طارق الحميد – الشرق الأوسط

يقول رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم إن ما يثار عن سعي بلاده للهيمنة على مصر «نكتة أو مزحة سخيفة»، مضيفا أن «دولة بحجم مصر ومقدراتها البشرية والاقتصادية لا يمكن الهيمنة عليها من قبل أي دول أخرى». وبالطبع، فإن حديث الشيخ حمد دقيق وصحيح، حيث لم يستطع الرئيس المصري السابق مبارك السيطرة على مصر، ولا حتى الرئيس مرسي، فمشاكل أرض الكنانة أكبر من أن يسيطر عليها، لكن القصة ليست هنا، وإنما في التخريب، فالدعم شيء، والتخريب شيء آخر، ودعم تيار محدد في مصر على حساب تيار آخر يعتبر تخريبا. والملاحظ والمعروف، أن قطر تدعم الإخوان في كل مكان، وليس في مصر وحدها، وهو دعم ليس ماليا فحسب، وإنما إعلامي أيضا.

وقد يقول قائل إنه لا ضير في ذلك، فمثلما يدعم البعض التيارات الليبرالية، وخلافها، في العالم العربي، فمن حق القطريين أن يدعموا الإخوان. وهذا صحيح، لكن بعد أن تشرح لنا الدوحة أسبابها في دعم الإخوان! فجهود قطر، وعلى كافة المجالات، تقول إن الدوحة عاصمة تقدمية تنشد التطور، لكن دعم قطر للإخوان، سواء في مصر، أو تونس، أو ليبيا، أو حتى في دول الخليج، يعد أمرا محيرا. فالمجتمع القطري، مثلا، سلفي وفق منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأكثر مما يعتقد الكثير من الناس، مما يجعل الدعم القطري للإخوان، إعلاميا، وسياسيا، أمرا محيرا ومستغربا، وليس في مصر وليبيا وتونس وحسب، بل وفي سوريا والأردن، وكما أسلفنا في دول خليجية أخرى، حتى إن من بينها دول لم يعرف عن وجود إخواني فيها.

ولذا، فإن القصة هنا ليست قصة تصيد، وإنما تساؤل يستحق أن يطرح، ولم نجد له إجابة. فلماذا، مثلا، هذا الحماس القطري للإخوان، وليس على مستوى مصر الدولة، وإنما حتى على مستوى حركة سياسية مثل حماس!

وأكتب هذا المقال وقد زرت قطر، ومن يزور الدوحة يجد أنها مدينة حالمة، وهذا أمر جيد، ويجب دعمه، لكن السياسة القطرية، وتحديدا تجاه الإخوان، في حاجة لمن يشرحها. فعندما يقول الشيخ حمد بن جاسم إن السيطرة على مصر نكتة أو مزحة سخيفة، فهذا صحيح، لكن الخطورة تكمن في دعم تيارات، وحركات، على حساب مفهوم الدولة، وهذا خطر حقيقي من شأنه أن ينعكس على المنطقة ككل، وعلى قطر نفسها.

ولذا، فالقصة ليست قصة السيطرة على مصر، فأرض الكنانة أهم ممن يسيطر عليها، ولكن القصة، والخطورة، هي في التخريب، سياسيا وإعلاميا وماليا، سواء على مصر، أو غيرها، حيث يتم تشويه مفهوم الدولة. وهذا أمر خطر، فهل يشرح لنا الشيخ حمد بن جاسم حكمة الدعم القطري للإخوان، مثلا. فإما أن نفهم الحكمة من ذلك، أو قد يكون بمقدورنا شرح الخطأ القطري بتبني مشروع الإخوان ليس في مصر وحدها، وإنما في كل المنطقة.

فالخوف ليس من سيطرة قطر على مصر، وإنما من سيطرة الإخوان على مصر، وبالتالي ضياع الدولة المدنية، وهذا هو بيت القصيد!

