العربية.نت- بين المعلومات التي أعلنتها السلطات السورية وتلك التي أعلن عنها الجيش السوري الحر، لا تزال أسباب وفاة مدير المكتب الخاص للرئيس السوري بشار الأسد، اللواء محمد خير عثمان مجهولة، فيما الخبر الوحيد المؤكّد هو أن عثمان فارق الحياة ودفن في بلدته “قدسيا” بريف دمشق، بحسب ما ذكرت مواقع تابعة للنظام.
وفي حين أكّد ضابط قيادي في الجيش الحر مقتل عثمان، مشيراً إلى أنّ أسباب وملابسات مقتله لا تزال مجهولة، فيما المعلومة الوحيدة المتوفرة حتى الآن هي إصابته بطلق ناري من مسافة بعيدة، نقل على أثرها إلى مستشفى الشامي حيث فارق الحياة. ذكرت مواقع المعارضة السورية أن استخبارات الجيش الحر تمكنت من اغتيال اللواء يوم الأربعاء، لافتة إلى أن وحدة “المهام الخاصة” وبالتعاون مع وحدة “سرايا الشام” التابعة لفرع المعلومات هي التي نفذت هذه العملية، من دون إعطاء المزيد من المعلومات.
في المقابل، نفت وسائل إعلام محسوبة على النظام السوري الخبر، مؤكّدة أن”اللواء عثمان توفي وفاة طبيعية إثر تعرضه لنوبة قلبية نقل على أثرها إلى المستشفى، وما لبث أن توفي”.
وبدا لافتاً عدم توفّر المعلومات عن اللواء عثمان لدى معظم المعارضين العسكريين منهم والسياسيين، باستثناء تلك التي تفيد بأنّه شغل منصب السكرتير الشخصي للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والمستشار العسكري له لسنوات طويلة، ليتولى فيما بعد منصب مدير المكتب الخاص للرئيس بشار الأسد، حيث تصل التقارير الأمنية من مختلف الفروع. فيما أكّد مصدر قيادي في الجيش الحر لصحيفة “الشرق الأوسط”، أنّ “عثمان خدم في القصر الجمهوري خلال عهد الأسد الأب وبقي حتى عام 2004. حين أحيل إلى التقاعد وبقي يعمل في مكتب الشؤون الإدارية والمالية الخاص بالأسد، بعيدا عن أي مهام أمنية”.
كذلك، وفي حين رأت مصادر في المعارضة أنّ دور عثمان الذي ينتمي إلى الطائفة الشركسية، لم يكن فعالاً كثيراً، وتعيينه في منصبه ليس إلا محاولة من النظام للقول: إن من يعملون في محيطه ليسوا فقط من الطائفة العلوية، اعتبر سمير النشار، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني والائتلاف المعارض، أنّه “إذا تم النظر بموضوعية إلى الأخبار المتداولة، نقول: إنه لا يمكن الجزم بالمعلومات التي أعلنتها المعارضة ولا بتلك التي أعلنها النظام”، مضيفاً: “لكن إذا عدنا إلى سياسة النظام المتبعة في حالات كهذه، وإلى الأخبار التي اعتاد التسويق لها – ولا سيما فيما يتعلّق بوفاة عدد من الشخصيات أو حتى إصابتهم – يبدو واضحا أنّه يحاول بطريقة أو بأخرى التشكيك بأقوال المعارضة وتكذيبها عبر لجوئه إلى أخبار وحيل أمنية أصبحت واضحة بالنسبة إلى الجميع”.
ولم يستبعد النشار في الوقت عينه، إمكانية أن يكون النظام قد عمد أيضا إلى تصفية عثمان؛ على غرار ما يفعل مع شخصيات أخرى في حال شعر أنّ لديها نيّة للانشقاق.
ويعطي مثالا على ذلك، ما حصل عند اغتيال العميد محمد سليمان في طرطوس في عام 2008، لافتاً إلى أنّ الرأي العام السوري لم يكن يعلم بهذا الشخص ولا بأهميته، ليكتشف بعد الإعلان عن مقتله أنّه من أهم الشخصيات في النظام السوري وكان المستشار الأمني للأسد، وكان ضابط ارتباط بين النظام وحزب الله وإيران، إضافة إلى إمساكه بملفات دولية أخرى، فيما لا تزال ظروف اغتياله غامضة حتى الآن.
مكافأة نهاية الخدمه عند فشار الكلب طلقات غادره في الرأس
رحمة الله عليه الله يصّبر عائلته