هناك مرضى عرب بالسكري لم يقتلهم الداء الذي يعاني منه أكثر من 220 مليون إنسان في العالم، بل ماتوا أو تفاقمت عللهم من تناولهم دواء صنعوه خصيصاً ليعالج المصابين منهم بالنوع الثاني من السكري، وهو الأكثر شيوعاً، خصوصاً في العالم العربي، حيث عدد مرضى السكري أكثر من 33 مليوناً.
إنه دواء Avandia الشهير، والذي يمكن لذوي ضحاياه من العرب، أو لمن تضرروا بتناوله منهم، مقاضاة صانعيه الآن بعد أن نجح نظراؤهم في بريطانيا بنقل قضيتهم أمس إلى المحاكم ضد الشركة التي كانت تنتجه، مطالبين بتعويضات لفتكه أو لتسببه بمزيد من الأمراض لعدد كبير من 90 ألفاً كانوا يتناولونه في المملكة المتحدة وحدها طوال 10 سنوات، انتهت بسحبه في 2010 من جميع صيدليات العالم، ومعها كل صيدلية عربية.
وبحسب الوارد اليوم الخميس في وسائل إعلام بريطانية اطلعت عليها “العربية.نت”، فإن شركة GlaxoSmithKline المنتجة للدواء مصرة على الدفاع عن نفسها ورفض مبدأ التعويض، رغم أنها عوّضت الحكومة الأمريكية بمبلغ 3 مليارات دولار في تسوية خارج المحاكم، لفتك دوائها بعشرات الأمريكيين أو لتضررهم منه، خصوصاً أن الدراسات أحصت 100 ألف نوبة قلبية تعرض لها متناولوه الأمريكيون وحدهم، من أصل أكثر من 300 ألف نوبة متنوعة في العالم.
القلب يحتقن والتنفس يضيق والمفاصل بين القدم والساق تتورم
وكان “أفانديا” أثار عاصفة كبيرة قبل سحبه من الأسواق، عربياً وعالمياً، بعد التأكد من أنه مسبب خطير لأزمات في القلب والشرايين ولكسور في العظام، وأن “منافعه غير كافية لاستخدامه مقارنة مع المخاطر التي يجلبها”، بحسب ما ورد في 2010 من حيثيات وموجبات اطلعت “العربية.نت” على ملخصاتها، وصدرت ضمن توصيات أوروبية وأمريكية أدت إلى سحبه من التداول لاحتوائه على مادة “روزيغليتازون” الأساسية فيه.
ولهذه المادة مضاعفات جانبية على القلب، وفيها ما يسبب موت إحدى عضلاته، أو فشل فيه ينتج عنه احتقان وضيق بالتنفس خانق، وتورم بالمفصل الواصل بين القدم والساق، لذلك وصل صدى خطرها في 2007 إلى الكونغرس الأمريكي، فأوصى بدرس الدواء، وفي فبراير/شباط 2010 صدر تقرير عن إحدى لجانه أكد أن له علاقة بإصابة عشرات الآلاف بأمراض قلبية متنوعة، وأن الشركة المنتجة كانت على علم بالأمر منذ سنوات، لكنها أبقته طي الكتمان.
مع ذلك يبدو أن هناك اختلافات بين القانون الأمريكي والبريطاني استفادت منها الشركة المنتجة وسمحت لشركة المحاماة الوكيلة عنها في بريطانيا بأن تعلن على لسان ممثلها، دانيال سليد، عن نيتها بالاستمرار في رفض مبدأ التعويضات.
أما في العالم العربي فهناك إمكانية بأن تتشابه قوانين بعض الدول العربية لجهة التعويضات مع الأمريكية، فتلزم “غلاسكو سميث كلاين” بالتعويض على ذوي من سبب لهم دواؤها بالوفاة أو أضر بقلوبهم وشرايينهم وعظامهم، وإثباته سهل عبر الكشوفات الطبية المؤرشفة، خصوصاً لمن تناولوه في مصر ودول الخليج العربي باعتبارهم الأكثر عدداً بين المصابين بالسكري وأكثر من تناول منهم “أفانديا” بين العرب، ولسنوات.
اجريت بحث عن هذا الدواء حيث كتب في النشرة المرافقة له :
يمنع إستعماله لمرضى القلب و الكبد الى جانب الكثير من التفاصيل لذلك من المنطقي ان ترفض الشركة المنتجة دفع التعويضات