اتهم سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء جيرالد فايرستاين الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض بتلقي دعم من إيران، بهدف تحقيق مشروعه لفك ارتباط الجنوب عن الشمال بعد 23 عاماً على توحيد شطري اليمن في 22 مايو/أيار 1990.
وقال السفير الأمريكي في مؤتمر صحافي عقده اليوم بمقر سفارة واشنطن بصنعاء، والذي تزامن مع مهرجان التصالح والتسامح بعدن لقوى الحراك الجنوبي: “علي سالم البيض يسكن في بيروت ويتلقى دعماً مالياً من إيران.. ليس لدينا شك في تقديم البيض هذا الدعم للحراك الانفصالي وسيكون مسؤولاً عن ذلك “.
وتابع فايرستاين “نحن قلقون من الدور الإيراني في اليمن، وهناك براهين على دعم إيران لبعض العناصر المتطرفة في الحراك الجنوبي بهدف إفشال المبادرة الخليجية”.
وكان سفير الولايات المتحدة بصنعاء جيرالد فايرستاين قد كشف أواخر العام الماضي عن اتساع ما وصفه بـ”نشاطات إيران العدائية في اليمن”، لتصل إلى درجة دعم طهران لبعض أنشطة القاعدة، بحسب قوله.
وعبّر فايرستاين لـ”العربية.نت” حينذاك عن قلقه مما “يراه من جهود ونشاطات من قبل الحكومة الإيرانية لإنجاز بعض التحالفات ونسج علاقات مع بعض الجهات داخل اليمن”، وقال إن بلاده تدرك العلاقة سواء السياسية أو الدعم العسكري للحوثيين، وترى الأمر عينه مع بعض المجموعات المتطرفة من الحراك الجنوبي.
إيران تريد تحويل الجنوب إلى ميدان صراع طائفي
ومؤخراً قال القيادي بالحراك الجنوبي ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لأبناء الجنوب، محمد علي أحمد، إن أغلب قيادات الحراك ذهبوا إلى إيران لاستجدائها من أجل تقديم الدعم، مشيراً إلى أن إيران تريد تحويل الجنوب إلى ميدان صراع طائفي.
ولفت محمد علي أحمد إلى أن المد الإيراني في اليمن لا يتوقف عند دعم الحركة الحوثية الشيعية في شمال اليمن، مضيفاً بالقول: “إيران طلبت من قيادات الحراك تجنيد وتعليم وتدريب 6500 شاب من الجنوب”.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قال أواخر سبتمبر/أيلول من العام الماضي إن الأجهزة الأمنية في بلاده ضبطت 6 شبكات تجسس، تعمل لمصلحة إيران، وإن طهران تدعم إعلاميين وسياسيين معارضين لإجهاض العملية السياسية المستندة إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
مهرجان التصالح والتسامح
واحتشد عشرات الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي اليوم الأحد في مدينة عدن جنوب البلاد في مهرجان التصالح والتسامح من أجل طي صفحة اقتتال أهلي شهدته المدينة يوم 13يناير/كانون الثاني 1986 بين فصيلين في الحزب الاشتراكي الحاكم في الجنوب آنذاك, وخلف جروحا مناطقية وعرقية إضافة إلى أكثر من 13 ألف قتيل سقطوا حينها.
وخلال المهرجان ألقيت كلمة للرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض جدد فيها موقفه الرافض حل القضية الجنوبية بالفيدرالية، مؤكداً مطالبته بالاستقلال، قائلاً إن “لدينا إمكانية لإقامة أجهزة الدولة في فترة قصيرة”.