باتت الأهازيج الثورية اليوم فنا شعبيا يجتاح أوساط المعارضين السوريين، حيث تنشر هذه الأغاني الحماسية الأمل بين شعب يعيش الموت والبرد يومياً.
وقابل فريق “العربية” في حلب أحد أشهر مغنيي الثورة السورية قاشوش جرجناز، واسمه الحقيقي رائد الحامض، الذي انتشرت أهازيجه بين الثوار خاصةً، وأشهرها التي تبدأ بـ”ما إلنا غيرك يا الله”.
ولمع اسم جرجناز عندما كان يخرج مع متظاهرين متحدين لعناصر الأمن السوري في بدايات الثورة، حين كان النزول إلى الشارع في سوريا مخاطرةً غير محسوبة العواقب. وبعد أن قتل ثلاثة من إخوانه أراد جرجناز حمل السلاح، فردعه رفاقه من الثوار، لأن الكلمة التي ينشدها هي بذاتها سلاح، على حد قولهم.
وأنشد جرجناز لكاميرا “العربية” الأغنية الأقرب إلى قلبه، “زفناه للشهيد”، وهي الأغنية التي ألفها وأنشدها في جنازة إخوته الشهداء.
يذكر أن قاشوش جرناز لم يدرس الشعر أو الموسيقى، بل الشريعة، لكن صوت الثورة ألهمه فغنى لتحميس السوريين. وعندما بدأ الثوار بالانحراف عن مسارهم، ردعهم المغني الثوري بموال يوصيهم فيه بالبقاء على القضية والحفاظ على التقوى.
وقابل فريق “العربية” في حلب أيضاً منشدا ثوريا آخر يدعى أبو زاهر، غنى خلال استراحة صغيرة لثوار الجيش الحر بعضاً من الأهازيج.