قطوف من أجمل أبيات الشعر العربي القديم

<h2>المنازل</h2>
نَقِّلْ فُؤادَك حيث شئتَ من الهوى كم منزلِ في الأرضٍ يألفُهُ الفتى

ما الحُبُّ إلا للحبيبٍ الأولٍ
وحنينـُهُ أبداً لأولٍ منزلٍ

الشعر العربي القديم لم يغادر ذاكرتنا وذائقتنا لما فيه من قوة وابتكار ومعاصرة. من هذا الشعر اخترنا في حلقات عدة قطوفاً من أجمل الأبيات التي صاغها كبار الشعراء من الجاهلية وحتى الاندلس مروراً بالعصر الراشدي والأموي والعباسي. وتأتي هذه السلسلة من ضمن قراءات شعرية.
هنا: اجمل ما قيل في المنازل

لك يا منازل

لك يا منازل في القلوب منازل
أقفرت أنت وهن منك أواهل
يعلمن ذاك وما علمت وإنما
أولاكما يبكى عليه العاقل

(المتنبي)
حيِّ المنازل

حي المنازل أقفرت بسهام
وعفت معالمها بجنب بِرام
جرت عليها الرامسات ذيولها
وسجال كل مخلخل سجام
أقوت وقد كانت تحل بجوارها
حور المدامع من ظباء الشام

(الحارث بن عباد)
أحنّ

أحن إلى تلك المنازل كلما
غدا طائر في أيكة يترنم
بكيت من البين المشت وانني
صبور على طعن القنا لو علمتم

(عنترة بن شداد)
بعد هند

أشاقتك المنازل بعد هند
وتِربَيها وذات الدل دعد
منازل أقفرت منهن محت
معالمهن من سبل ورعد
وريح حرجف تستن فيها
بسافي الترب تلحم ما تسدي

(السيد الحميري)
هو الرسم

هو الرسم لو أغنى الوقوف على الرسم
هو الحزم لولا بعد عهدك بالحزم
تجاهلت عرفاني به غير جاهل
وللشوق آيات تدل على علمي
ووالله ما أدري أبَوْحي نافعي
عشية هاجتني المنازل أم كتمي
عشية جن القلب فيها جنونه
ونازعني شوقي منازعة الخصم

(ابن الخياط)
تغيّرت الليالي

وقالوا قد تغيّرت الليالي
وضيعت المنازل والحقوق
وأقسم ما استجد الدهر خلقاً
وما عدوانه إلا عتيق
أليس يرد عن فدك عليّ
ويملك أكثر الدنيا عتيق

(ابن سنان الخفاجي)
قبر يستراح به

أعفى المنازل قبر يستراح به
وأفضل اللبس فيما أعلم الكفن
إن الذين على وجه الثرى وطنوا
يشابهون أناساً تحته دفنوا

(أبو العلاء المعري)
سل المنازل

سل المنازل كيف صرم الواصل
أم هل تبين رسومها للسائل
عرجت أسألها بقارعة الغضا
وكأنها ألواح سيف ثامل
أورد حمير بينها أخبارها
بالحميرية في كتاب ذابل
بالخِلّ تقتسم الرياح ترابها
تسقي عليها من صبا وشمائل
للريح والأمطار ما سبقا به
وما تركن فمن نصيب الخابل

(تميم بن أبي)
لم يبق

حي المنازل بين السفح والرحب
لم يبق غير وشوم النار والحطب
وعقر خالدات حول قبتها
وطامس حبشي اللون ذي طبب

(الأخطل)
ما بال نومك

ما بال نومك بالفراش غرارا
لو أن قلبك يستطيع لطارا
وإذا وقفت على المنازل باللوى
هاجت عليك رسومها استعبارا
حي المنازل والمنازل أصبحت
بعد الأنيس من الأنيس قفارا
والغانيات رجعن كل مودة
إذ كان قلبك عندهن معارا
أصبحن بعد خلابة وتذلل
يقطعن دون حديثك الأبصارا

(جرير)
هيّجت أطرابي

إن المنازل هيّجت أطرابي
واستعجمت آياتها بجوابي
قفراً تلوح بذي اللجين كأنها
أنضاء رسم أو سطور كتاب
لما وقفت بها القلوص تبادرت
مني الدموع لفرقة الأحباب
وذكرت عصراً يا بثينة شاقني
وذكرت أيامي وشرخ شبابي
(جميل بثينة)
سلام

ألا حيِّ المنازل بالسلام
على بخل المنازل بالكلام
لميٍّ بالمعا درجت عليها
رياح الصيف عاماً بعد عام

(ذو الرمة)
ألا ربما

طربت وهاجتك المنازل من جفن
ألا ربما يعتادك الشوق بالحزن
مررت على أطلال زينب بعدها
فأعولتها لو كان إعوالها يغني
وقد أرسلت في السر أن قد فضحتني
وقد بحت باسمي في النسيب ولم تكن
فسرقني أهلي وجل عشيرتي
فإن كان يهنيك الذي جنت فليهن
أضعت الذي قد كان في السر بيننا
وسرك عنسي كان في أحصن الحصن

