تدافع العشرات على بشار الأسد فور أنتهاء خطابه

حاكم استثنائي:

لو كنت حاكماً لبلدٍ ما وسمعت من يقول في وجهي شعاراً على شاكلة “بالروح بالدم نفديك” لشعرت بالقرف والاشمئزاز من نفسي، لأن القائل كاذبٌ في الغالب الأعم، وهذا الكاذب هو إما قاتلٌ يريد أن يخفي جريمته، أو فاسدٌ يطمح أن يداري فساده، أو طامعٌ بمنصب أو مال، أو خائفٌ يسعى لاتقاء شري. وأما الفئة القليلة الصادقة في ترديدها لهذا الشعار فإنها تضمُّ بين جناحيها إما مهزوزاً يرى نفسه حشرة ويراني إل…هاً، أو مريضاً تنهشه تشوهاتٌ نفسية لا حصر لها، أو ناقصَ عقلٍ لم يغادر بعد تجربة المنعكس الشرطي الغريزي لبافلوف، أو يائساً للدرجة التي تجعله يقدِّم حياته فداءً لشخص آخر، أو صاحبَ روحٍ فقيرة لا تتخيل إلا ما هو موجودٌ أمامها، أو واهماً أن مستقبل وطن بأكمله يمكن أن يكون رهناً بفرد، أو عبداً يخاف أن يتحرّر ويمسك مصيره بيديه.

صحيحٌ أنني سأكون شخصاً “استثنائياً” وحاكماً من طراز “رفيع” لأنني ساهمت – بشكل أو آخر- في وجود الكاذب والقاتل والفاسد والطامع والخائف والمهزوز والمريض النفسي وناقص العقل واليائس وفقير الروح والواهم والعبد، لكنني مع ذلك سأكره نفسي وأقتلها لأنني سأكون في كل الحالات والأحوال المسؤول الأول عن صناعة جميع هذه المخلوقات والضحايا.

فكم سأكون مجرماً إن حدث ذلك في عهدي!