تحتفل الإمارات العربية المتحدة هذه الأيام بمرور 250 عاماً على بناء قلعة قصر الحصن العريقة ونحن بدورنا نحاول تسليط الضوء على التاريخ العظيم الذي مرت به القلعة على مر العصور بحسب البيان.
اكتشف الشيخ ذياب بن عيسى، زعيم قبائل بني ياس، نبعاً من المياه العذبة على جزيرة أبوظبي في القرن الثامن عشر، وعلى أثره قام ببناء برج مراقبة لحماية هذا النبع من الدخلاء، حيث تمّ الشروع ببناء البرج مخروطي الشكل في العام 1761، وتلاه بناء الحصن الذي شيّد في نهاية المطاف ليحيط به، والذي اُطلق عليه فيما بعد اسم “قصر الحصن”، الذي أصبح اليوم معلماً ومنارة تاريخية بارزة لتاريخ وحضارة إماراتية عريقة.
وترتقي الأهمية التاريخية لهذا البناء الأثري القديم، لدرجة كبيرة لا يمكن الإحاطة بها أو إعطاؤها حقها بالدرجة الكافية. فالحقيقة التي يجهلها الكثيرون، أن أساسات أقدم أبنية المدينة شُيّدت بالتماشي مع البنية العمرانية لمدينة مكة المكرمة في ذلك الوقت.
فالمصادر الموثقة لتاريخ مدينة أبوظبي تشير إلى أن الحصن يعد من أول المباني التي شُيّدت في الدولة، كما أنه شكّل مقر إقامة العائلة الحاكمة لعدة أجيال.
وفي الوقت الذي شكّل فيه الخليج العربي منذ القِدم شرياناً هاماً للتجارة والأعمال، فقد غرس “قصر الحصن”، بما يحمله من مضامين القوة، الثقة والطمأنينة في نفوس السكان المحليين.
فعلى امتداد مرأى الحصن، يرفرف علم أبوظبي الأحمر والأبيض الذي فرض نفسه في المنطقة، حيث يرمز اللون الأبيض إلى اللؤلؤ واللون الأحمر للدلالة على لون القماش المستخدم من قبل التجار كوسيلة للتعبير عن درجة بياض ونوعية اللؤلؤة، بالإضافة إلى طبيعة البرج الذي يعكس لمسة معمارية متميزة.
وشهد “قصر الحصن” فترات توسّع وتطوير وتحديث وفقاً لتغير البيئة المحيطة به، والتي تواجد بها وعمل على تلبية احتياجات شعبها.
ولعل ما يمنح هذا الصرح التراثي البديع أهميةً خاصة، هو حمله لبصمات البيت التقليدي والمتوارث لعائلة آل نهيان، فقصر الحصن يُعد شاهداً على قصص النجاح المتفردة التي حققتها دولة الإمارات.