أفقدته غارة إسرائيلية قبل عشر سنوات بصره، من يومها قرر تحدي الإعاقة بمهنة معقدة.
ينتمي يوسف قويدر الكفيف الفلسطيني إلى مدينة خان يونس، ولولا مبادرته بالإخبار عن فقدان بصره، فإنه يصعب على من يلمحه أن يشك في أنه ضرير.
يقوم قويدر بمعظم أعماله بنفسه دون مساعدة أحد، وهو متايمكن أن يجمعه بكفيفين آخرين من مختلف أنحاء العالم تحلوا بشيء من الإرادة، لكن ما يميز يوسف قدرته على تفكيك الأجهزة الكهربائية وصيانتها بحرفية متناهية.
يروي قويدر باللهجة الفلسطينية بعضا من ملامح قدرته على التغلب على الإعاقة وتقزيمها داخله ومن حوله: “حتى يعني بعض من أصحابي بسوق سياراتهم، بس بكونوا جمبي (قربي)، لحتى الآن الناس في الشارع بتصدقش (لا تصدق) إني بشوفش (لا أرى) لأني بطلع عالبلد وبروح عالسوبر ماركت وباجي لوحدي (..) مفيش حاجة مستحيلة، (لايوجد مستحيل) لأنه اللي صنعها (الأدوات الكهربائية) إنسان، والإنسان اللي صنعها هو صح ذكي كتير لكن أنت ليش ما تصلحها؟”.
وللصيانة على يد يوسف ، شكل آخر ، فهو يستدل على نجاح مهمته بطرقه الخاصة، يستخدم فيها باقي مهاراته الحسية بثقة عالية، فتنجز المهمة على أكمل وجه ويصلح العطب، ويرمم الخلل، وتعود للأجهزة الكهربائية عافيتها المرجوة فترتسم ابتسامة رضى تضيء الظلمة التي يرفض يوسف أن ينهزم أمامها.
وضمن طقوس النجاح يجالس أبو محمد أطفاله ضمن استراحة صغيرة، يلاعبهم، ويداعبهم، ويمني النفس برؤية صورهم يوما ما لقوله “نفسي أشوف، منية عيني نفسي أشوف أولادي بس مش أكثر (أتمنى رؤية أولادي لا أريد شيئا أكثر من ذلك)، ، لأني أنا تصاوبت قبل ما أتزوج (أصبت بالعمى قبل الزواج)، هذه أمنية حياتي في الدنيا، بس مش أكتر”.