طارق الحميد – الشرق الأوسط

أحداث الذكرى الثانية لثورة 25 يناير (كانون الثاني) بمصر تقول لكل متشكك، أو متفائل، إن ليل مصر طويل، وإن المعارضة لحكم «الإخوان» حقيقية، وعميقة، وتزداد يوما بعد الآخر، رغم كل محاولات التنفيس التي تتم في مصر، سواء إعلاميا، أو سياسيا، أو حتى ترهيبيا.

فما شهدته مصر كلها طوال يوم الجمعة الماضي، وما تبعه، يقول بأن لا استقرار في أرض الكنانة على المستوى المنظور طالما أن لا حلول جادة تتخذ هناك، وواقعية، لتطمين الناس والسير بمصر إلى الأمام.

أحداث الذكرى الثانية لثورة 25 يناير تقول إن أزمة مصر عميقة، وليست سهلة، ولا يمكن أن تفرض فيها حلول منقوصة، سواء بالقوة أو التذاكي، خصوصا أن هناك طرفا يشاهد، ويترقب كالصقر، وهو الجيش؛ فالنظام الإخواني لا يملك القوة الرادعة ليتمكن من تكميم الأفواه، أو فرض أمر واقع، فقوة الجيش لا تضاهى، هذا عدا عن التقارير الإعلامية الغربية التي تقول إن «الإخوان» لم يستطيعوا فرض سيطرتهم على مفاصل الدولة المصرية، سواء على مستوى التكنوقراط، أو الشرطة، وحتى الإعلام الرسمي وليس الخاص، هذا عدا عن قطاع الأعمال.

إشكالية «الإخوان»، وليس بمصر وحدها بل في كل دول الربيع العربي، أنهم نفروا الجميع بشراهتهم على السلطة، ورغبتهم العارمة في الاستحواذ على كل شيء؛ من النقابات وحتى الرئاسة والبرلمان والشورى والحكومة، وهذا عبث سياسي لا يفعله حتى مبتدئ بالسياسة، فكيف بجماعة مارست العمل الحزبي طوال ثمانية عقود؟ أمر محير فعلا، وهو استعجال «الإخوان» لحصد كل شيء، والانقلاب على شركائهم في الثورة، علما بأن «الإخوان» كانوا من المتأخرين بالخروج على مبارك! ولذا فإن الحقائق تقول إن «الإخوان» يخسرون وبسرعة مذهلة ليس بمصر، وإنما في جل الدول العربية، فعندما تشاهد الناس ما تشاهده في مصر، خصوصا مع وقوع قتلى بصفوف المتظاهرين، فإنها، أي الناس، ترى «الإخوان» بنفس العين التي رأت فيها مبارك، أو غيره، خصوصا أنه في نفس يوم سقوط القتلى بمصر سقط في الفلوجة بالعراق ستة قتلى عراقيين من المتظاهرين ضد المالكي على يد الجيش العراقي!

وعليه فطالما أن «الإخوان المسلمين» في مصر لم يدركوا خطورة الأوضاع في بلادهم، وحقيقة المعارضة لهم، خصوصا أن «الإخوان» قد وحدوا الجميع ضدهم بسبب الأخطاء القاتلة التي ارتكبوها في مصر، فإن ذلك يقول لنا إن «الإخوان» يخسرون، وأسرع مما اعتقد الجميع، سواء في مصر أو خارجها، والمهم بالطبع هنا هو الداخل المصري؛ فآخر ما يريده «الإخوان» أن يرثوا حكم دولة منقسمة، وانقسامها، أي مصر، جاء على يد «الإخوان» أنفسهم، مما يعني أن خسارة «الإخوان» ستكون مكلفة جدا، وهذا ما لم يتنبه له عقلاؤهم إلى الآن، حيث لا صوت معارض لما يفعله «الإخوان» من داخل الجماعة نفسها!

