحلتين سلوى القطريب ووردة الجزائرية، إذ اختتمت الحفلة بأغنية «مالي وأنا مالي».

وغردت إليسا إثر انتهاء الحفلة على حسابها الخاص على موقع «تويتر» وتوجهت إلى محبيها قائلة: «لا أستطيع أن أعبر عن مشاعري فأنا أشكركم جميعا على تعليقاتكم، فالحفلة كانت رائعة وأنا أكثر من سعيدة بذلك».

يذكر أن «مهرجان أعياد بيروت» نظمته شركة «سوليدير»، إضافة إلى الشركات الثلاث («ستار سيستم» و«تويوتوسي» و«برودكشن فاكتوري»).