تشير استطلاعات الرأي في إسرائيل إلى أن نحو 50% من الناخبين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، لا ينوون المشاركة في الانتخابات أو التصويت للمرشحين الفلسطينيين. وهو ما يرجعه باحثون لعدم قناعة الناخبين بقدرة هؤلاء النواب على تسجيل أي إنجاز لصالح فلسطينيي 48 في إسرائيل، إضافة لغياب قائمة واحدة تضم كل الأحزاب العربية.
ويعد فلسطينيو الـ48 من بين أكثر الأقليات خصوصية في العالم. فنحو مليون وربع المليون فلسطيني ما زالوا موزعين في البلدات العربية التي ظلت موجودة ضمن السيادة الإسرائيلية بعد النكبة الفلسطينية, يعيشون بين المواطنة الإسرائيلية التي منحت لهم والانتماء الوطني.
ويتوجه المواطنون العرب مرة كل أربع سنوات مع سائر الإسرائيليين لصناديق الانتخاب, لاختيار ممثليهم في الكنيست.
وفي الانتخابات القريبة تسعى الأحزاب المختلفة لا سيما العربية منها إلى رفع نسبة التصويت بين العرب بعد أن وصلت إلى 52% فقط عام 2009، لكن استطلاعات الرأي وبعض الدراسات التي أجريت أخيرا تظهر أن نسب التصويت بين العرب لن تختلف كثيرا بل إن نحو 50% من الناخبين بينهم, لا ينوون المشاركة.
ويعزو الباحثون ذلك إلى اللامبالاة التي تسود في أوساط هؤلاء، إما بسبب اقتناعهم بعدم قدرة النواب العرب على تسجيل إنجازات لمصلحة الأقلية العربية في إسرائيل في ظل سيطرة اليمين, أو لغياب قائمة واحدة تضم كل الأحزاب العربية والتيارات في صفوفها، وعلى النقطة الأخيرة تختلف تفسيرات الأحزاب، وليس غياب القائمة الواحدة هو وحده الذي يدفع البعض إلى العزوف عن المشاركة في الانتخابات.
الحركة الإسلامية في إسرائيل منقسمة على نفسها في هذه المسألة التي تعد أحد أسباب الانشقاق الحاصل بين أطيافها مع أن من لا يشارك في الانتخابات يمنح حرية القرار لجمهور مؤيديه. أما حركة أبناء البلد التي كانت هي أيضا قد شهدت انقسامات في صفوفها في الأعوام الماضية فلا ترى الكنيست ممثلا لقضايا فلسطينيي 48.
في المقابل، ثمة من يؤيد الأحزاب الصهيونية ويترشح في إطارها, على الرغم من أن الجولات الانتخابية التي جرت في العقدين الماضيين تظهر تراجعا بين العرب في تأييد تلك الأحزاب، إلى جانب حزب العمل هناك مرشحون عرب في مختلف أطياف الأحزاب الصهيونية.
أما المرأة العربية التي سبق وأن دخلت الكنيست عبر حزبي ميرتس والعمل, فقد نجحت في إطار الأحزاب العربية لأول مرة في انتخابات 2009.
وتتوقع الاستطلاعات أن تحصل الأحزاب العربية على عشرة مقاعد أو أحد عشر مقعدا, وفي الكنيست المقبل ستبقى في إطار المعارضة البرلمانية كما هو الحال منذ إنشاء الحياة البرلمانية في إسرائيل.
وستكون ملفات تطوير المجتمع العربي وإنعاش الأوضاع المعيشية المتردية في أولويات تلك الأحزاب ,لكن إلى جانبها ولاء معظم شرائح المجتمع الفلسطيني في إسرائيل لقضايا الشعب الفلسطيني.