ملخص القول أن ما يحدث في مصر يتطلب حلولا جادة جدا، وسريعة، وليس تذاكيا، أو مسكنات، وإلا فإن ليل مصر طويل، مثلما أن ليل «الإخوان» في المنطقة كلها سيكون شديد السواد!

[email protected]

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫20 تعليق

  1. طالما الشعب المصري بدأ يعي خطورة الإخوان رأيي ان فجر مصر بدأ و معه بأذن الله فجر كل بلداننا العربية التي يُحضر لها سلطة و نظام شبية بالسلطة المصرية
    ليس صدفة وصول الإخوان الى كل بلدان الربيع العربي و الذي سماه البعض منذ البداية الربيع الإخواني

  2. وصول قائد القوات الأمريكية للقاهرة في زيارة لعدة ساعات:
    وصل مطار القاهرة الدولي، الأحد 27 يناير، قائد القوات الأمريكية، وقائد العمليات الخاصة المشتركة، جوزيف فوتيل، ومدير إدارة مكافحة الإرهاب بوزارة الدفاع الأمريكية، ماثيو أولسن، في زيارة لمصر تستغرق عدة ساعات.
    كان في استقبال الوفد أعضاء السفارة الأمريكية بالقاهرة.
    “الخبر من بوابة اخبار اليوم المصرية”.

    وقبله كان عندنا رئيس الحرس الثورى الايرانى فى زيارة للجماعة.
    وفيه صور ظهرت مؤخراً بيقال انها من بورسعيد لظهور قناصة، واهالى بورسعيد بيؤكدوا ذلك، وامبارح تم القبض على عناصر غير مصرية بيقال انها كانت ترتدى زى الجيش، وفيه خبر غير مؤكد حالياً بان الرئاسة تطالب بالافراج عنهم.
    فهل هناك رابط بين الزيارتنا ومايحدث الان، خصوصاً وأن النظام عندنا ساكت ولا حس ولا خبر، ولا اكن شئ بيحدث فى مصر!!!

  3. “وعليه فطالما أن «الإخوان المسلمين» في مصر لم يدركوا خطورة الأوضاع في بلادهم، وحقيقة المعارضة لهم، خصوصا أن «الإخوان» قد وحدوا الجميع ضدهم بسبب الأخطاء القاتلة التي ارتكبوها في مصر، فإن ذلك يقول لنا إن «الإخوان» يخسرون، وأسرع مما اعتقد الجميع، سواء في مصر أو خارجها، والمهم بالطبع هنا هو الداخل المصري؛ فآخر ما يريده «الإخوان» أن يرثوا حكم دولة منقسمة، وانقسامها، أي مصر، جاء على يد «الإخوان» أنفسهم، مما يعني أن خسارة «الإخوان» ستكون مكلفة جدا، وهذا ما لم يتنبه له عقلاؤهم إلى الآن، حيث لا صوت معارض لما يفعله «الإخوان» من داخل الجماعة نفسها!”
    ــــــــــــــــ
    هم عندهم هاجس وبعبع اسمه صباحى والبرادعى هم وانصارهم، ومعتقدين ان الاتنين دول هم اللى بيحركوا المعارضين ليهم واللى بينزلوا فى الشوارع ويهتفوا ضدهم… للاسف ثقافة القطيع التى تحكمهم، مخلياهم يعتقدوا ان كل الناس زيهم مسيرين ومطيعين للاوامر، مش فاهمين ان الناس دى اللى اتجمعوا بالالف فى ميادين تحرير مصر اول امبارح بيتحركوا بدافع حب البلد وخوفهم فعلا على مصلحتها، وانهم مابيتلقوش اوامرهم لا من برادعى ولا حمدين ولا حتى الجن الازرق، ولو واحد من الاتنين دول قال راى مش عاجبهم بينقلبوا عليه ويمكن يعادوه فى سبيل مصلحة مصر فقط لا غير.

