بدت صحراء “لاس فيجاس” مثل جرمٍ سماوي في وسط صحراء نيفادا السوداء في صورةٍ مُبهرةٍ التُقطت من “المحطة الفضائية الدولية” من ارتفاع 250 ميلاً فوق سطح الأرض.
وفى الصور التي التقطها ونقلها عبر “تويتر” رائد الفضاء العقيد “كريس هادفيلد” يبدو ليل مدينة الخطيئة متناقضاً بشكلٍ صارخٍ مع صورةٍ نهارية من “لاس فيجاس” ظهرت فيها المدينة الشهيرة مرئيةً بوضوحٍ تام.
ويُظهر الامتداد الحضري المتزايد في مدينة صحراوية مدى التباين بين مشهديْن في آخر وأكثر العروض المثيرة التي بثّها “هادفيلد” مهندس الطيران الكندي الذي وصل في يوم 19 ديسمبر 2012 على متن المحطة الفضائية الدولية وسيبقى عليها لمدة ستة أشهر.
وذكرت صحيفة “الديلي ميل” البريطانية، أن تغريدة “هادفيلد” التي عرض فيها صوراً جميلة للأرض من أعلى أحدثت ما يشبه الانفجار في متابعيه على “تويتر” الذين وصل عددهم إلى ربع مليون متابع منذ أن التحق بالبعثة الرابعة والثلاثين إلى “المحطة الفضائية الدولية”.
وتتمثل مهمة “هادفيلد” في إجراء التجارب العلمية.
وفي مارس عام 2013 سيكون “هادفيلد” أول قائد كندي للمحطة الفضائية خلال مهمتها الـــ 35 فى المدار الجوي.
ورائد الفضاء البالغ من العمر 53 عاماً يغرّد يومياً على موقعه من “المحطة الفضائية الدولية”، ووصل عدد متابعيه حتى الآن إلى أكثر من ربع مليون شخص.
ونشر “هادفيلد” أكثر من 100 صورة لكوكبنا الرائع على “تويتر” و”جوجل بلس” في الأسابيع الثلاثة الماضية آخذاً بفعلته تلك وسائل الإعلام الاجتماعي إلى آفاقٍ جديدة.
ويقول لمتابعيه إنه ليس لديه وقتٌ كافٍ للنوم لانشغاله بالمهام الرسمية، فضلاً عن غير الرسمية المتمثلة في التقاط الصور. ولكنه يؤكّد أن النظر من نافذة المركبة الفضائية يمثل له مغناطيساً دائماً لا يمكن بأي حالٍ تجاهله.
ومنذ التحاقه بمحطة الفضاء الدولية في 21 ديسمبر الماضي تقاسم “هادفيلد” مع متابعيه صورا مذهلة للمدن المترامية الأطراف، والغلاف الجوي المتوهج وحرائق الغابات الأسترالية المدمرة أيضاً.
ولم ينس “هادفيلد” الصبية الصغار الذين يحلمون بأن يكونوا رواداً بالفضاء، فقد نقل لهم لمحات من حياته اليومية في الفضاء، فضلاً عن قيامه بالرد على جميع أنواع الأسئلة من المعجبين.
وسأله أحد المعجبين عن إمكانية البكاء في الفضاء، فأجابه “هادفيلد”: “إن العيون تدمع لكنها تلتصق ببعضها كالكرة السائلة، فتشعر بلسعةٍ لكن الدموع لا تنهمر”.
وقدّم أيضاً وصفاً كاملاً لوجبة الصباح مصحوباً بصورةٍ كاملة. وغرّد على موقعه: “إن إفطار رائد الفضاء عبارة عن كورن فليكس والعصير والقهوة ورقائق في كيس مع مسحوق الحليب والقهوة”.
ويأخذ رائد الفضاء الأرض تلك اللقطات المذهلة للكرة الأرضية من كابينته التي توفر له رؤية للأرض لا نظير لها.
وبسؤاله عن الكاميرا المفضّلة لديه؟ قال: “إنني أستخدم في المقام الأول طراز نيكون F2s و F3s، مع مجموعةٍ متنوعةٍ من العدسات وأصطحبها معي في السير في الفضاء في الفراغ الموحش”.
وقال: “إن الشيء الأهم الذى يحتل المرتبة الأولى في التغريد على التويتر من الفضاء أنه يستطيع أن يتقاسم مع الناس في جميع أنحاء العالم سحر ودهشة هذا الموقع الجديد لبني البشر”.
وفي وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، أجرى “هادفيلد” واحدة من أكثر المحادثات غرابة على “تويتر” شملت أعضاء في برنامج “ستار تريك” الذي يقدمه رائد الفضاء “بز ألدرين”.
وعندما سأله زميله الكندي “ويليام شاتنر”، إذا كان حقاً في الفضاء، أجاب “هادفيلد”: “نعم يا ويليام شاتنر، نحن في مهمة للكشف عن علامات الحياة على السطح”.