شارك عشرات الآلاف يوم الخميس 17 يناير/كانون الثاني في مراسم تشييع ثلاث ناشطات كرديات، قتلن مؤخرا بالرصاص في باريس، أقيمت في مدينة ديار بكر جنوب شرق تركيا وسط اجراءات امنية استثنائية.
ووصلت جثامين الناشطات الثلاث، وبينهن إحدى مؤسسات حزب العمال الكردستاني سكينة جانسيز، الاربعاء من العاصمة الفرنسية الى اسطنبول وتم نقلها بعد ذلك الى ديار بكر.
ولفت نعوش الناشطات بعلم حزب العمال الكردستاني، فيما حمل المشيعون صورا كبيرة لهن وشعارات كتب عليها “كلنا سكينة” و”كلنا ليلى” و”كلنا فيدان”. وقدر عدد المشاركين في مراسم التشييع بعشرات الآلاف احتشدوا في ساحة “باتيكنت” بديار بكر التي طغى عليها اللون الأسود ومشاهد الحزن والحداد، فيما أقفلت المتاجر والمؤسسات أبوابها.
واتخذت السلطات التركية اجراءات امنية استثنائية حيث نشرت 8 آلاف شرطي في المدينة تم استدعاؤهم من 6 ولايات مجاورة مدعومين بالمدرعات وفرق المهام الخاصة، وحلقت في السماء مروحيات عسكرية. وحذرت الشرطة التركية المشييعين عبر مكبرات الصوت بين الحين والآخر بأنها سترد بالشكل المناسب على اية اعمال استفزازية.
وألقى نواب من حزب السلام والديمقراطية الكردي كلمات خلال مراسم التشييع أعربوا فيها عن الحزن لمقتل الناشطات الثلاث، اذ قال القيادي في الحزب صلاح الدين ديميتراس ان المحتشدين يطالبون بـ”السلام المشرف”، معربا عن تأييد الحزب لمحادثات السلام بين الحكومة وزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان المسجون في تركيا.
وجرت مراسم التشييع بسلام دون تسجيل حوادث أمنية تذكر، على الرغم من المخاوف التي سبقت المراسم حول احتمال وقوع أعمال عنف. ونقلت بعدها جثامين الناشطات الثلاث كل الى مسقط رأسها لمواراتها الثرى.
وكان قد عثر على الناشطات الكرديات، سكينة جانسز احدى مؤسسي حزب العمال الكردستاني، وفيدان دوغان عضوة المركز الإعلامي لكردستان، والناشطة الكردية ليلى سيلمز، مقتولات باطلاق النار عليهن في المركز الإعلامي لكردستان بالعاصمة باريس الأسبوع الماضي.
وحذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مستبقا قبل يومين مراسم التشييع من من أي أعمال تحريض من شأنها إجهاض مسيرة السلام التي أطلقتها حكومته بهدف حل القضية الكردية.
واعتبر أردوغان ان حادثة قتل الناشطات الكرديات الثلاث قد تكون نتيجة صراع داخل حزب العمال الكردستاني، أو محاولة لتخريب جهود أنقرة الرامية الى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني.
ويأتي مقتلهن في وقت تجري فيه الحكومة التركية مفاوضات مباشرة مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، المسجون لديها منذ العام 1999 في جزيرة إيمرالي التركية.