  4. هذا عدا عن التقارير الإعلامية الغربية التي تقول إن «الإخوان» لم يستطيعوا فرض سيطرتهم على مفاصل الدولة المصرية، سواء على مستوى التكنوقراط، أو الشرطة، وحتى الإعلام الرسمي وليس الخاص، هذا عدا عن قطاع الأعمال.
    ــــــــــــــــــــــ
    حاليا بيحاولوا يوقعوا بين الشعب والجيش والشرطة، لانه الوقيعة هى مكسبهم الاساسى لبداية التمكين الحقيقى… بس إن شاء الله هايكون ليلهم شديد السواد فى مصر كما جاء فى المقال.

  5. ما يحدث في مصر يجبرني على البكاء عند مشاهدة الشباب تقاوم بشدة و عنف كل الظلم و القهر المفروضين عليها واضح ان ردة فعلهم عفوية و قوية
    اما عن الوقيعة بين الشعب و الجيش و الشرطة ليست بالأمر الهين لأن كل فلول مبارك ستلعب لعبتها المعروفة و هي عناصر مأجورة لكن الجيش المصري جيش وطني بشكل عام قد اكون مخطئة لأنني بعيدة عن الأحداث
    اما عن زيارة رئيس الحرس الثورى الايرانى فلها مغزى واحد لا يخفى على احد فهو لدعم الإخوان كما يدعمون بشار

    1. مساء الخير يا نهى.
      الموضوع مابقاش فلول ولا غيرهم، لان النظام الاخوانى الحالى من زمان طبع معاهم العلاقات وعقدوا هم والعسكر والفلول صفقات، اعتقد ان حملات البراءة اللى بالجملة لرموز مبارك تؤكد ذلك.
      بالاضافة للتصريحات اللى بيخرج علينا بيها بعض الاخوانجية من وقت للتانى زى وزير العدل وغيره باحتمالية التصالح مع رموز النظام المخلوع، واحتمالية التوصل لتسويات بينهم وبين الدولة.
      اعتقد ان موضوع الفلول ده مش فى محله، كانوا نفعوا مبارك ايام ما كان اتخلع، او حتى بعدها.
      ممكن يكون الطرف التالت اللى زهقنا من اخباره ولحد دلوقتى مانعرفش هويته يكون ممول من رجال اعمال نظام مبارك، لكنه بالتاكيد هو الطرف اللى بيخدم دلوقتى على من فى السلطة، وهايخدم على اى سلطة فيما بعد حتى ولوك كانت من المريخ طالمااااااااااااااااااا حكامنا الاجلاء مابيكشفوش عن هويته ولا من يموله.
      جشنا اكيييييييييد وطنى واحنا واثقين فيه وصعب انهم يوقعوا بينا وبينه، لكن لو متابعة اخباربورسعيد هاتعرفى انه حاليا الطرف الخفى بيضرب فى اهل بورسعيد والجيش والشرطة كمان، ودى حاجة يتخاف منها بصراحة.

  6. إنتي فهمتيني غلط يا فاتي
    سلام بدايةً
    افهم تماماً العلاقة الجيدة بين الفلول و الإخوان هو أمر حتمي لأن سياسة مبارك و الإخوان واحدة الى جانب ان الإخوان اكثر وضوحاً بالعمالة

  7. برأيي الطرف الثالث حماس خصوصاً هناك إتفاقيات و تبادل منافع بينهم خصوصاً فيما يتعلق ب سيناء
    أصلاً من أفرج عن الإخوان وقت الثورة و الفوضى ؟؟

    1. الله يسلمك يا نهى، كيفك؟؟؟

      ممممممممممممممممممممممم
      فيه خبر بيقووووول انه حماس ارسلت 7000 عنصر لمصر لحماية الاتحادية.
      الخبر ده لينكه، من جريدة فلسطينية الكترونية
      http://www.shfanews.net/index.php/component/content/article/62-i/17562-i
      فيه اخبار تانية لكنها غير مؤكدة وقريبة من الخبر ده، وجاية من بورسعيد.

