علقت الصحيفة فى افتتاحيتها على قرار إعادة محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك، وقالت إن اتخاذ قرار إعادة المحاكمة كان سريعا، والغريب أنه سريع حتى وفقا لمعايير الإجراءات القانونية الغربية.
وترى الصحيفة أنه لا شئ واضح ولا أحد يستطيع تفسير ما يحدث بشكل موثوق فيه، ربما يتم تقديم ذلك على أنه انتصار قانونى لمبارك، وفى نفس الوقت ربما يكون خطوة أخرى لإلهاء الجماهير عن مشاكلها اليومية وعن الإخفاقات التى لا يمكن إنكارها للإدارة الجديدة، ولعل هذا هو التفسير الأكثر احتمالا
وتتابع قائلة “ليس معقولا أن مبارك المسن والمريض يفوز فى معركة قضائية، وأن تمنحه المؤسسة القانونية المصرية استراحة فى تحدى لأسياد البلد الآن من الإخوان المسلمين الذين لا يخفى على أحد عدائهم لمبارك، ولم يكن القضاء المصرى مستقلا أبدا عن التلاعب الحكومى وليس من المرجح الآن أكثر من أى وقت سابق أن يستعيد قوته”.
فنظام الإخوان المسلمين تحت حكم محمد مرسى قد خنق القضاء تماما عندما قام بتحصين قراراته ضد الأحكام القضائية فى إعلانه الدستور المثير للجدل فى نوفمبر الماضى (قبل أن يتم إلغائه).
وتمضى الصحيفة قائلة إن المحاكمة الأولى لمبارك حملت كل بصمات المحاكمة الصورية برغم حكمها المختلط بالبراءة من اتهامات الفساد والسجن المؤبد فى قضية قتل المتظاهرين.
وتلك المحاكمة الصورية تخدم أغراضا دعائية للحكام وهدفها تخويف من يمكن أن يكونوا معارضين، وكانت أحكامها محددة مسبقا على حد زعم الصحيفة.
والاحتمالات الآن تضيف الصحيفة الإسرائيلية، أننا أمام محاكمة صورية أخرى أكثر ترفيها للجماهير وأكثر إلهاء للحشود، فمصر ستعود مرة أخرى إلى الصدمة التى شهدتها قبل عامين وربما يأمل قادتها أن يخفف هذا الضغوط عنهم.
وترى جيرزواليم بوست، أن المجتمع الدولى لا يبدو مباليا، فرغم أن قادة أوروبا وأمريكا كرموا مبارك من قبل إلا أنهم تراجعوا ووصفوه بعد ذلك بالمستبد، وصفقوا لمن جاءوا بعده وبطلائع الربيع العربى، لكن الحقيقة أن مبارك ورغم أنه لم يمكن نموذجا ديمقراطيا إلا أنه لم يكن الأسوأ بين الحكام المستبدين فى الشرق الأوسط.