صباح الخميس، كان كوب مقدمة برنامج “صباح العربية” مهيرة عبد العزيز يرتجف بين أصابعها، وهي تقول “قهوة اكسترا شوغر، وما زال طعمها مرا”. كان صباحا مريرا، عندما استيقظت على خبر السطو على حسابها في تويتر من قبل “هاكر” أصبح يبث كلاما معاديا على مرأى 67 ألفا من متابعيها. تقول مهيرة “في التاسعة من صباح الخميس، استيقظت لأجد رسالة الكترونية من تويتر تشير إلى أن الرقم السري لحسابي تم تغييره بناء على طلبي، حينها علمت أن حسابي قد اخترق، وتستطرد: “أول ما قمت به هو إبلاغ إدارة القناة والتوجه لمنزل إحدى الزميلات الذي تحول على مدار اليوم إلى غرفة عمليات ندير من خلالها معركتنا ضد الهاكر”
اعتادت مهيرة أن تتواصل مع متابعيها على تويتر من خلال جهاز الـ “آيباد” الذي يرافقها من مكتبها إلى سريرها، وهو جهاز يوفر خاصية الدخول من خلال تطبيق لا يتطلب تسجيل الرقم السري في كل مرة، لذلك وجدت مهيرة أنه ما زال بإمكانها الدخول إلى حسابها في تويتر من خلال الأيباد، مما يعني أنها تستطيع على الأقل حذف التغريدات التي بدأ الهاكر ببثها.
هنا بدأت لعبة القط والفأر بينهما: مهيرة تكتب تغريدة بأن حسابها قد اخترق فيمحيها هو. وفي المقابل، يكتب تغريدة معادية فتحذفها هي. تقول مهيرة ضاحكة “أصبحنا نتعارك في صفحتي. ربما هذه أول حالة موثقة أسجل فيها نضالا الكترونيا لتحرير الاحتلال الواقع على أرضي الافتراضية في تويتر. لقد نزفت الكثير من التغريدات كي استعيد حقي، وكنت على مدار ست ساعات أضغط على زر الحذف كي أزيل الضرر الحاصل”.
إلى الآن لم يعلن الهاكر عن هويته ولم يرد أحدا أن يعلم بأن الحساب تم اختراقه، مما سبب بلبلة عند البعض، حيث سأل أحد المتابعين لمهيرة، هل أنت على خلاف مع العربية أم أن ما تغردينه مزحة؟”. إلا أن الأمر أصبح أكثر غرابة بالنسبة إلى مهيرة عندما تلقت أكثر من 10 مكالمات هاتفية لم ترد عليها، ورسالة نصية تقول “أنا الهاكر.. ردي!!!”. تضيف مهيرة “شعرت أن ثمة مافيا يمينية منظمة وراء الأمر، كيف تأتيه كل تلك الثقة بأن يتواصل معي هاتفيا معترفا بأنه الهاكر، حينها لم أتردد بالإعلان عن ذلك في تويتر وقمت بنشر هاتفه، إلا أن الأمر أصبح كوميديا عندما انزعج الهاكر من نشر رقم هاتفه وطالبني بالاعتذار علنا”. رغم أن الهاكر قام بمسح التغريدة التي تضمنت رقم هاتفه، إلا أن بعض المغردين الأصدقاء قاموا برصد الرقم قبل حذفه، ومنهم “محمد. ع” الذي أجرى اتصالا هاتفيا مع الهاكر وتفاوض معه لاستعادة حساب مهيرة، إلا أنه رفض وهدد بأنه سينشر رقم هاتفها إن لم تعتذر له شخصيا ولم يحدد ما الذي عليها بالضبط أن تعتذر عنه. قالت مهيرة “محمد قام بتسجيل الاتصال الهاتفي مع الهاكر، وقد أسمعني إياه. كل شيء كان مضحكا بامتياز، خاصة وأنه قال إن سبب تهكير الحساب هو وضعها لصورتها”.
عدما رفضت التفاوض مع الهاكر، اشتدت وتيرة الحرب، حيث اتبع الهاكر هذه المرة سياسة “دق الأسافين” حيث أعلن في تغريدتين متتاليتين موجهتين إلى حساب الشيخين محمد العريفي ونبيل العوضي: “الله يبارك فيك يا شيخنا أهدي لك اختراق هذا الحساب، وبحمد الله غيرت الصورة، ووضعت صورة المجاهدين”. تشرح مهيرة ما حصل حينها “توالت ردود الأفعال وأغلبها مستنكر لما يفعله مع ذكر اسم الشيخين، والبعض الآخر يشجعه، بل وصل بالبعض أن يرسل للهاكر طلبات بأن يجعلهم مشرفين على حسابي، وآخر يقول انشر كل ما تجده عندها على الخاص، لا تردني وأنا أخوك”. بعد ساعات أخرى، أخذ الموضوع منحى تهديديا حيث توعد العاملين في قناة mbc باختراق حساباتهم إذا لم يتوقفوا عن إفساد الأمة، ومنحهم مهلة ٢٤ ساعة، وقال في إحدى التغريدات “إذا ام بي سي أعلنت النفير العام سنجهز جيوش المسلمين ليس فقط سنخترق أجهزتهم، بل سنزحف سندمر مكاتبهم. تكبير يا شباب”.
وبعد 24 ساعة من عملية “التهكير”، كتب أحد الدعاة الإسلاميين واسمه ماجد أيوب على حسابه في تويتر أن الهاكر قام بالتواصل معه وأخبره بقصة اختراقه لحساب مذيعة في قناة العربية، فما كان منه إلا أن نصحه متسائلا “هل يجوز نتعدى على أملاك الناس ونهكر ونقتحم ونخرب بحجة الإنكار؟” وقام بالفعل باستلام الرقم السري والبيانات الخاصة بالحساب، وأوصل الأمانة لمهيرة التي قالت “كان كلام الداعية ماجد أيوب يثلج الصدر، شاب سعودي تلقي تعليمه الجامعي في كندا، ويدرك كيفية مخاطبة العقول” لتنتهي بذلك فصول معركة الكترونية جرت أحداثها في تويتر.