      1. حماس ترسل 7 الاف مسلح لمساندة جماعة الاخوان المسلمين فى حماية الاتحادية
        بالنسبه لحماس
        ________________________________________________
        مرحبا خيتو فاتي
        أشك بصحت الخبر , 7 الف شخص ولا احد يُلاحظ دخولهم مصر ؟؟ ولا حتى اسرائيل تُلاحظ ؟؟ هل القوات المصريه هي بحاجه لحماس وقُواتها ؟؟ وهل حماس قادره عن الاستغناء عن هذا العدد بأريضيها بهذا الوضع الحساس ؟؟
        أتمنى يكون الخبر غير صحيح , تحياتي لكي فاتي ,اتمنى لبلدك وشعبك السلامه

        1. مساء الخير أخ عمر، الصراحة الامر محير، وانا بجد لا استبعده.
          المرة اللى فاتت ومن سنتين، لما اتفتحت السجون التليفزيون المصرى كان بيذيع ان حماس هى المسئولة، واغلبنا كدب الكلام ده وقال ده هبل النظام… لكن بعد سنتين اكتشفنا انه كلام سليم، طيب دول ايزاى عرفوا يدخلوا وقتها فى عز جبروت مبارك؟؟؟
          ولو عرفوا يدخلوا وقت النظام السابق، فاكيد اليومين دول دخولهم هايبقى اسهل.
          القوات المصرية ليست بحاجة لحماس اكيد… لكن الاخوانجية محتاجين لشركائهم فى العقيدة.
          عموما احنا فى انتظار اللى هايحصل الايام الجاية وربنا يسترها على بلدنا وعلى الجميع.
          اللهم امــــــــــــــــــين.

          1. فاتي أن كان لحماس يد بقتل مواطن مصري , سأدعي واطلب من الله ان يجعل أسرائيل تُدمر كل شخص من حماس ساهم بتخريب أو قتل واحد من شعب مصر الطيب

  8. شفتي ان معي حق و عندما تعجز حماس الحرس الثوري الإيراني بالخدمة
    السيناريو السوري يتكرر ببساطة

    1. انا من وقت ما الزفت بتاع ايران ده وصل لمصر، وانا مش متطمنة.
      ربنا يستر يا نهى

  9. المساءلة محصورة بين الاخوان وامريكا وايران وحماس
    الفلول لا يعدون نقطة بالبحر ———– بالاخر يتم التقسيم على يد المنافقين
    لكن الشعب البريء خارج اطار اللعبة

  10. ولا شنو يارحال
    تاخذ الحمساويين وتخربون العراق مثل ماسويتو بسوريا ومصر
    ولو انتم سويتو اكثر بالعراق حرقتو البيوت على اهلها — اخر كلام لي معك

  11. اللهم من اعتز بك فلن يذل،
    ومن اهتدى بك فلن يضل،
    ومن استكثر بك فلن يقل،
    ومن استقوى بك فلن يضعف،
    ومن استغنى بك فلن يفتقر،
    ومن استنصر بك فلن يخذل،
    ومن استعان بك فلن يغلب،
    ومن توكل عليك فلن يخيب،
    ومن جعلك ملاذه فلن يضيع،
    ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،
    اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا
    اللهم أني اسألك فهم النبيين
    و حفظ المرسلين و الملائكة المقربين ..
    اللهم أجعل ألسنتنا عامرة بذكرك و قلوبنا بخشيتك و أسرارنا بطاعتك
    أنك على كل شيء قدير ..
    حسبنا الله و نعم الوكيل

  12. اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا محمد و علي آله
    و صحبه و سلم و الحمد لله رب العالمين
    الله إحفظ مصر و شعب مصر

  13. الموضوع مش معارضه لكن سوء استخدام للحريه و لمعنى الثوره وعدم احترام لإرادة الشعب ولا لرئيس الدوله و لا للقضاء وأتصور حتى لو لم يكن الاخوان في الحكم لكانت النتيجه واحده وأسلوب حقي بدراعي هو السائد للأسف

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *