قالت الولايات المتحدة الأميركية الخميس إن بيانا مصريا بشأن التسامح الديني يعد كخطوة أولى طيبة لكن يجب على مصر عمل المزيد بعد نشر تصريحات لاذعة بشأن الصهاينة أدلى بها الرئيس محمد مرسي في 2010.
وأدانت وزارة الخارجية الأميركية بشدة تصريحات مرسي عندما كان قياديا في جماعة الإخوان المسلمين وطالبته صراحة بالتبرؤ منها.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية هذا الأسبوع إنها حصلت على فيديو لخطاب ألقاه مرسي عام 2010 حث فيه المصريين على إرضاع أبنائهم وأحفادهم “كراهية اليهود والصهاينة”.
وأضافت الصحيفة أن مرسي وصف في مقابلة تلفزيونية بعد ذلك بشهور الصهيونيين بأنهم “مصاصي الدماء.. مشعلي الحروب.. أحفاد القردة والخنازير”.
وعقب ذلك صدر تصريحان عن السلطات المصرية قالت في أولهما إن التعليقات انتزعت من سياقها وأكدت التزام مرسي بالاحترام الكامل للأديان وحرية الاعتقاد والعبادة.
وقال التصريح الثاني إن الحكومة المصرية ترفض جميع أشكال التمييز والتحريض على العنف أو العداء على أساس الدين.
وبدا أن هذا التصريح أرضى الولايات المتحدة بعض الشيء لكن مازالت لديها مخاوف.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، “هذا التصريح كان خطوة أولى مهمة لتوضيح أن ذلك النوع من التعليقات الهجومية التي رأيناها في 2010 غير مقبولة وغير مثمرة وينبغي ألا تكون جزءا من مصر ديمقراطية”.
وأضافت “على هذا الأساس نتطلع إلى الرئيس مرسى والقادة المصريين كي يظهروا التزامهم بالتسامح الديني والتمسك بكافة التزامات مصر الدولية قولا وفعلا”.
وذكرت نولاند “نعتبر هذا خطوة أولى جيدة. ينبغي أن يواصلوا السير في هذا الطريق”.
وبذكرها الالتزامات الدولية، بدا أن نولاند تشير إلى اتفاقية السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل في 1979، إذ تقدم الولايات المتحدة لمصر مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 1.3 مليار دولار منذ توقيع معاهدة السلام.
وتبدو تصريحات مرسي مناقضة للصورة الدبلوماسية المعتدلة التي سعى الرئيس المصري لرسمها لنفسه منذ تقلده المنصب العام الماضي ويمكن أن تثير قلق حلفاء مصر الغربيين الذين يحتاج إلى مساعدتهم لمواجهة الأزمة المالية التي تمر بها مصر.
وتحاول الولايات المتحدة التي كان الرئيس السابق حسني مبارك حليفا وثيقا لها حتى إسقاطه في انتفاضة شعبية عام 2011، أن تبني علاقة اعتماد متبادل مع مرسي.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق هذا الأسبوع إنها أبلغت السلطات المصرية بأن تصريحات مرسي ستكون بالتأكيد مبعث قلق في الكونغرس الأميركي الذي تحاول إدارة أوباما إقناعه بتقديم دعم اقتصادي لمصر.