لم تعد القضية قضية (نشيد وطني)، حيث إن المحاصصة والمكوّنات الاجتماعية الأخرى لسكان العراق، دخلت على الخط، وأجلت التصويت على قانونه لأكثر من مرة.
يقول فاضل ثامر، رئيس اتحاد الأدباء في العراق وعضو لجنة الاختيار: “سبق لمجلس النواب أن طرح فكرة (مسابقة) لتأليف النشيد الوطني العراقي، لكن الحساسيات والاعتراضات المتوقعة على هذا الاسم أو ذاك ألغت الفكرة”.
وأضاف ثامر في حديث لـ”العربية.نت”: “لذلك لجأنا إلى أسلوب أقل حساسية، وهو اختيار قصائد ملائمة لشعراء متوفين، ورشحت أسماء: الزهاوي والرصافي ومهدي البصير والجواهري والسياب ومصطفى جمال الدين، ليستقر الرأي أخيراً عند الجواهري والسياب، وإن كانت كفة الجواهري هي الأرجح”.
ومن المفارقات في الوضع العراقي الجديد، أنها وصلت إلى حدّ أن نائباً، يصفه الناقد فاضل ثامر بأنه من شعراء الدرجة العاشرة، يرشح نفسه لكتابة النشيد الوطني، ويجمع لإدراج اسمه ضمن المتنافسين 50 توقيعاً، باعتبار أن أي 50 توقيعاً من النواب حول موضوع ما من الممكن أن يجعله قانوناً.
لكن للمفارقات حدود، ورفض الأمر، لأن هناك أكثر من نائب يتعاطى الشعر، ولو فسح المجال لأصبحت فوضى أكثر مما هي عليه الآن.
يقول النائب علي الشلاه، رئيس لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية: إن قانون النشيد الوطني قد نوقش مرتين، وكان حوله أخذ ورد، وأهم الآراء التي استوقفت لجنة الاختيار هي كيفية إضافة (بيت شعري) باللغة الكردية لنص النشيد، وهو ما استدعى النواب التركمان إلى المطالبة بإضافة بيت آخر باللغة التركمانية، ولصعوبة ذلك فقد تم التوافق على أن يختتم النشيد بـ(عاش العراق) بالكردية والتركمانية والآشورية.
النشيد – في حالة إقراره – سيكون هو النشيد الوطني السادس في تسلسل (الأنشودة) منذ نشوء الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي.
فبعد التغيير الذي أطاح بالنظام السياسي في العراق 2003، اعتمد نشيد: موطني – موطني، والذي لا يمت بصلة للشعرية أو اللحنية العراقية، لكونه من تأليف الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، وموسيقى وألحان الموسيقار محمد فليفل اللبناني.
مستشار وزارة الثقافة حامد الراوي، قال: “من المتوقع بعد إقرار القصيدة الصالحة لأن تكون نشيداً، أن يصار إلى إعلان مسابقة (تلحينية) للكلام، وتشكيل لجنة تحكيمية أخرى تضم كبار الملحنين والموسيقيين العراقيين لاختيار اللحن اللائق بنشيد وطني عراقي جديد، يراد منه أن يعبر عن هوية شعب عريق ومتعدد المكونات كالشعب العراقي”.
وسيكون افتتاح إعلانه الرسمي بحضور الرئاسات الثلاث وبمشاركة جماهيرية واسعة.