(CNN) — ينظر مراقبون إلى التقارب المصري مع دول العراق وإيران باتفاقيات تجارية واقتصادية بتساؤل عن توقيت ومغزى هذا التقارب، إذ أن هذا الأمر حرّك – وبشدة – الرغبة الملحة في تحديد الموقف المصري حيال ملفات المنطقة، خاصة في أعقاب ما يظهر على السطح من توتر العلاقات مع بعض الدول الخليجية.
وأوضح الخبير الاستراتيجي، حلمي محمود، أن ما يظهر من توتر العلاقات مع بعض الدول الخليجية بشأن التقارب المصري الإيراني، أو بعض أمور سياسية متعلقة بوصول جماعة الإخوان المسلمين، “لا يمكن معه ألا تحسن مصر من علاقاتها الاقتصادية مع بعض الدول الأخرى بالمنطقة.”
وأشار محمود إلى أن التقارب المصري الإيراني ينفصل عن التقارب مع العراق، والذي يتعلق بمستحقات العمالة وأمور اقتصادية أخرى، منها مد خط أنبوب بترولي يمر عبر الأردن لتكرير نحو 4 مليون برميل نفط خام شهريا.
وأوضح أن مصر ستحصل بموجب هذا الاتفاق على ما تحتاجه لمعالجة أزمة السولار، ثم يباع الباقي بعد التكرير بالاتفاق مع العراق، وأيضا حل مشكلة مستحقات العمالة المصرية، وبعض مشروعات في مجال الإسكان والبنية التحتية، وإلغاء الحظر الذي كان مفروضا على تصدير منتجات مصرية.
أما العلاقة مع إيران فقد أوضح أنها تتعلق بفتح مجالات التعاون خاصة في المجال السياحي منها، بعيدا عن المزارات الدينية مثلما أعلنت الحكومة. أما من الجانب السياسي، فأعرب عن اعتقاده بأن السلطات تحاول أن يكون لها تأثير على أطراف الأزمة السورية.

morsi.nejad.jpg_-1_-1
وحول المساعدات المالية من قطر، فقد أشار محمود إلى أنها ساهمت بودائع تقدر بالمليارات رغم ما تبديه بعض الأطراف من مخاوف لما يسمى بازدياد النفوذ القطري بمصر.
أما الخبير الاقتصادي، صلاح جودة، فوصف الاتفاقات التي أعلنتها الحكومة مع العراق بـ”الغامضة” وخاصة ما يتعلق بإرسال نحو 4 ملايين برميل نفط شهريا حيث تقوم مصر بتكريرها لصالح العراق مقابل 4 آلاف برميل يومي تدفع مصر مقابلها بشكل مؤجل.
وأوضح أن مصر تنتج يوميا من السولار نحو 22 ألف برميل، وهو ما يقل عن احتياجات السوق المقدرة بنحو 35 ألف برميل ما يعنى أن ما سيقدمه العراق لن يسد العجز كله.
وتوقع أن يستغرق بناء خط البترول الذي سيمر عبر الأردن مدة عامين، واعتبر أن الحكومة المصرية “تهاونت في حقوق العاملين هناك” عبر إهمال المطالبة بالفوائد التي مرت عليها نحو عشر سنوات منذ عام 2003، فضلا عن أنها ستسترد جزء من الأموال وليس كلها.
وأشار بان مساعدات قطر لمصر “تدخل في إطار بحثها عن دور سياسي كبير ونفوذ بالمنطقة كونها دولة صغيرة في وقت تعانى فيه الدولة من أزمة اقتصادية قدمت خلالها قطر معونات مشروطة في وقت ابتعدت فيه عدة دول خليجية كان يمكنها مساعدة مصر،” على حد تعبيره.
وحول زيارة وزير السياحة المصري، هشام زعزوع، لإيران، والتي قالت الحكومة إنها تهدف لتنشيط السياحة، قال إنه يتصور بأنها من الأمور “العبثية” حيث لا يتخطي عدد المسافرين من الدولة الإيرانية أكثر من 2.5 مليون شخص، فضلا عن أن هذا التقارب يثير مخاوف الدول الخليجية.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *