حتى لا تصطادك العفاريت في…

لم أؤمن أبدا بوجود العفاريت، ودائما كان رأيي أنها مجرد خرافات لا وجود لها، ولكن جاء اليوم الذي أغير فيه رأيي تماما.
ففي ذات يوم وأنا في طريقي إلى البيت بعد إنتهاء العمل دخلت محلا لبيع الكتب، فأنا أعيش وحدي وليس لي تسلية أحبها أكثر من القراءة، وأخدت أدير عيني بسرعة على عناوين الكتب، فلفت نظرى كتابا بعنوان (قواعد يجب إتباعها حتى لا تصطادك العفاريت) فإشتريته من باب التسلية ليس إلا، فلا يوجد أي شخص على وجه الأرض يستطيع إ قناعي بهذه الخرافات.
وعندما ركبت الحافلة تصفحته بسرعة، فقرأت في أوائل الصفحات (مقدمة عن هؤلاء الذين لا يؤمنين بوجود العفاريت) ثم بعد المقدمة…
قاعدة رقم 1 : إذا كنت تنام وحدك في السرير فيجب أن تكون في المنتصف تماما وتفرد جسمك حتى لا تدع أحدا ينام بجانبك…
الظاهر أنه كتاب كوميدي نوعا ما …فضحكت بصوت عال وإعتبرته كتابا للنكت.

قاعدة رقم 2: إذا مشيت في شارع مظلم فلا تنظر خلفك أبدا
قاعدة رقم 3 : إذا سمعت أصواتا غريبة في المنزل – على الرغم أنك وحدك –  فلا تنزعج وتغاضى عنها كأنها غير موجودة !
فقلت لنفسي ما هذا الهراء ؟! …فلنفترض أنها إصطادتني بالفعل فماذا ستفعل بي؟؟! فقلبت الكتاب فوجدته يزيد عن 2000 قاعدة بالشرح! أكل هذا من أجل العفاريت؟!ثم قلبته مرة أخرى فوقعت عيني على…
قاعدة 50: إذا إنقطعت الكهرباء وسمعت أصواتا تنادي بإسمك، فلا تنزعج فإنهم يخافون من الظلام و يريدون منك أن تشعل شمعة!!!
قاعدة 51 :اذا كنت عائدا من العمل ليلا وإنقطعت الكهرباء قبل أن تصل إلى شقتك ولم يكن معك مصدرا للضوء، فلا تجري مسرعا على السلالم حتى لا تدوس على شيئ في الظلام لا تراه!…
وهنا أطلقت ضحكة هيستيرية جعلت الركاب يلتفتون نحوي، و ملأهم الفضول ليعرفوا ما الذي قرأته لأضحك بهذا الشكل…
ثم سمعت صوت المحصل يقول: اليوم أول الشهر وكل الناس جيوبها مليئة، فتنبهت لما يقول…فاليوم أول أبريل و هو يوم ميلادي …فدفعت الأجرة وعدت للكتاب وفتحته عشوائيا على…
قاعدة 600 : إذا كنت تعيش بمفردك في الشقة فمن المؤكد أن هناك قبيلة منهم تعيش معك، فلا تنزعج فهم ودودون للغاية…!!
فسألت نفسي : من هذا المؤلف المهرج؟!…إنني أعيش بمفردي من زمن طويل ولم أشعر أبدا أن هناك أحدا يعيش معي…وعندما وصلت إلى البيت إنقطعت الكهرباء فجأة…وللأسف لم يكن معي أي مصدر للضوء… وبالفعل أصبح السلم مظلما تماما فأخذت أتحسس طريقي، وعندما وصلت لباب الشقة وفتحته رأيت شموعا كثيرة في الصالة وحلوى في المنتصف و سمعت أصواتا كثيرة لأناس لا أراهم تقول :سنة حلوة يا جميييييييل…!!!
وهنا لم أشعر برجلي فقد هربت دون أدنى تفكير… وعندما أفقت وجدت نفسي نزيلا لإحدى المصحات النفسية…
(تمت)

ملاحظة: مصطاد من أجل عفاريت المغارة.