[email protected]

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫13 تعليق

  1. الزمن زمنكم والنفاق سمتكم ولعبتكم الاعلامية وهل طرح الكاتب الفذ وكيف تسيطر دولة صغيرة كاسرائيل على تطلعات واحلام وسياسات دول عربية هل وقفت ضخامتها السكانية او العددية حاجزا ثم السيطرة لا تتم بشكل فاضح وانما يكفي ان تتذكر ما هي ردة الفعل عندما هدد القرضاوي بان مصر ستحرم من المليارات القطرية فيما لو لم يتم التصويت للاخوان .اظن الكاتب يعرف السيطرة عن طريق المساعدات وتبادل المصالح بين الحومة الداعمة والمنفذة لا يحتاج سوى الى تفاهمات عقائدية لا سياسية ا.اما الزواج السلفي القطري والاخواني المصري فلا يقنعنا انه لا يجوز او محرم ولا يوهمنا بالموانع العقائدية ما دامت الاومر الامريكية واضحة فهي واسرائيل من سيقطف الثمار واولها في غزة في هدنة طويلة وبيع للمقاومة واستعادة الارض بالسلاح ؟؟ اخيرا لوارادت قطر خيرا لنشرت الحرية والديمقراطية في بلادها وهذا لا يتنافى مع المبادىء الاسلامية كما يدعي البعض

  2. ماشاء إيه الحب والخوف على مصر المفاجئ كان فين مخبي لما عبث مبارك وابنه والأربعين حرامي باقتصاد مصر !!!!!!!!!!!
    مادام إنتم شاطرين لما معظم الشعوب العربيه مقهوره !!!!
    وعجبي العرب بارعين في الكره والتنبئات التي لاتودي ولاتجيبب

  3. ^
    ^
    |
    من يؤيد نظام القمع في سورية الممثل في رئيس غير منتخب و ١٣ فرع مخابرات
    يأتي لي يتفلسف عن نظام منتخب في مصر ويعطي نصائح لم يستعملها مع آل البط

  4. الحمدالله انه شهد شااهد من اهله .. انتظروا قليلاً!!!!! دور السعودية قادم ومن قطر ايضاً هذه المرة الخراب والدمار !!!
    قطر عرابة الفحش بالمنطقة!!!!!!!!!ولكن برافو ا عليه…وهو يعمل للمصلحته ..لانه يتعامل
    مع نعاج ترااه تمادى

  5. هااااااها يا عمر هذا الكاتب من أكثر المعارضين للنظام السورى هل قوله الحقيقة جعلك تعتبره من الشبيحة ايضا …………….الجزائر

      1. لكان اكتب تعليقك تحتو مباشرة مشان ما نفهمك غلط يا ذكى هااااها ……………الجزائر

  6. الديون لا ترحم أحدا، والدولة التى تعطيك منحة أو قرضا لا تعطيه محبة لسواد عيونك. ومهما تحدث المسؤولون عن قرارهم السياسى المستقل فلا تصدقهم، لأنهم لن يستطيعوا فعل ذلك أمام دولة أعطتك قرضا، ومنحتك مساعدة، ينطبق ذلك على قطر وأمريكا أو أى دولة فى العالم

  7. لولا اموال قطر لما وصل الإخوان الى السلطة و يكفي هذا القدر من الكلام

  8. قطر سحبت البساط من تحت سعوديه وصارت هيي الاقو بدول خليج عشان هيك سعوديه عم ترجع تعيد حساباتها

  9. لماذا لا تريدون من قطر ان تساعد مصر هل تريدون من مصر ان تتسول من امريكا وتقترض بشروط تعحيزية وافقار الشعب وحعلها تابعة لسياساتها وسياسة اسراءيل كفاكم كلام فاضي عن مصر فالدولة هي للحميع وليس لفريق واحد كفاكم تفرقة بين المواطنين فالحميع امام القانون سواء لا فضل لعربي على اعحمي الا بالتقوى 0

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *