تتفاعل قضية الطلبة السوريين في بريطانيا بشكل متواصل بعدما تقطعت السبل بالمئات منهم بسبب إغلاق السفارة وانقطاع التمويل، فيما دعت منظمة حقوقية الحكومة البريطانية إلى التدخل من أجل إنقاذهم وحل قضيتهم، بينما قال القائم السابق بأعمال السفير السوري في لندن خالد الأيوبي لـ”العربية نت”: إن “أوضاع الطلبة المبتعثين تدهورت بالفعل منذ إغلاق السفارة في شهر تموز/يوليو الماضي”.
وكشف الأيوبي أن عدد الطلبة السوريين المبتعثين في بريطانيا والذين يعانون أوضاعاً صعبة في الوقت الحالي هو 459 طالباً فقط.
وشرح الأيوبي آلية تمويل الطلبة المبتعثين وكيفية تضررهم، حيث قال لـ”العربية نت” إن مشكلة هؤلاء الطلبة بدأت عندما تم تشديد العقوبات على سوريا، فرفض بنك “أتش أس بي سي” تمرير الحوالات المالية من وزارة التعليم العالي السورية إلى السفارة، وذلك بسبب أن الحكومة السورية كانت تدرج هذه الأموال في إطار “رواتب دبلوماسيين”.
وبحسب الأيوبي فقد تم الاتفاق لاحقاً على أن يتم التحويل للطلبة مباشرة، بعد أن يتم تزويد البنك بقوائم تتضمن أسماء الطلبة وأرقام حساباتهم، وهو ما لم يستمر طويلاً، حيث طلبت الحكومة السورية لاحقاً من الطلبة فتح حسابات في المصرف التجاري السوري على أن يتم الإيداع هناك، ومن ثم يتولى كل طالب التحويل بمساعدة أقاربه داخل سوريا.
ويقول الأيوبي إنه منذ إغلاق السفارة السورية أبوابها في لندن، أصبحت القوائم بأسماء الطلبة وبياناتهم غير متوفرة، لا لوزارة التعليم السورية، ولا للبنوك البريطانية، ولا للحكومة البريطانية، وهو الذي زاد من معاناتهم، وجعلهم بالفعل مهددون بفقدان مقاعدهم والترحيل من البلاد.
من جهتها، نقلت جريدة “الغارديان” البريطانية عن منظمة “أفاز” الحقوقية قولها، إن 670 طالباً سورياً في بريطانيا، معظمهم من طلبة الماجستير والدكتوراه، مهددون بفقدان مقاعدهم الجامعية، ومن ثم الترحيل من البلاد نتيجة انقطاع التمويل عنهم بسبب الأوضاع في بلادهم.
ودعت المنظمة الحكومة البريطانية للتدخل من أجل الحيلولة دون ترحيلهم واتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهم من فقدان مقاعدهم الجامعية.
يشار إلى أن غالبية هؤلاء الطلبة هم من المبتعثين الذين كانوا يدرسون على حساب الحكومة السورية، وبمجرد إغلاق السفارة السورية في لندن أبوابها منذ أكثر من أربعة شهور انقطع عنهم التمويل، بما في ذلك مصاريفهم المعيشية ورسومهم الجامعية.
وقال لويس موراغو، رئيس منظمة “أفاز” إن “المملكة المتحدة التي فعلت الكثير من أجل سوريا، ما زالت حتى هذه اللحظة لم تقدم المساعدة لمئات الطلبة السوريين الدارسين في جامعاتها، والذين يواجهون التهديد بفقدان مقاعدهم الجامعية ومستقبلهم الدراسي”.
وأضاف موراغو: “يجب على الحكومة البريطانية أن تتدخل لضمان تمكين هؤلاء الطلبة من إكمال دراستهم في المملكة المتحدة”.
وكان وزير شؤون الجامعات في الحكومة البريطانية، ديفيد ويليتس، أكد في بيان له الأسبوع الماضي أنه يجري العمل حالياً مع وحدة التعليم العالي في المملكة المتحدة “لتحديد سبل مساعدة الطلاب السوريين على مواصلة دراستهم بالجامعات البريطانية والاستفادة من التمويل”.