يعمل الكاتب الكبير، فيصل ندا، على توثيق ثورتي مصر وتونس، وذلك من خلال عملين دراميين هما “الجميلة والمغامر” والآخر “فساديكو”، وتحدث ندا لـ”العربية.نت” عن المسلسل الأول بأنه يحكي قصة ليلى الطرابلسي وزين العابدين بن علي الرئيس التونسي المخلوع من بداية حياتهما حينما كانت تعمل ليلى كوافيرة وهو لا يزال ضابطاً صغيراً، فالرحلة تسير من الفقر المدقع إلى قمة السلطة، وكيف أن ليلى كانت وعمرها 18 عاماً فقط تقول إنها ستتزوج من حاكم حيث كان هذا حلمها، والعمل يمثل رحلة صعودهما في السنوات الأخيرة في حكم الحبيب بورقيبة، وكيف استطاع زين وهو زير للداخلية أن يحدث انقلاباً على بورقيبة ويتولى الحكم، وكيف استطاعت كل من عائلتي الطرابلسي وبن علي أن تتحكما في اقتصاد تونس، وإلى أي مدى كان هناك فساد في السلطة.
وأكمل قائلاً “أقدم في هذا العمل حتى بداية الثورة التونسية بكل الشخصيات على حقيقتها والأسماء الحقيقية لكل من كانت له صلة بالأحداث، مثل ياسر عرفات وسهى عرفات، ومعمر القذافي، وراشد الغنوشي”.
لم أعرض الشخصية على درة أو لطيفة
وعن جهة الإنتاج، قال إن لديه العديد من العروض، منها مصرية وتونسية ومن دول عربية أخرى، وهو يفاضل حالياً بينها.
وبشأن ترشيحات الفنانين المشاركين في العمل، قال فيصل إنه فوجئ بتصريحات من الكثيرات، مثل درة ولطيفة، بأنهن رفضن العمل في الوقت الذي لم أعرض المسلسل على أي منهن، وكل من يدعي ذلك يكذب، لأني لم أتصل بأحد، وأي فنانة تتمنى أن تجسد شخصية ليلى الطرابلسي، وأنا أقول هذا الكلام وأنا لدي في أرشيفي الفني 55 عملاً، أي أنني خبير في عالم الدراما، وللعلم فأنا لست وحدي المسؤول عن الترشيحات، فهناك مخرج ومنتج.
وأكمل فيصل في هذا الصدد، أنه لن يبحث عن فنان أو فنانة يشبهان الملامح الشكلية لزين العابدين أو ليلى أو غيرهما ممن سيظهرون في المسلسل، فهو لا يريد أن يقلدهما أحد، لأن العمل ليس سيرة ذاتية لهما بقدر ما هو سيرة ذاتية للثورة التونسية.
وعن سبب إطلاق عنوان “الجميلة والمغامر” على العمل، قال إنه يعتبر أن زين العابدين من أكثر الشخصيات المغامرة التي قرأ عنها، أما ليلى فهي بالفعل جميلة وشخصية ليست سهلة، فهل يعلم أحد أنها كانت ستقوم بانقلاب على زين العابدين نفسه لتستحوذ على الحكم لولا أن قامت الثورة؟
لافة مكتوب عليها: ارحل
وبالانتقال للحديث عن مسلسل “فساديكو”، قال إن هذا العمل يرصد السنوات الخمس الأخيرة من حكم مبارك، ولكن الرقابة طلبت بأن تُنصب أحداث المسلسل كما لو كانت الدولة وهمية بعيدة عن مصر، وذلك لخشيتهم في يوم ما أن يحصل مبارك ورجاله على أحكام بالبراءة، ومن ثم يقاضون التلفزيون، وعاد فيصل ليؤكد “لكن الأحداث ستتضح جداً. إنها في مصر”.
وأضاف “في الجميلة والمغامر العهد مضى، وتم إصدار الأحكام وانتهى الأمر، لذا فالمساحة ستكون متسعة أمامي”.
وعن رؤيته للفوارق في أسباب اندلاع الثورة في مصر عن تونس، قال إن الأحداث متشابهة كثيراً بفارق أن الثورة في تونس أقيمت لفساد مالي وأخلاقي، بينما في مصر فالفساد مالي.
وأشار فيصل إلى أنه انتهى تماماً من كتابة العمل، ومرشح له الفنان حسين فهمي لشخصية مبارك، ووفاء عامر في شخصية سوزان مبارك، لكنه بانتظار الرأي الأخير لشركة “صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات”، وهي المنتجة للعمل، لذا فلم يتم إبلاغ كل من حسين ووفاء بهذه الترشيحات.
وأشار فيصل إلى أن أحداث “فساديكو” ستنتهي بلافتة مكتوب عليها “ارحل”.
وعن سبب إقبال فيصل على هاتين التجربتين، قال إنه يبحث عن الخروج من القفص الدرامي الذي حبست نفسها فيه من قصص الحب الخيالية، والمفترض ألا ننتظر الأجانب حتى يأتوا لإنتاج أعمال ترصد تاريخنا، مثلما حدث مع شخصية صدام حسين، فالأولى بنا كعرب رصد ثوراتنا وتاريخنا، وسنقدمها بشكل حيادي معتمدة على الوثائق التاريخية.