(عمر بن أبي ربيعة)
أقصى البيوت

فأصبحت في أقصى البيوت يعدنني
بقية ما أبقين نصلاً يمانيا
تجمعن من شتى ثلاث وأربع
وواحدة حتى كملن ثمانيا
يعدن مريضاً هن هيجن ما به
ألا إنما بعض العوائد دانيا
(مجنون ليلى)
مزمعة البين

أمزمعة للبين ليلى ولم تمت
كأنك عما قد أظلّك غافل
ستعلم إن شطت بهم غربة النوى
وزالوا بليلى أن لبَّك زائل
وأنك ممنوع التصبر والعزا
إذا بعدت ممن تحب المنازل

(مجنون ليلى)
حيث التفتّ

قف في رسوم المستجا
ب وحيِّ أكناف المصلى
فالجوسق الميمون فالـ
سقيا بها فالنهر أعلى
تلك المنازل والملا
عب لا أراها الله محلا
أوطِنتها زمن الصبا
وجعلت منبج لي مَحِلا
حيث التفت رأيت ما
ء سابحاً وسكنت ظلا

(أبو فراس الحمداني)
دارس الدمن

ألمّا يكف في طللي زرود
بكاؤك دارس الدمن الهمود
ولوم الركب أن حييت ربعاً
تغيّر بعد معهده الجديد
ومن يدع المنازل لا يحيا
ولو أنهجن إنهاج البرود

(البحتري)
تأبى

تأبى المنازل أن تجيب مسائلا
حالت ولست عن الصبابة حائلا
خلفت مدامعنا الندى في ربعها
فتناثرت طلا عليه ووابلا
أذكرننا من الشباب مدبجاً
والدهر غراً والحبيب مواصلا
أيام يجمع للجمال محافلا
ملء العيون وللغرام محافلا
حركات أغصان يُميّلها الصبا
هيفاً فتتبعها القلوب موائلا

(السري الرفاء)
هُنّ المنازل

هن المنازل ما فؤادي بعدها
سال ولا وجدي بها بمريح
حسبي ولوعاً أن أزور بفكرتي
زوارها والجسم رهن نزوح
فأبث فيها من حديث صبابتي
وأحث فيها من جناح جنوحي

(لسان الدين بن الخطيب)
عرفتُ

عرفت منازلاً بشعاب شرج
فحييت المنازل والشعابا
منازل هيجت للقلب شوقاً
وللعينين دمعاً واكتئابا

(ابن مطير الأسدي)
سطور كتاب

عرّج فحيِّ منازل الأحباب
محّت كما محّت سطور كتاب
والمم بدار للرباب مقل لها
يا دار جاد رباك صوب رباب
فلطالما حلت بربعك كاعب
كالبدر بين كواعب أتراب
لولا مراشفُها العذاب لما هوى
جلدي ولا غري الهوى بعذابي

(ابن أبي حصينة)
ربوع خلت

لهن ربوع بالعقيق دوائر
خلت وقلوب العاشقين عوامر
منازل لا عهد الشباب يعود لي
بهن ولا بعد الفراق الجاذر
لقد فقدت عيني المنام لفقدهم
فهل أنا يوماً للأحبة ناظر

(ابن قلاقس)
أتنكر الدار

أتنكر الدار أم عرفان منزلة
لم يبق غير مناخ القدر والحمم
وغير نؤي رمته الريح أعصره
فهو ضئيل كحوض الآجن الهدم
كانت منازل أقوام فغيرها
مر الليالي ونضخ العارض الهزم

(الأخطل)
دوارسُ

منازل قد تحل بها سليمى
دوارس قد أضر بها السنون
أميت السر حفظاً يا سليمى
إذا ما السر باح به الحزون

(الوليد بن يزيد)
سقى الله

سقى الله أطلالاً بناحية الحمى
وإن كن قد أبدين للناس ما بيا
منازل لو مرت عليها جنازتي
لقال الصدى يا حاملي انزلا بيا

(مجنون ليلى)
أو ما رأيت؟

أو ما رأيت منازل ابنة مالك
رسمت له كيف الزفير رسومها
أناؤها وطلولها ونجادها
ووهادها وحديثها وقديمها
تغدو الرياح سوافياً وعوافياً
فتضيم مغناها وليس يضيمها
وكأنهما ألقى بها النوى
من شقة قذف فليس بريمها

(أبو تمام)
أكتاف البيوت

غربت وأكتاف البيوت تحوطه
ألا كل من تحت التراب غريب
وليس حريباً من أصيب بماله
ولكن من وارى أخاه حريب

(أشجع السلمي)
على الأيام

تفنى الليالي ويبقى ذكر ما صنعت
هذي البيوت على الأيام والحقب

(ابن أبي حصينة)

أزور البيوت

أزور البيوت اللاصقات ببيتها
وقلبي إلى البيت الذي لا أزور
وما كنت زواراً ولكن ذا الهوى
إذا لم يزر لا بد أن سيزور
أزور على أن لست أنفك كلما
أتيت عدواً بالبنان يشير

(الأحوص الأنصاري)