الإسرائيلي الذي وضع حبة حصى مؤلمة في حذاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحقن فوزه بطعم الهزيمة بانتخابات أمس، هو كاتب وصحافي وممثل ومذيع نشرة أخبار وهاوي ملاكمة ومقدم برامج تلفزيونية سابق، ولا يملك أي خبرة في العمل السياسي الذي بدأه منذ عام فقط، حتى أنه أسس حزبه “ييش عاتيد” منذ 9 أشهر فقط، مع ذلك حصل على 19 مقعدا، وأصبح ثاني أكبر الأحزاب في الكنيست الجديد.
يائير لبيد، محاط بالصحافة والإعلام وكتابة الروايات منذ ولد في 1963 بتل أبيب، فهو ابن الصحافي ووزير العدل الراحل، يوسيف لبيد، المعروف باسم طومي، والذي توفي قبل 4 سنوات، واشتهر بمواقفه الحازمة ضد المتشددين اليهود. أما والدته، شولاميت، فكانت صحافية أيضا وكاتبة وروائية شهيرة في إسرائيل، وهو متزوج من صحافية وكاتبة معروفة اسمها “ليحي” تعرف إليها أثناء خدمته في الجيش، وله منها ابنان وبنت مقعدة في البيت لاعتلالها بمرض التوحد.
ومع أن اسم “يائير” العبري معناه “ينير” بالعربية، إلا أنه أطفأ كل مصابيح الفرح التي أعدها نتنياهو مسبقا للاحتفال بفوز ساحق توقعه لحزبه، الليكود بيتنا، وظن بأنه سيحصل على 46 مقعدا، فإذا بيائير يخيب ظنه فحصل على 31 مقعدا فقط، وكان فوزا طعّمه يائير بمذاق الهزيمة الواضحة.
موقف لحظة: من الصحافة والتلفزيون إلى السياسة
وبحسب ما جمعته “العربية.نت” من معلومات ملخصة عن يائير لبيد، فقد عمله الصحافي كمراسل في 1986 لمجلة يصدرها الجيش الإسرائيلي، في وقت كان يكتب فيه لصحيفة معاريف، وفي 1988 عينته مجموعة “يديعوت أحرونوت” رئيسا لتحرير صحيفة محلية كانت تصدرها لتل ابيب فقط، وبعد 3 أعوام بدأ يكتب مقالا أسبوعيا في الملحق الأسبوعي لمعاريف ومن بعدها لنظيرتها يديعوت أحرونوت.
ثم بدأ يعمل في 1994 مقدما لبرنامج تلفزيوني يتضمن لقاءات وحوارات مساء كل يوم جمعة بالقناة الإسرائيلية الأولى، وفي العام نفسه قام بتمثيل دور بفيلم إسرائيلي، ثم عمل مقدما لبرنامج حواري آخر في القناة التلفزيونية الثالثة، وبعدها في 1999 بدأ ببرنامج شبيه في القناة الثانية، وهو مؤلف 7 كتب، معظمها تنفع لمسلسلات تلفزيونية، وأحدها للأطفال، وآخر جمع فيه بعض مقالاته.
مواقفه ورأيه بكيفية التعامل مع الفلسطينيين
وجمعت “العربية.نت” ما تيسر من أقوال يائير، خصوصا في الأشهر القليلة الماضية، ومنها قوله قبل 4 أشهر في كلمة ألقاها في مستوطنة بالقدس المحتلة: “يجب الانفصال نهائيا عن الفلسطينيين، بإقامة جدار بيننا وبينهم”، مضيفا: “لن يكون هناك شرق أوسط جديد، ولن يكون هناك ثلاثة ملايين فلسطيني داخل حدود دولة إسرائيل”.
ثم عرض رأيه بالحل المستقبلي ولخصه بعبارة “إن كل إنسان عاقل ومنطقي يعرف كيف سينتهي الأمر. ستكون هناك دولة فلسطينية، والتجمعات الاستيطانية ستكون جزءا من إسرائيل” كما قال.
وكشف في الكلمة التي ألقاها ذلك الوقت في المركز الجامعي بمستوطنة أريئيل، عن برنامجه السياسي وبأنه يربط انضمامه إلى حكومة مقبلة باستئنافها للمفاوضات مع الفلسطينيين، لكنه رفض الاعتراف بحق العودة للاجئين وانسحاب إسرائيل من القدس الشرقية.
وقال يائير “لا ينبغي المجيء إلى المفاوضات فقط مع غصن زيتون مثلما يفعل اليسار، ولا مع بندقية مثلما يفعل اليمين، وإنما نأتي إليها من أجل التوصل إلى حل، ونحن لا نبحث عن زواج سعيد مع الفلسطينيين، وإنما عن اتفاق طلاق يمكن العيش معه”.
“لا يتعين علينا أن نحل مشكلة إيران من أجل العالم”
وانتقد سياسة نتنياهو بشأن إيران، وقال: “إن قصف المنشآت النووية الإيرانية لا ينبغي أن ينزل عن الطاولة، لكنه الخيار الأخير، ولا يتعين علينا أن نحل المشكلة من أجل العالم، وإنما دفع العالم إلى حل المشكلة من أجلنا، وعلينا أن نكون القوة المحركة خلف تحالف دولي برئاسة الولايات المتحدة لكي يخنق النظام الإيراني حتى انهياره”.
وبعدها بشهر، أي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال إنه بات مقتنعا بأنه إذا قامت إسرائيل بتبني موقف عنيد فيما يتعلق بموضوع القدس، كما هو الحال مع حق العودة “فإن ذلك سيؤدي بالفلسطينيين للتنازل عن مطالبتهم بأن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية “.
ذكر لبيد ذلك في محاضرة له أمام “مجلس السلام والأمن” وهي جمعية تضم أعضاء سابقين بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية ممن يعملون “على تقدّم العملية السلمية مع الفلسطينيين” بحسب ما يقولون. وبعد المحاضرة سأله أحد الحضور: “هل تقصد أن يصبح 300 ألف فلسطيني يعيشون في القدس إسرائيليين”؟ فرد بالإيجاب بعبارة: “في إسرائيل يعيش الكثير من العرب، ويجب أن نتعلم كيف نعيش معهم”.. هذا ما قاله يائير الذي يتوقعون بأن يخلف نتنياهو في يوم من الأيام.