عرفت حالات اختطاف الأطفال في الجزائر ازدياداً مخيفاً في السنوات الأخيرة، حيث تجاوز معدلها الشهري خمس عشرة حالة، ما خلق خوفاً ورعباً بين الأهالي، واستنفارا أمنياً عالياً لمواجهة هذه الظاهرة وتقديم المجرمين للعدالة.
بألم وحرقة تبكي أم ياسر ابنها المختطف منذ أكثر من ثمانية أشهر، تشتم رائحته، تتلمس ثيابه، تداعب صورته وتتذكر عيد ميلاده الثاني قبل ستة أيام فقط من اختطافه، فلا تجد سبيلاً سوى الدعاء لعودته سالماً.
وتبدو حالة ياسر حلقة من مسلسل اختطافات تطال الأطفال في الجزائر، وهي الظاهرة التي باتت تؤرق الآباء وتستنفر السلطات الأمنية بعدما وصلت إلى خمس عشرة حالة شهرياً.
ظاهرة بدأت تستفحل في البلاد وحالات اختطاف في الجزائر بحسب مختصين تتوزع أهدافها بين الاستغلال الجنسي، وطلب الفدية، والمتاجرة بالأعضاء.
ولأن الظاهرة أخذت أبعاداً خطيرة، فقد وضعت الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل خطاً أخضر للتبليغ عن حالات الاختطاف، غير أن هذا الحل يبقى ناقصاً في نظر أغلب الجزائريين، في وقت ينتقد فيه رجال القانون ومنظمات المجتمع المدني غياب قوانين رادعة للحد من الظاهرة.
وفي انتظار قوانين أكثر ردعاً، بدأت العائلات الجزائرية باتخاذ إجراءات صارمة أثناء تنقل الأطفال إلى المدارس أو اللعب في الساحات، وكأن مجرد لحظات لعب دونما خوف أصبحت الحلم الكبير لأطفال الجزائر.