يبدو أن يومي السبت والأحد الماضيين هما يوما الشتائم والعنصرية والحركات الفاسدة أخلاقياً، اذ حفلت مباراتي برشلونة وريال مدريد في الدوري الإسباني وأرسنال وتوتنهام في الدوري الإنكليزي بمشاهد خارجة عن النص.
أولها حين أثار مدرب حراس المرمى بفريق ريال مدريد الإسباني سيلفينو لورو، جدلاً واسعاً بعد الحركة غير الأخلاقية التي قام بها بذراعه تجاه دكة بدلاء نادي برشلونة خلال مباراة الفريقين في “كلاسيكو” المرحلة الـ26 من الدوري الإسباني لكرة القدم.
واصطادت عدسات كاميرا قناة “كانال فوتبول” الإسبانية لقطة لمدرب حراس المرمى بالنادي الملكي يعبر فيها عن غضبه من دكة بدلاء برشلونة بحركة بذيئة بذراعه.
وتناقلت جماهير “برشلونة” هذا المقطع على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك ” و”تويتر” وسط موجة عارمة من الغضب، إذ صبت جماهير النادي الكاتالوني جام غضبها على مساعد مورينهو، مطالبة بتوقيع أقصى عقوبة عليه.
وسبق لمدرب حراس المرمى أن وضع مورينهو”، في مواقف محرجة عدة، كان أبرزها عام 2010 خلال مباراة الفريق أمام إشبيلية، حيث دخل في مشاجرة مع أفراد الأمن في ملعب “سانتياغو بيرنابيو” انتهت بسقوط مسؤول الأمن بالملعب هريرن (75 عاماً).
كما كان سبباً رئيساً في استبعاد قائد الفريق “إيكر كاسياس”، ووضعه على مقاعد البدلاء للمرة الأولى منذ عشر سنوات، وإشراك الحارس الاحتياطي أنطونيو آدان بدلاً منه؛ وذلك بعد تصاعد الخلافات معه.
مورينهو يشتم ألفيس
اتهمت صحيفة كاتالونية مدرب ريال مدريد، البرتغالي جوزيه مورينهو بشتم مدافع برشلونة الدولي البرازيلي داني ألفيش بشكل علني مستخدماً كلمات مشينة بحق اللاعب، في اللحظات الأخيرة من المباراة التي جمعت الفريقين البارحة الأولى.
ونشرت صحيفة “سبورت” مقطع فيديو يُظهر مورينهو وهو ينهض من مقعده ويركض مسرعاً باتجاه الملعب وهو غاضب، قبل أن يشتم ألفيس بصوت واضح وبكلمات بذيئة تنال من عرضه وعرض والدته، وذلك بسبب تدخله العنيف ضد هداف الريال كريستيانو رونالدو.
وبحسب الصحيفة نفسها فإن مورينهو شتم ألفيس باللغة البرتغالية التي يفهمها اللاعب البرازيلي جيداً، وقد استمر في غضبته ضد اللاعب رغم إشهار حكم المباراة لاسا بيريز البطاقة الصفراء في وجهه عقاباً له على عرقلة رونالدو.
ولم يكن مورينهو الوحيد الذي شتم وأهان ألفيس خلال المباراة، إذ ذكرت وسائل اعلام إسبانية أن اللاعب البرازيلي تعرض لسيل من الشتائم والإهانات العنصرية طوال المباراة من قبل مشجعي ريال مدريد.
وتعالت أصوات الجماهير في سماء ملعب “سانتياغو بيرنابيو” وهي تشبّه اللاعب بـ”القرد” كلما لمس الكرة، بسبب ارتكابه أكثر من مخالفة بحق لاعبي ريال مدريد، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، فيما استمر الهجوم على اللاعب بعد المباراة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن جانبها، استعرضت صحيفة “موندو ديبورتيفو” السجل الطويل لمسلسل تجاوزات مورينهو والمقربين منه ضد داني ألفيس، إذ سبق أن سخر المدرب البرتغالي من اللاعب رداً على ما قاله بأن مورينهو لم يخترع مدرب كرة القدم، وأكد أن ما يقوله ألفيس لا يمكن أن يصدر إلا من أناس لديهم ذكاء خارق مثل العالم ألبرت آينتشتاين (صاحب النظرية النسبية).
وذهب إيلاديو باراميس المتحدث باسم مورينيو إلى ما هو أبعد من ذلك، حينما نعت ألفيس بـ”الحمار”، وذلك في تغريدة نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وأثارت جدلاً واسعاً قبل عام.
وقال باراميس في تغريدته: “لكم تغير ألفيس منذ وصوله إلى إسبانيا .. لقد أخضعوه لجراحة في أذنيه، فأصبحتا أصغر من ذي قبل، وألبسوه نظارة شخص مثقف؛ لكن حماراً بأذنين صغيرتين ونظارة لن يصبح دكتوراً، سيبقى حماراً!”.
إهانة “الموز”
خرجت جماهير أرسنال التي مُني فريقها بهزيمة أمام غريمه توتنهام هوتسبير بهدفين لهدف، في مباراة ديربي شمال لندن، عن طورها، حين أهانت لاعب توتنهام الويلزي غاريث بيل بإلقاء الموز عليه.
وقامت جماهير أرسنال الشهير بلقب “المدفعجية ” أثناء المباراة التي جرت ضمن مباريات المرحلة ٢٨ من الدوري الانكليزي لكرة القدم، بإلقاء الموز عليه بينما كان يهم بتنفيذ إحدى الركلات الركنية.
و لاحظ مساعد الحكم تلك الواقعة، وقام باخراج قشرة الموز من الملعب، دون اتخاذ أي قرار منه، أو إبلاغ الحكم الذي كان شاهدا على تلك الواقعة.
وتعد ظاهرة إلقاء الموز على اللاعبين في المباريات من قبل الجماهير، بمثابة إهانة عنصرية، حيث كانت آخر تلك الوقائع الأسبوع الماضي في الدوري الإيطالي حين ألقت جماهير إنتر ميلان الموز على هداف الميلان ماريو بالوتيلي.
ويأتي استهداف جماهير أرسنال لبيل، كونه نجم فريق توتنهام، والذي يقدم مستويات رائعة هذا الموسم، ونجح في تسجيل هدف في مباراة الديربي، والتي شهدت تسجيله هدفاً للمرة الخامسة في تاريخه مع توتنهام ضد أرسنال.